أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي شاكر العبيدي - مجموعتان شعريتان لخالد الحلي: لا أحد يعرف أسمي – مدن غائمة














المزيد.....

مجموعتان شعريتان لخالد الحلي: لا أحد يعرف أسمي – مدن غائمة


مهدي شاكر العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6670 - 2020 / 9 / 7 - 16:59
المحور: الادب والفن
    


وصلني بوساطة الأنترنيت من مدينة ملبورن بأستراليا النسخة الإلكترونية الحاملة لإضمامتين من الشعر ، أولاهما نسجها الشاعر خالد الحلي يوم كان مقيماً ببلاده ، و لا يفتكر بمغادرتها ، قبل أن تقسره الظروف على الرحيل عنها و عيافها ، تحمل تسميةً (مدن غائمة) و ثانيتهما مستوحاة مما عرض له بدنيا الاغتراب من معاناة تجارب شعورية أضنته بما يشق و يعسر تحمله و الاصطبار عليه من الحرمان و الأسى عنوانها (لا أحد يعرف أسمي) ، بالرغم مما يتكشف للعيان في الظاهر أنه استبدل بدارته القديمة الموحية بالاستيحاش و القتامة أنحاء غيرها باعثةً لما يسر النفس و يريح الخاطر و يغري بالاقبال على الحياة و اعتياد المعيشة الراضية على ما يترادف عليها من آنٍ لآن من التثبيط و النكوص عن نوال الحاجات و الرغائب ، فما يحف بها و يحوطها من مظاهر الرقي و الحضارة و تناهي الانسان في ابتناء ما يحوجه و يلزم لحياته المنشودة من مُجتلبات الرفاه و الاستقرار ، كفيلٌ بحمله على ألفتها و المداومة عليها ، مع أن طبيعة الحياة في المدن الغربية و البلدان المشاكلة لها في الأخذ من قيم الحياة العصرية بنصيب ، تتسم بانعدام التواصل بين الأفراد على الأرجح من ناحية تبادل العواطف و المشاعر الوجدانية ، مما يحمل على الاقرار بجفاف الحياة بحيث تكاد طرقات و شوارع كثير منها تخلو من المارة و السابلة في و ضح النهار ، في الوقت الذي تلجأ كثرتهم لاستخدام وسائط النقل الحديثة لتوصيلهم حيث يقصدون الدوائر و المؤسسات و أماكن أخرى مبتغين لوازمهم و أغراضهم. قلت إن العراقي المغترب و المقيم خارج بلاد الرافدين تعود الاحجام عن الشكاة من جفاف الحياة و راض ذاته على كظم تذمره من عدم سماعه ألفاظاً يتداولها البسطاء في شجارهم و تنازعهم كل مرة حين تتباين مشاربهم و تختلف أهوائهم ، و ما مدعاة هذا الكبت للأحاسيس و المشاعر و التغاضي عن خمود الضجيج المألوف ؟.

أعتقد أن سبب ذلك ينحصر في ارتياعه مما تفتحت عيناه عليه من خوفٍ من المجهول ، فهو يؤثر الأمان و الصفو في دول الاغتراب على العيش في جنبات بلادٍ يجتني منها فزعاً و رعباً ، و كثيراً ما يُرتاب منه و يُشكك بدخيلته و يُؤخذ بالظنة مما اعتاده العراقيون في حقب شتى أجلبت عليهم بالمواجع و الآلام ، لأن من يتولى تدوير أمورهم يعدم النصفة و توخي الاصابة في تقسيم الأرزاق بينهم ، و كذا ظل هذا الحزن الكارب و المتوارث عالقاً بأطباعهم لصيقاً بجبلاتهم ، فلا غرو أن استهل خالد الحلي مجموعته الشعرية الثانية و الموسومة (لا أحد يعرف أسمي) بصرخته المناشدة للحزن و المنسوجة من مفردات هي من البسائط غير المحوجة للشرح و التفسير و جلاء المعمى:

أيها الحزن العراقي الطويل
أيها الحزن الذي يمتد من جيل لجيل
لمَ لا تتركنا؟
لمَ لا تتركنا؟

لذا أجزم أنه في كلتا المجموعتين يتبدى معولاً في صياغته لأي من محتوياتهما على قابليته الفائقة و اقتداره اللغوي المتنامي نتيجة استغراقه في قراءاتٍ شتى سنين طوالاً ، لا يقفو أحداً من شعراء القصيدة الحديثة أو ما ننعته بالشعر الحر و يحاكيه في إضفاء نفس طابعه الشعري على ما يتولى رصفه و تصيده من ألفاظ تجسد ما يعروه من حزنٍ و فرط استغراب و اندهاش من موت الآمال ، و هنا تتجلى الأصالة الشعرية في أبهى صورها و ألوانها بمثل ما يبين احتراسه و جنفه من التقليد مدللاً أنه خُلِق و انساب في غمار الناس شاعراً لا غير.

و في ملتي أن شعره في المجموعة الأولى حافل بالغنائية التي تستلهم التجارب التي تعرض لأي انسان ، بينما نلفيه في الثانية بنتيجة الغربة و قراءاتٍ يؤوب منها المرء مستطيباً للتأمل و التفكير في المصير الانساني ، قلت نلفيه مسترفداً من الحصيلة الفلسفية المُستوعَبة منها. و السلام.



#مهدي_شاكر_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرسون والشعر والخطابة والتأليف
- عن الشعر العربي الفصيح الذي قيل في مدح الانكليز
- حارة كل من إيدو إلو
- مختارات سياسية من مجلة المنار
- استحضار المجتمع المدني في عمل روائي( غابة الحق)
- أشجان النخيل
- لويس عوض في الثقافة العربية
- أسرار فتاة قاعة التشريح رواية من تأليف الدكتور جاسم محمد عبو ...
- علي جواد الطاهر القلم والقلب والوجدان
- ذاكرة
- فلسفيات
- ذكريات باريس
- عبد الرحمن مجيد الربيعي وترشيحه كتبا للقراءة
- من قضايا تعليم اللغة العربية (رؤية جديدة)
- عودة الى معالم قديمة
- صراع الأجيال
- شاعر منسي من الناصرية
- كتاب رائد في مجال السيرة النبوية
- (محمد رسول الله) تأليف المستشرق الفرنسي آيتين دينيه وسليمان ...
- المقابلات الصحفية مع الوجوه الثقافية


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي شاكر العبيدي - مجموعتان شعريتان لخالد الحلي: لا أحد يعرف أسمي – مدن غائمة