أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اشرف عتريس - نقد مسرحية - حلقة نار














المزيد.....

نقد مسرحية - حلقة نار


اشرف عتريس

الحوار المتمدن-العدد: 6780 - 2021 / 1 / 6 - 11:40
المحور: الادب والفن
    


وهاهى مسرحية حلقة نارالكاتب المصري أشرف عتريس
هذه أول مسرحية أقرؤها للأستاذ أشرف عتريس، ويبدو من تاريخ نشرها أنها كتبت في منتصف التسعينيات؛ أي في الشباب المبكر للشاعر والكاتب أشرف عتريس،
والحقيقة أنها مسرحية جيدة، ويبدو أن مؤلفها قد أراد أن يبرز مواهبه في الشعر والدراما فيها، وكذلك كان يريد أن يقوم فيها بالمزج بين الحكايات والأساطير والطقوس الشعبية،
وهو قد قام بهذا الأمر في تلك المسرحية، ولكن عملية المزج هذه بدت مصطنعة أحيانا، وبدا الجانب الرمزي والطقسي يطغى على واقعية الأحداث في هذه المسرحية.
وتلك المكونات التي بنى منها أشرف عتريس مسرحيته هذه هي نفسها المكونات التي استعان بها لوركا في مسرحياته المأساوية خاصة في الثلاثية الأندلسية
(يرما والزفاف الدامي وبيت برناردا ألبا)، وأثر مسرح لوركا بشكل عام ظاهر في هذه المسرحية، ومن ذلك أننا نرى فيها المزج بين الحوار النثري ذي الطبيعة الشاعرية
والمشحون بالصور وبين المقطوعات الشعرية الرمزية والسريالية والأغاني الشعبية، ونرى فيها أيضا المزج بين عالم الواقع وعالم الخيال والأساطير،
وتتبدى المأساة في تفاصيل أحداث المسرحية وكل كلمة في حواراتها، كما أن بطلتها امرأة تعذب لعدم إنجابها، وتسعى وراء المستحيل لتحقق رغبتها في الإنجاب،
وتضحي بحياتها في سبيل تلك الرغبة.
وكل هذه الخصائص والخطوط والملامح نراها أيضا بشكل واضح في مسرحيات لوركا المأساوية خاصة في الثلاثية الأندلسية كما ذكرت هذا من قبل.
وأعتقد أن أشرف عتريس تأثر بوجه خاص في مسرحية حلقة نار بمسرحية يرما للوركا، ففي المسرحيتين نرى امرأة ترغب في الإنجاب، وتسعى له من كل الطرق،
بما في ذلك اللجوء للسحرة والمشعوذين، ولكنهما لا تنجينا في النهاية، وتنتهي مسرحية يرما بقتل يرما لزوجها الذي تشكك في عفافها، وكان سبب عقمها ببروده؛
ولهذا قتلته يرما في نهاية هذه المسرحية أما صابحة بطلة مسرحية حلقة النار فاستسلمت لجبروت القمر الذي ظنت أنه والنجوم سيخلصونها من عقمها، وابتلعها القمر، وضاعت في الوجود السرمدي.
ونرى أيضا أثر لوركا في مسرحية الزفاف الدامي في هذه المسرحية في تشخيص القمر، وجعله طرفا في الأحداث، وكذلك كان القمر مشخصا في سلطة مستبدة في مسرحية حلقة نار،
وكانت صابحة تظنه سبيلها للتخلص من عقمها، كما أوهمتها عوالي بهذا في حين كان زوجها الثاني داود يراه وحشا باطشا له أنياب حادة يلتهم بها فرائسه.
ويمكن أيضا خلال المقارنات أن نقارن هنا بين توظيف عتريس للقمر في هذه المسرحية وتوظيف ألبير كامي له في مسرحية كاليجولا،
القمر عند البير كامي في هذه المسرحية يعني تحقيق المستحيل الذي كان كاليجولا يرغب في تحقيقه في هذه المسرحية ..
أما القمر في مسرحية حلقة نار عند عتريس يعني التمسك بالوهم الذي يودي للضياع.
ومسرحية حلقة نار تتكون من تسعة مشاهد، وفيها خطان دراميان يتلاقيان في أحداث المسرحية،
الخط الدرامي الأول فيها عن بحث داود عن زوجته صابحة التي يتهم داود بأنه قتلها ورماها في ساقية القرية، ولكن داود ينفي عنه هذه التهمة،
ويوجه اتهامه بضياع صابحة لعوالي وطقوسها الوثنية، ثم إنه يبدو مصدقا لهذه الطقوس، ولهذا نراه يتهم القمر بأنه جذب صابحة إليه حين نظرت له من فوق أحد الأسطح،
وأرادت حلب إحدى النجوم؛ لتتخلص من عقمها كما أوهمتها (عوالي) بذلك.
اما الخط الدرامي الثاني في هذه المسرحية عن أم يوسف التي تبحث عن طفلها الضائع يوسف، ونعرف من حديثها أنه ضاع في البحر،
وأنه استجاب لنداء النداهة فيه، فجذبته إليها، ولم يعد لأمه من ذلك الوقت.
ونرى أن هذين الخطين الدرامين يكمل أحدهما الآخر، فمن هي عاقر تبحث عن وسيلة للإنجاب، ويجذبها القمر إليه لتضيع في فضائه، ومن وجد لها الولد فقدته،
وحق عليها أن تعيش ما بقي من حياتها في رحلة بحث عنه.
أكرر أن هذه المسرحية جيدة، وكان يمكن أن تكون أروع من ذلك أيضا ..
تحياتى د.على خليفة



#اشرف_عتريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد مسرحية سر الولد
- رباعيات جاهين النادرة جدا
- نقد مسرحية ( شهدى ) د.على خليفة
- محمود ياسين والمسرح
- كلاكيت - مسرح الثقافة الجماهيرية
- بين النجيبين (محفوظ وسرور)
- ضياع الأدب الشعبى
- الجيل الجديد واثراء العقل
- حالة زهق مجانية
- قصيدتان من ديوان محدش غيرى
- بمناسبة وبدون مناسبة
- تاريخ الفوتوغرافيا فى المنيا
- دعواتكم سر قوتى
- بورتريه7-المغضوب عليه عبد لغنى قمر
- فنان له موقف ورؤية -احمدراتب
- الشقيقتان
- مأساة القاهرة 30
- فنان مسرحى كبير من المنسيين
- بورترية -2 يسارى ويفتخر
- بورترية -1 مات على خشبة المسرح


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اشرف عتريس - نقد مسرحية - حلقة نار