أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نعمى شريف - الأمن المائي في المنطقة العربية















المزيد.....

الأمن المائي في المنطقة العربية


نعمى شريف
دكتورة مهندسة مدنية باحثة وكاتبة

(Noama Shareef)


الحوار المتمدن-العدد: 6780 - 2021 / 1 / 6 - 04:58
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


شهدت المنطقة العربية على مرالعصوراضطرابات سياسية واقتصادية متعددة. وتعاني المنطقة العربية بشكل خاص في الوقت الراهن من سلسلة من الاضطرابات على معظم الأصعدة وخصوصا بسبب التحديات المتعددة كشح المياه وحركات النزوح والهجرة الداخلية والتغيرات السكانية والمناخية المتعددة, هذا ماجعل الامن المائي في المنطقة العربية اكثر عرضة للتهديد من اي وقت مضى.
هذا بدوره من اكبر التحديات التي تعتبر مهدداً حقيقياً لسبل العيش في المدن العربية التي عليها ان تواجه أيضاً تحديات توفير مياه الشرب لمواطنيها، وإنتاج الغذاء، وتلبية الاحتياجات الاقتصادية، لخلق فرص للحياة تواجه بها أزماتها المائية التي تفاقمت مع الأيام وانتقلت إلى مرحلة من التهديد للحياة العامة وعدم الاستقرار. ن موضوع التوسع العمراني العشوائي في المنطقة يشكل أيضا تحديا جديدا في غياب التخطيط العمراني والبنية التحتية الجيدة.

ان هذه التحديات المائية الخطيرة في الوقت الراهن تشكل تهديدا حقيقيا لسكان المنطقة وتزداد خطورة مع الوقت بسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ والنمو السكاني وتزايد التحضر والبنية التحتية المجهدة والمهترئة بشكل كبيربالاضافة الى نقص في الامكانيات المادية والكلفة العالية لايجاد حلول جذرية او حتى وقائية لكل هذه المشاكل, كل هذا يزيد من الأزمة في قطاعات المياه العربية ويسبب ضغطا كبيرا على شبكات المياه

توفير المياه الصالحة للشرب وايصالها الى المنازل يقع على عاتق قطاعات ومرافق المياه الحكومية في الدول العربية ولا سيما الحكومية منها, لذلك كان لابد من اعادة النظر في التكيف مع المتطلبات الجديدة لتلبية المتطلبات المحلية بصورة ديناميكية وادارة جديدة واعية لكل هذه المتغيرات في مناخ من المافسة الحرة والغير محكومة بالروتين البالي والبيروقراطية والفساد.
من أبرز الخدمات الأساسية التي تحتاج الى دعم كبير عي توفير الخدمات الأساسية للمشتركين أو المستفيدين وتوفير مياه الشرب ذات النوعية العالية الجودة والكمية المناسبة. هذا يتطلب صيانة الشبكات المهترئة والتقليل من المياه الهدورة على طول الشبكة بتقليل غاقد المياه وإجراء الصيانة الوقائية الدورية لكل مكونات الشبة من مضخات وانابيب ووصلات ومنع كافة الإعتداءات غير القانونية على الشبة من أجل رفع كفاءة شيكة المياه وزيادة عمرها واستدامنها. إن ذلك يتطلب التصدي للتحديات السابقة بالإضافة ألى استخدام التكنولوجيات الحديثة في موضوع الصيانة وإعادة التاهيل.
لابد من استخدام التقنيات الحديثة من قبل مرافق المياه مثل البرمجيات واجهزة الاستشعار عن بعد والتحكم عن بعد بالاضافة الى استعمال اجهزة المراقبة والانذار المبكر وهذا مايساعد في عمليات التحكم والسيطرة على الاعطال والتقليل من المهياه الهدورة عبر شبكات المياه التى توصل المياه للمنازل.
إن فاقد المياه في المنطقة العربية الناتج عن هدر المياة في شبكة مياه الشرب التي توصل المياه الى المنازل هي قيم لايستهان بها حيث يصل هذا الرقم الى 50% في الأردن حسب وزارة المياه الأردنية والى 28% في المغرب جسب شركة المياه والكهرباء في الرباط وربما البلان العربية الاخرى تصل إلى أرقام اكبر هذا يعني ان 58 بالمئة في الأردن و 28 بالمئة في المغرب من المياه الصالحة للشرب والتي يتم ضخها في شبكات مياه الشرب الى المنازل يتم هدرها على الطريق بين مرحلة الضخ وقبل وصولها الى المنازل (السبب في ذلك اهتراء الشبكات, عدم ضبط الوصلات, اهتراء محطات الضخ, عمليات الاعتداء على الشبكات من قبل المواطنين او المزارعين والاستعمالات غير القانونية وسرقات المياه من خلال كسر خطوط الضخ, عدم القيام بامور الصينة بالسرعة الممكنة, الطبيعة الطبوغرافية للمنطقة.....الى الخ... بينما يصل غاقد المياه في المانيا الى 5% أي أن فط 5% من المياه يتم ضياعها خلال الشيكة وهذا مايعكس الفرق الكبير في التعامل مع صيانة الشبكات وادارتها وبالتالي التقليل من الفاقد.
لذلك فان مرافق المياه العربية مطالبة بضرورة تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الجديثة في اعادة تاهيل شبكات المياه فيها للمحافظة على سلامة اجزاء الشيكو وزيادة عمرها وكفاءتها. إن خسارة المياه في المنطقة العربية من خلال الفاقد المائي من الشبكات بسبب اهترائها وعدم صيانتها يعد الأعلى في العالم علما أن المنطقة هي الأفقر عالميا بمصادروموارد المياه
وتشير بعض الاحصائيات والدراسات الحديثة في المنطقة أن حجم المياه الكلي المستخدم لأغراض الشرب في المنطقة العربية حوالي 30 مليار متر مكعب سنويا وحوالي 210 مليار للأغراض الزراعية وبحدود 20 مليار للأغراض الصناعية وبمجوع استخدام كلي حوالي 260 مليار متر مكعب سنويا، واذا اخذنا معدل للفاقد في كافة القطاعات حوالي 50% فان مجموع ما يفقد من المياه في المنطقة العربية يبلغ حوالي 130 مليار متر مكعب. وفي حال اعتبار فرصة الكلفة البديلة لانتاج متر مكعب واحد من المياه والتي تتراوح بين 1-3 دولار امريكي/م٣ ، فان مجموع ما تخسره اقتصاديات المنطقة العربية بسبب فاقد المياه يقارب 260 مليار دولار امريكي سنويا. ومن هنا تأتي أهمية تبني الإدارة الذكية وتطبيقاتها للمياه، وهي وسيلة لجمع وتبادل وتحليل البيانات من انتاج ونقل وتخزين وتوزيع بحيث يتم استخدامها بطريقة متكاملة وفي اغلب الأحيان عن بعد لتوفير الطاقة والتنبؤ بالأعطال مثل تسرب المياه او الاعتداء على الشبكات او تغير نوعية المياه والتخطيط الأمثل لمنظومة المياه بهدف توفير الكلف وتقديم أفضل الخدمات للزبائن. تتطلب الإدارة الذكية و توفر وانشاء قاعدة بيانات محدثة لمنظومة الإنتاج والنقل والتخزين، التخطيط والتنسيق الذكي بين الجهات ذات العلاقة العاملة في القطاع، مراقبة مؤشرات الأداء لمنظومة المياه، أتمته عمليات متابعة اعمال الصيانة والتشغيل ومراقبة نوعية المياه

