أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - الصمت يختلف عن السكوت















المزيد.....

الصمت يختلف عن السكوت


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6781 - 2021 / 1 / 7 - 03:13
المحور: الادب والفن
    


ألصمت يختلف عن السكوت:
كتبت قبل أعوام موضوعا عن السكوت بعنوان:
لماذا لا يسمع العراقي إلا نفسه؟
بداية يجب أن نُفرّق بين (آلصّمت) و (آلسّكوت)!
و الصّمت على نوعين:
صمتٌ إيجابي منتج و معبّر يحصل من ورائه الصامت على مبغاه و معناه.
صمتٌ سلبيّ غير منتج بسبب الضغوط والقهر و الحرمان والظلم و الكآبة.
و الصمت السلبي يكون عادة كمرض يصاحب الأنسان المقهور لكنه أقل وطأة و تبعات من ذلك الذي يعبر عنه بآلعنف و الضرب و الثورة ليس فقط ضد زوجته و والديه و أبنائه و جيرانه بل حتى ضد نفسه بأساليب شتى!

لقد إنتقدت في مقالي الآنف حول التعامل مع هذا الموضوع الحساس و الخطير في نفس الوقت, نتيجة الوضع المزري الذي عاشه العراق و الكثير من الشعوب التي وصلت لتلك الحالة بل الأزمة الأجتماعية على كل صعيد؛ للأسباب الثلاثة التي طالما أشرنا لها في مقالاتنا و هي : التعليم و الأعلام و المسجد؛ بسبب ثقافة الحشو الفارغ و نشر مبادئ الجهل ألتي إنتشرت في العراق و التي تسببت بفقدان الثقة حتى بآلمسلّمات و بكل ما يتعلق بآلمحبة و العلاقات الأنسانية و التعامل الأجتماعي و الأنصاف و التواضع ؛ حتى عاد العراقي لا يثق حتى بنفسه .. بل بإيّ متحدث حتى لو كان إمام معصوم, فهناك دائماً درجات من الحذر و الشك تفصله عن المقابل .. لذلك لم يعد يسمع ألعراقيّ إلّا نفسهُ؟

و فوق هذا قد يبدو أمامك مستمعاً هادئاً .. لكنه لا يستمع ليتعلم الحقائق و القيم الكونية الكبرى؛ بل يستمع لك علّه يتعلم شيئا يفيده شخصياً فقط أو يكشف شيئا سلبياً بطريقه ليحاكمك عليه و يُشهّر بك أمام الناس بغيابك, كآلمتصيد في الماء العكر أو الباحث عن أبرة وسط كومة من التبن ..

ظاهرة غريبة شدّت إنتباهي و حيّرت و غيّرت عقيدتي كلّياً تجاه آلوضع في ألعراق و تعامل ألعراقيين, أ لا و هي مسألة عدم ألأنصات و آلفهم حين تتكلّم معهم أو تكتب لهم, فهُم و إن قرؤا مقالاتكَ أو سمعوا خطابك و فلسفتك أو سكتوا منصتين أثناءَ حديثكَ في أفضل ألحالات؛ فأنّهم إنّما يفعلونَ ذلكَ .. لا لفهم و وعي أسرار ما تقولهُ أو تكتبهُ ؛ بلْ يسمعكَ من أجل أنْ يكتشف نقطةَ ضعفٍ أو ثغرةٍ أو شكّ في مجالٍ فرعيّ من حديثك ليهجم و يردّ عليكَ كلّ دعوتك أو ما تُريد قولهُ جملةً و تفصيلاً, ولا يستحي لو إستشهد بموقفه بإنسان معاند أو منحرف أو مُغرض!؟

هذا آلوضع ألنّفسيّ ألمُتأزم ذات آلطابع الخبيث و ألهجوميّ سبّبَ فساد آلقلوب و إنتشار ألشّك و آلكذب و آلتدليس و نكران كلّ جميل .. بعد ما أشاعَ هدّام حسين الغيبة بكتابة التقارير و ألفقر و آلحرب و آلعنف بين آلعراقيين حتى شاعتْ ألفوضى و عدم ألأنسجام بين آلجّميع .. بدءاً بذاتِ آلعراقيّ ثمّ آلعوائل و حتى المؤسسات البعثية نفسها بل حتى الدائرة المحيطة به حيث جعل كل واحد يتجسس على صديقه و حتى أبوه فالهيئات و آلجّماعات و آلكتل و آلكيانات ألدّينيّة و آلسّياسيّة وووو كلّ أصناف ألمجتمع ألعراقيّ اليوم تسير وتتعامل و للأسف ألشّديد على هذا الأساس!

