|
تنفيذ الديكتاتورية العلوية بالمغرب للمخططات الصهيونية العدوانية بشمال إفريقيا
علي لهروشي
كاتب
(Ali Lahrouchi)
الحوار المتمدن-العدد: 6777 - 2021 / 1 / 2 - 23:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد خلقت الدول الاستعمارية و دول الحماية بالمجتمعات العربية بكل من الشرق الأوسط و المجتمعات المُستعربة بشمال إفريقيا نوعين مختلفين من الحكم من خلال التعريف الدستوري ، و التسمية القانونية لهما ، فهناك ما يُطلق عليه بالملكية التنفيذية ، حيث أن جيمع السلطات تحت تصرف الملك ، أو ما يسمونه بالملكية الدستورية التنفيذية ، حيث أن الملك يتولى السلطة بالتنسيق مع المؤسسات الأخرى ، و هي مجرد تسميات على الورق ، لأنه من خلال الواقع ، و الوقائع ، و الممارسة يظل الحكم الملكي بهذه المجتمعات حكما مطلقا بكل المواصفات و المقاييس ، بكل من البحرين ، الأردن ، المغرب ، السعودية ، عمان ، قطر، الكويت ، و الامارات العربية المتحدة . كما أن هناك ما يطلق عليه بالحكم الجمهوري التنفيذي في كل من تونس ، ليبيا ، العراق ، موريتانيا ، مصر ، فلسطين ، سوريا ، اليمن ، السودان ، لبنان و الجزائر . إلا أنه مهما اختلفت التسميات الدستورية أو المواصفات القانونية لهذا الحكم أو ذاك فهما يظلان متشابهان من خلال شكل وممارسة حكمهما المطلق على الشعوب ، التي يحكمونها بقوة النار و الحيد ، و أحيانا عبر سياسة ، و لغة العصى و الجزرة . إلا أن هناك حالتين قد يُقال عنهما أنهما مختلفتين شيئا ما عن الحالات السايقة الذكر ، و هي حالة كل من لبنان و الجزائر ، حيث تتقاسم الأطرف الدينية ، و العقائدية السلطة بلبنان بين كل من المسحيين ، و الشيعة ، و السنة ، أما بالجزائر فقد يتم اعتماد الانتخابات الرئاسية لاختيار الرئيس الذي ترضى عنه المؤسسة العسكرية أولا حفاظا على الأمن القومي للجزائر. قبل أن يرضى عنه الشعب الجزائري . فالحكم الملكي لا يتغير إلا بموت الملك ، فيما أن الحكم الرئاسي قد يظل فيه الرئيس بدوره مستمرا في الحكم عبر الإنتخابات المزورة ، أو عبر دستور ممنوح تفوض فيه كل الصلاحات للرئيس إلى الأبد ، دون المرور عبر الإنتخابات كما كان عليه الحال في ليبيا في عهد امعمر القذافي ، و بالعراق في عهد صدام حسين ، وبسوريا في عهد حافظ الأسد ، أو إجراء انتخابات رئاسية شكلية ، مزورة ، يتم من خلالها تجديد الثقة في الرئيس الوحيد المنتخب بدون منافس ، أو في حالات معينة بمنافس شكلي ، وهذا لا يعني في حد ذاته ممارسة الديمقراطية المبنية على مبدأ حق الشعب في اختيار من سيحكمه ، بل الأمر هنا موجه بالأساس للاستهلاك الإعلامي ، و للمنتظم الدولي ، و للرأي العالمي بُغية إسقاط صفة ( ديكتاتور) عن الحاكم لأي نظام جمهوري عربي ، لكن عيب هؤلاء الرؤساء من الحكام العرب أنهم يعتقدون أنهم بتلك الانتخابات الشكلية ، المزورة قد يخدعون بها المنتظم الدولي و رأيه العام. إن اقصاء الشعوب العربية ، واحتقارها ، وتهميشها ، وظلمها ، واستعبادها ، واستبدادها ، وممارسة كل أشكال القمع ، و الإعتقالات ، و الاختطافات ، و الإغتيالات في حقها ، و العمل على تكميم أفواهها ، و المس بكرامتها ، وبحقوقها المدنية و السياسية ، كان و لايزال الغرض الأساسي منه هو تركيع هذه الشعوب من قبل النظامين السائدين الجمهوري منه و الملكي ، فلا يوجد حاكم عربي من بين هذين النظامين الملكي و الجمهوري يمتلك شرعية شعبية قد أوصلته حقا لسُدة الحكم ، و هو ما منح فرصة ثمينة للدول العظمى ، و على رأسها أمريكا و ربيبتها إسرائيل للمزيد من استثمار هذا الضعف السلطوي لتحقيق أغراضها بالمنطقة ، العربية ، و بشمال إفريقيا ، وذلك من خلال تجفيف ، واستغلال ، ونهب خيرات و ثرواتها ، وتفقير شعوب المنطقة ، ولم يتم ذلك بالطبع إلا بتزكيتها ، ومساندتها لهؤلاء الحكام الطغاة في بقائهم على كراسي الحكم من جهة ، ثم من جهة أخرى خلق بؤر التوتر، و نشركل أساليب العداوة ، و الصراع ، و الحقد و الكراهية بين الشعوب العربية ، وشعب شمال إفريقيا من أجل احتوائه و التحكم فيه . و في نفس الوقت ابتزاز الحكام ، وفرض أوالاومر عنهم ، وقد يتم الإطاحة بهم في حالة رفضهم تنفيذهم لتلك الأوامر الصادرة عن الدول الاستعمارية ودول الحماية. لقد تم زرع اسرائيل ككيان صهيوني بمنطقة الشرق الأوسط بعدما تم نزع و احتلال الأراضي الفليسطينية ، و تم استقطاب اليهود و الصهاينة من كل بقع العالم لاستطانهم بما يسمى بإسرائيل ، و تنفيذ سياسة استعمارية توسعية بالمنطقة قد تمتد حدودها الجغرافية مستقبلا كمملكة اسرائيل الكبرى من نهر الفورات إلى نهر النيل ، وهو ما لم يُرض بعض الحكام العرب ملوكا ورؤساء ، خاصة عندما استوعبوا أن الصراع بالمنطقة هو صراع ديني عقائدي ، توسعي بين كل من اليهودية و الاسلام. و هو ماجعل بعض الحكام الطغاة يحاولون التمرد عن القوى الاستعمارية ، و قوى الحماية التي فرضتهم كحكام على الشعوب ، برفضهم أو تماطلهم في تنفيذ تعليمات و أوامر تلك القوى الاستعمارية و على رأس تلك الأوامر التطبيع مع الكيان الاسرائيلي ، و التعامل معه رغم أنف الشعوب. هذا الرفض و المماطلة في التطبيع العلني مع الكيان الإسرائلي من قبل حكام المجتمعات العربية قد أغضب القوى الاستعمارية الامبرالية الصهيونية و على رأسها أمريكا ، التي وضعت مخططا للاطاحة برؤساء الجمهوريات العربية أولا ، ثم بالممالك التي ترفض التعامل و التطبيع العلني مع اسرائيل ثانيا ، و بذلك استعملت دفاعها عن حقوق الانسان ، وتحرير الشعوب كي لا تتورط أمام باقي الدول الديمقراطية بالمجتمع الدولي في خرقها السافر للقانون الدولي ، الذي يضمن على كل حال حق السيادة الدولية ، وعدم التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول ، و لكي يتحقق هذا المخطط الامبريالي الصهيوني لابد من تركيزه على المخططات الاستخباراتية ، و الإعلامية عبر ترويج الأكاذيب ، أحيانا كحماية العالم من التهديدات الإرهابية ، و الصواريخ النووية ، وتدمير الإنسانية من قبل بعض الجمهوريات العربية ، و الاسلامية كالعراق ، وايران ، وليبيا ، و لتنفيذ هذه المخططات لابد من تواطئ واستعمال ملوك و ممالك هذه المجتمعات العربية ، والشمال إفريقيا ، و تجنيدها لمواجهة الجمهويات العربية ، لإزالتها كعقابات من الطريق ، والعمل على تفكيك المجتمعات الممانعة منها ، حتى لا تتحد الشعوب العربية ، و الاسلامية ، و الكوردية ، و الأمازيغية في حالة التدخل المباشر للقوى الإمبريالية الصهيونية ميدانيا ، و عسكريا لتنفيذ مهمتها بتلك المجتمعات. هكذا تم استعمال المملكة الأردنية ، و الكويت ضد كل من فلسطين و العراق ، و المملكة السعودية ، و الإمارات ، وقطر ، وعمان ، و البحرين ضد كل من إيران ، و اليمن ، و مصر و السودان ، و سوريا ، ثم المملكة المغربية ضد كل من الجزائر ، و تونس ، و ليبيا . بدءا بتسميم و اغتيال الرئيس الفليسطيني ياسر عرفات ، ثم الإطاحة بزين العابدين بن علي ، وحسني مبارك ، و بمعمر القذافي ، و علي عبد الله صالح ، و عمر البشير ، و بالرئيس العراقي صدام حسين ، و شنق هذا الأخير بحبل المشنقة المعقود حسب عدد عقد الصواريخ التي سبق له و أن أطلقها على اسرائيل ، و تدمير سوريا ، بعدما تم تدمير لبنان ، فلم تسلم بذلك إلى حد الأن من الجمهوريات العربية و الشمال إفريقيا