أن الإدارة الجيدة لمرافق المياه والاعتماد على القطاع الخاص جنبا الى جنب مع القطاع الحكومي ضروري جدا لتحسين خدمات المياه وايصال المياه بتوفير خمات جيدة للمشتركين بالاضافة الى ترشيد استخدامات المياه المنزلية والزراعية والصناعية مع تغيير السلوكيات الاستهلاكية والكشف المبكر عن أي تسرب كل ذلك يعتبر من أهم الاجراءات التي يجب اتخاذها من اجل تحسين ورفع كفاءة الشبكات وتقليل الهدر.
أن تدريب الفنيين واستعمال الاجهزة والتقنيات الحديثة في عمليات التشغيل والصياة والمراقبة هو امر في غاية الاهمية لتوفير المياه والارتقاء بكفاءة الشبكات المائية في منطقتنا ودوام استدامتها, لذلك لابد من الاستفادة من خيرة الاخرين وتجاربهم وربما الاستعانة بهم للتدريب الفنيين وبناء الكفاءات المحلية والتي تفتقر للكثير من الخبرات والمهارات في التكنولوجيات الحديثة بما يخص شبكات المياه.



#نعمى_شريف (هاشتاغ)       Noama_Shareef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصمت في زمن الضجيج
- الحاجة لبناء نظام مؤسسي لإدارة القروض الدوارة
- النجاح معركتك في الحياة
- دعوة لإمتلاك شجاعة التغيير
- التلوث بالضوضاء كاحد اخطر انواع التلوث تاثيرا على الانسان وا ...
- خربشات
- رحلة سفر بين الوجوه
- حقيبة سفر بهوية سورية
- إدارة النفايات الصلبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
- كبوة جواد
- إدارة الكوارث الطبيعية
- بلدان في الذاكرة
- الادارة اللامركزية لمعالجة الصرف الصحي في المناطة الريفيه
- ابتكارات في التطبيقات المستدامة لمحطات معالجة مياة الصرف الص ...
- المعالجة اللامركزية للمياه العادمة وإعادة الاستخدام
- المرأة عنصر فعال في حماية البيئة
- تجربة مقاطعة ميكلنبورغ الألمانية في إدارة المخلفات الصلبة
- تكنولوجيا معالجة النفايات بيئيا
- ما هذا الدخان الأبيض


المزيد.....




- الولايات المتحدة تسحب ترخيص التعامل مع قطاع الطاقة الفنزويلي ...
- المركزي العراقي يحذر من عمليات شراء وهمية للدولار
- النقد الدولي يرفع توقعاته لاقتصاد روسيا
- وزير الزراعة السوداني: الحرب أفقدتنا زراعة 10 ملايين فدان
- إسرائيل تصادق على خطة بـ5 مليارات دولار لتطوير بلدات غلاف غز ...
- نيوم السعودية تعرض أمام 500 من قادة الأعمال في الصين فرصا لل ...
- إيطاليا تقدم تمويلات لتونس بنحو 112 مليون دولار
- سلام: 10 مليارات دولار خسائر الاقتصاد اللبناني بسبب الحرب
- معظم أسواق الخليج تواصل الهبوط.. وبورصة مصر ترتفع
- صندوق النقد يحذر من تفاقم الدين العالمي بقيادة أميركا والصين ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - نعمى شريف - الأمن المائي في المنطقة العربية