و آلسّبب هو تعاظم الإنّية و طغيان ذاته حتى بات ألعراقيّ - و العربي لا يسمعْ و لا يرتاح إلّا لمكنونِ نفسهِ و هواه من وحي ذاته .. بلْ و محاولة آلأنتصار لها في كلّ ألأحوال و بكل السّبل الممكنة بآلباطل و آلكذب و آلنّفاق و غيره و نادراً ما تجد من يستسلم للحقيقة معترفاً؛ و لعل السبب الأكبر هو؛ كونه لمْ يتربّى أساساً على ألقيم ألصّحيحة و آلمُثل ألأنسانيّة ألعُليا و آلمنطق و آلرّحمة و آلشّفقة و حبّ آلخير و آلأيثار و التواضع بسبب مناهج البعث الجاهلية الإرهابية .. إلى جانب آلفقر و آلحرب و الذل الذي وصله هذا الشعب المسكين, مُتحسّساً على آلدّوام ألشّعور بآلنّقص و آلضّعف و إنحطاط آلشّخصيّة .. نتيجة ألتربية الخاطئة و آلضّغوط آلتي واجهها في آلبيت و آلمدرسة و آلقوانين ألوحشيّة و إنعكاس الشخصيّة الصدامية - ألبعثيّة و ألعشائريّة و آلنّظريّات ألخاطئة على طبيعة الحياة ألّتي تربّى عليها مُذ كان جنيناً في بطن أمّه حتى المراحل اللاحقة حين كان يسمع صرخاتها بسبب الضرب و وحشيّة ألأب و قسوتهِ و آلعُنف ألأسريّ ألذي سادَ و لا يزال في كلّ ألمُجتمع حتّى صاحَ آلجميع؛ (ياحوم إتْبع لو جرينه لكن لا على الاعداء الحقيقيين ؛ بل على زوجته و إبنه و أرحامه و جيرانه) و تعاظم هذا الامر خصوصاً بعد رحيل ألبعث ألجّاهل ألمجرم عام 2003م بسبب الحرية النسبية التي أعطيت لهم .. لذلكَ و بسبب جُبن ألعراقيّ و خنوعه و بُعده عن ألحقّ وتكوره على ذاته الخبيثة توسّل أخيراً بآلعشيرة و آلحزب و آلخلايا ألأرهابيّة و آلعصابات و المليشيات و آلمحسوبيّة و آلمنسوبيّة بعيداً عن ولاية الله و آلمُؤمنين و شرّع الله الذي للأسف لا يعلمه مراجعهم لأنهم لا يدرسون من كتابه سوى 500 آية فقط .. كل هذا ليُحقّق مبغاهُ الشخصي و أهدافه الخاصة بتبريرات جاهليّة و وحشيّة, مُحطّماً آخر ما تبقى من آلقيم و آلأسلام ألمُغيب أساساً ألّذي حاول يائساً معدودين ممن تبقى لإحيائه و لو بشكل محدود!

و لا أجانب الحقيقة لو قلت بأن تلك آلقيم أصبحتْ آلآن عاراً على كلّ من يُنادي بها أو يريد تطبيقها في العراق و آلّتي تأمرنا أوّل ما تأمرنا بآلتواضع و آلمحبّة و آلتّسامح و آلإيثار و آلشّرع و آلأخلاق ألفاضلة و حمل آلأخوان على محامل ألحسن و إحترام آلأنسان و ألقانون و آلتي جميعها باتتْ للأسف لا تتطابق مع نَفَسِ و روح ألعراقي – ألغالبيّة ألعُظمى منهم – بسبب تشبعّ أرواحهم بآلظلم و آلحُقد و آلخبث و آلكراهيّة و آلقسوة و آلفساد و الخيانة و آلأنحراف و آلضّعف و آلأستعداد ألكامل لإرتكاب آلجرائم و آلسّرقات و النصب و الغيبة و الكذب و النفاق التي يعتبرها زاده اليومي, بآلطبع نستثني منهم ألثّلة ألقليلة ممّن قد تبقى من ألمؤمنين ألّذين بقوا و ثبتوا على إيمانهم و لم يشتركوا بهذا الدمار و آلإرهاب لأنهم تغرّبوا في بلاد العالم و لم يشاركوا العراقيين في الظلم و الفساد!

و هذا هو سبب تفاقم و شيوع الفساد و ألظلم و القتل و آلأرهاب و آلذبح و الطلاق و رمي حتى الأطفال في البحر من قبل الأمهات و حتى قتلهم من قبل آلآباء و رجوعهم للوراء و تعصّبهم للعشيرة و آلحزب و آلقبيلة بدل مبادئ الأمام الحسين(ع) العادلة و مبادئ آلأسلام ألحقيقيّة ألتي تمسكوا بظاهره فقط, و إنغلقوا عن ألحقّ و آلتّواضع و آلرّحمة و آلأنسانيّة و التضحية لأنقاذ مظلوم أو الدفاع عنه لإبتعادهم عن العشق و المعرفة و حقائق الوجود و غايته, لهذا إستحقوا عملية الإستبدال التي وصلت لأشواطها الأخيرة ............ و لا حول و لا قوّة إلّا بآلله.

ألحل الوحيد للقضاء على هذا المسخ الشامل, و عملية الإستبدال بآلأستخلاف هو :
فتح المراكز و المنتديات و الندوات الفكرية و الثقافية و مشاركة الناس الفعالة في إحيائها بشرطها و شروطها التي بيّناها في كتاب:
[أسس و مبادئ المنتدى الفكري].
ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد نشري لموضوع تنويري عن مسائل مصيرية: أدناه واحدة مما كنت ...
- تعريف الفلسفة الكونية(عرض مبسّط)
- هل صحيح أننا من أحطّ الأمم؟
- الشورجة قلب العراق النابض
- بيان الفلاسفة لعام 2021م
- و (إضربوهن فإن أطعنكم فلا...)
- أحد أكبر جرائم البعث هي قصة (فاطمة)
- معلومات جديدة عن المخ
- ألخيار الأمثل للكورد الفيليية
- ملاحظات حول أفضل 100 كتاب في الألفية الثالثة
- ألمعيار الكوني في الفلسفة الكونية العزيزية:
- مقطع كوني من آخر مقال كتبته
- دور فلسفة الفلسفة في هداية العالم - الحلقة الأولى
- أيها العاشق : لا تضحيّ
- ألأزمنة البشرية المحروقة و حقوق الأنسان
- رسالتي الكونية التي غيّرت مسار التأريخ
- صدور كتاب فلسفة الفلسفة الكونيّة
- لا تُعاد هيبة الدولة بآلقوّة بل بآلعدالة:
- أظلم نهار في العراق - القسم الثاني
- ضَحَايَا آلتّأريخ


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - الصمت يختلف عن السكوت