أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي شاكر العبيدي - ذاكرة














المزيد.....

ذاكرة


مهدي شاكر العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 3 - 10:46
المحور: الادب والفن
    


انتهى إلي ذات يوم من عام 1957م ، جزء من مجموعة كتب تحمل عنوان ( ذكرى الكاظمي ) لجامعها ومصنفها الأديب النجفي رحيم محمد علي رحمه الله ، فأعجبت وقتها بدأبه وحرصه على جمع ما كتبه الأدباء العرب عن شاعرية عبد المحسن الكاظمي ، الشاعر المغترب بالقاهرة سنوات طوالاً استنفدت ما تبقى له من مدة في هذه الحياة ، أمضاها دانياً منساباً في الوسط الثقافي المصري حيث انعقدت الأواصر والعلاقات الحميمة بينه وبين سائر العلماء والأدباء والمشتغلين بالسياسة هناك ، وكان من محتويات الجزء ذاك الكلمة ذات التأثير القوي في وجدان كل من تكرثه مفارقات الحياة نتيجة ما يسودها من انعدام النصفة واختلال القياس الصحيح ، والتي كتبها ابراهيم عبد القادر المازني مستهلة بما يفيد ان الدهر مجافٍ لأولي الفضل وأخذهم بالتعنت وتخييب آمالهم، ورغم عادية هذا المعنى وخلوه من أيما جدة ،وسبق لغيره من المتفكرين في شؤون الحياة وملابساتها الباعثة للحيرة والذهول، أن تولوا عن صوغه بغير القالب التعبيري ذا ما أسعفهم إمكانهم ونزعوا لمشارفة الفن القولي ، لكنه هذه المرة تجسد بأسلوب المازني الرائق ، حيث يمتلك صاحبه قابلية فائقة عجيبة على ارسال نفسه بمحض سجيتها ، فيوالي الكتابة ويعبر عما يجول في ذهنه من معانٍ وخلجات وأفكار ، نافذاً من خلالها إلى ما يحتوش الكائن الإنساني ، من آن لآن ، من آلام ومواجع ، دون أن يعهد قلمه حراناً أو توقفاً ، في أي مكان احتواه وآثره لمراس الكتابة ، سواء أكان مكتظاً بالجالسين ويتسامع فيه ضجيجهم ولغطهم ، أم انتفى منه ما يشغل البال ويزعج الخاطر، وبعد سنين غدت هذه الدراسات والمباحث ، مرجعاً عوّل عليه الاستاذ الراحل محسن غياض في إعداد رسالته لمرحلة الماجستير حول شعر الكاظمي وأغراضه في تجسيد تطلعات العرب نحو الاستقلال والحرية ، مقدماً شكره الجزيل لمعد هذه المأثورات والمذخورات ، ومن يومها تقتُ للتعرف عليه وإبلاغه محبتي وإعجابي ، حتى لقد هممتُ حينها بسفرة للنجف ، لأستفسر من أصحاب المكتبات عن مكان تواجده أو ملتقياته ، حيث كنت في حال من الحيوية قبل ثلاثة وستين عاماً ، يؤهلني للبدار لهذه الخطوة في سبيل الأدب ، على وفق ما توحي به الأحلام والأوهام ، قبل أن أمنى وابتلي بمواجهة ذوي الشنأ والحقد في السنين التالية ، وبأسم هذا الأدب الذي ينتحله مَن لايمت له بصلة ، وما سبب هذه الوضعية إلا استهوائي لمقالة المازني الذي لا بد من أن كان متخلياً وقتها عن نزوعه للحداثة وتجديد الشعر العربي ، في حين شغل عبد المحسن الكاظمي سائر النقاد والدارسين بأدائه التقليدي لأغراضه ومقاصده ، مع الإيهام برصانته ومتانته واحتسابهما من قبيل التجويد الفني .
لكن حصل في يوم من نيسان عام 1969م ، وفي قاعة الخلد ببغداد أن تقدم نحوي أديب هو عضو في وفد الأدباء النجفيين لمؤتمر الأدباء العرب الخامس ، لم أره منذ عشرين عاماً وأكثر ، فقد انقطعت زياراته لذوي قرابته في طويريج يوم كان يأتيهم في العطلات الصيفية ، لتوقف الدوام في المدارس ، ويمضي أشهر الصيف في ضيافتهم ، وينضم إلى شلتنا ، فنقضي أوقات الليل ساهرين حتى الفجر ، مقتعدين (دويبة) من (دوب) الجسر الخشبي القديم في وسطه .
وكأن صحَ فينا أو علينا قول القائل :
كأننا والماء من حولنا قوم جلوس حولهم ماءُ
قال الرجل الذي لم تتغير ملامحه القديمة ، وكان سهلاً أن أتذكره ،مع نسياني اسمه.
أنا رحيم محمد علي ، نحن تربينا ( سوة ) ،اتعرفني؟
حقاً إن أبعد الأشياء عنك ، قد تكون أقربها منك واليك.



#مهدي_شاكر_العبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفيات
- ذكريات باريس
- عبد الرحمن مجيد الربيعي وترشيحه كتبا للقراءة
- من قضايا تعليم اللغة العربية (رؤية جديدة)
- عودة الى معالم قديمة
- صراع الأجيال
- شاعر منسي من الناصرية
- كتاب رائد في مجال السيرة النبوية
- (محمد رسول الله) تأليف المستشرق الفرنسي آيتين دينيه وسليمان ...
- المقابلات الصحفية مع الوجوه الثقافية
- مداخلات ومناوشات
- شاعر من السِّنغال يحيي الهجرة النبوية
- أبو حيان التوحيدي ونبع النتاج الأصيل
- المقتبس من وحي الرسالة
- مآل كتاب مداخلات و مناوشات
- صديقي الذي أجهل اسم أبيه !
- من الصراحة الجارحة
- تفصيل في فحوى مقالة أثيرة وتعقيب عليها واضافة إليها
- كُتابنا في طفولتهم
- شيء عن منير البعلبكي


المزيد.....




- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
- مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال ...
- شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي شاكر العبيدي - ذاكرة