سوى الجمهورية الجزائرية ، التي لاتزال محمية من قبل الحماية الفرنسية ، التي هي بدورها طرفا من تلك الامبريالية العالمية ، ثم الجمهورية الموريتانية ، التي لا تشكل إلى حد الأن أي خطر مباشر على الصهيونية و الإمبرايالية العالمية ، وقد يأتي دورها في المستقبل القريب . إن الصهيونية العالمية بزعامة كل من أمريكا و اسرائيل لا تعترفان حاليا بالقوى المنافسة المشكلة لمجموعة الاتحاد الاوروبي في دوله الثامنة و العشرون ، فما بالك بأن تهتما أو تلتفتا ( امريكا و اسرائيل ) إلى دولة كفرنسا ، و بالتالي فإن حماية فرنسا للجزائر لم تعد حاليا عائقا أمام طموحات كل من أمريكا ، و اسرائيل بشمال إفريقيا ، و لهذا فإنهما يستخدمان قضية الصحراء الغربية من أجل توريط واستعمال الملكية و أزلامها بالمغرب لمواجهة ، و معاقبة الجزائر على أساس أنها دولة تمانع عن التطبيع مع الكيان الاسرائلي ، و لا تخدم إلى حد الأن الأجندة الإمبريالية بشمال إقريقيا. لكن السؤال المطروح الذي يفرض نفسه على كل متتبع للسياسة الصهيونية العالمية هو الأتي : هل ستتوقف يوما ما الصهيونية العالمية عن جرائمها ضد الإنسانية ، و تدخلاتها المباشرة ، و غير المباشرة في الشأن الداخلي للدول ، و المجتمعات الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني اللإسرائلي عند حد استعمالها للملوك العرب من أجل العمل على الإطاحة بالرؤساء العرب ؟ أم أن السياسة الصهيونية ستواصل مخططاتها مستقبلا للإطاحة حتى بعملائها من الملوك بالمجتمعات العربية ، عندما يتم القضاء عن الرؤساء بالجمهوريات العربية المزعومة ، لأنه ليس للإمبريالية الصهيونية العالمية صديق دائم ، ولا عدو دائم ، بل لذيها مصالح دائمة ؟ في هذا الإطار هل ستستيقظ الشعوب قبل فوات الأون لاستعادة زمام الأمور بالقيام بالثورات الشعبية ، و القضاء عن ازلام ، وعملاء ، واتباع الصهيونية ، و الماسونية ، و الإمبريالية من الملوك و الرؤساء بالمنطقة العربية و بشمال إفريقيا من أجل فرض الإرادة الشعبية ؟ هذا ما نأمله في القريب العاجل.
#علي_لهروشي (هاشتاغ)
Ali_Lahrouchi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حواري مع وكالة الأنباء الجزائرية
-
حول الأسرى الأبرياء بسجون المغرب ، ليس هكذا تورد الابل يامحم
...
-
الجالية المغربية بين إنهيار التوجه الملكي و صعود التوجه الجم
...
-
إلى فخامة الرئيس الأمريكي
-
المغرب وحكم الديكتاتورية العلوية بين الأمس و اليوم
-
المغرب : ديكتاتورية العلويين الأنذال في مملكة الأزبال
-
مخابرات الديكتاتور محمد السادس تختطف الجمهوري - خالد أيت لحس
...
-
الإرهاب الديني ، و السياسي للديكتاتورية العلوية بالمغرب.
-
فضائح الديكتاتور محمد السادس في زيارته الأولى و الأخيرة لأمس
...
-
الديكتاتور محمد السادس يحتضر، وفرنسا تحاول جمع الشمل العلوي
...
-
دعوة - لبنى أبيضار- للمطالبة باللجوء السياسي بهولندا
-
رسالة إلى رئيس المجلس الأعلى للقضاء المفترس الطاغية محمد الس
...
-
تعزية حارة في المصاب الجلل لأسرة لهروشي
-
الديكتاتور المفترس محمد السادس يشرد الأمازيغ من أراضيهم لينه
...
-
فنانة إيرانية بريطانية - سارة مابل - تحطم الطبوهات المحرمة د
...
-
هل ورط المغرب الجزائر في الأحداث الإرهابية بفرنسا ؟
-
أسامة بن لادن للبيع في المزاد في قلب أمستردام بهولندا
-
عريضة : ترقية - مصطفى أديب – إلى رتبة جنرال مراقب عام للجيش
...
-
اليساريون المغاربة من ضحايا الديكتاتورية العلوية إلى عبيدها
-
رسالة من باريس ازعجت الديكتاتور المفترس محمد السادس
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|