أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد شفيق توفيق - هلوسات من ركام الذكريات














المزيد.....

هلوسات من ركام الذكريات


رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 6775 - 2020 / 12 / 30 - 21:56
المحور: الادب والفن
    


هلوسات من ركام الذكريات
كبرنا وكبرت معنا احلامنا ؛ تلاشى الكثير منها وتغيرت اشكالنا وطرق معيشتنا ، تغير فينا كل شي تقريبا الا الروح التي تحتوينا بقيت كما هي لا تتغير لتؤكد لنا ان العمر مجرد رقم ، فهل العمر مجرد رقم ؟! برغم تقدم العمر مازلنا نتعلم ومن بين ما تعلمناه ان هناك صراع بين الاجيال تاكد لي انها كذبة كبيرة فلكل جيل حياته وتطلعاته فكبار السن برغم خبرتهم في الحياة وتوجيهاتهم للشباب الا انهم يدركون ان لهذا الجيل حياة مختلفة يرسمها بنفسه ويخوض معتركها برغم عدم اخذهم بنصائح الشيوخ الا بنسبة ضئيلة جدا هذا الامر لا يجعل الشيوخ في مواجهة مع الشباب ولا يحزنهم ، فهم مستعدون للمساعدة اذا طلب منهم ذلك فيقدمون ما يستطيعون برحابة صدر ما يؤكد كذبة صراع الاجيال وغيرها من المسميات .
هذه الكلمات لها أكثر من وجه ! فخلف وجهها الحزين يختبىء وجه النقد اللاذع ، فعندما تتجاوز الساذج ستجد ان هناك الملايين أمثاله واكثر منه سذاجة كل منهم يعد نفسه مقياس ريختر يقيس به الحياة وعلى الناس الاخذ بآرائهم لتنظيم حياتهم وسيكونون بخير ما داموا كذلك والا .....؛ هؤلاء السطحيين الذين يطلقون ارائهم جزافا في كل شيء من دون ان يطلب منهم ذلك ومن دون دراية بماهية المواضيع التي يحشرون انوفهم فيها والتي يرون فيها ان على الناس طاعتهم فيما يرون ، وهم لا يعرفون كيف يعيشون مع الناس وللناس لانهم يرون انهم على حق دائما ويفهمون في كل شيء وتلك هي المصيبة .. بسبب هؤلاء واشباههم وثقل وجودهم على نفسي كثيرا ما تأتيني لحظات عصيبة تجرف روحي وتعتصرني حتى بت لا أدري ما بي فقط اشعر أنني لست بخير حتى اني اشعر بضيق في التنفس وبدأ ينمو في داخلي فراغ لا ادرك كنهه وملل قاتل ورغبة جامحة للبكاء ، اشعر اني متعب من العالم وسخافتُه ومن تكرار ذات الكلمات والمواقف ، انه صراع بين ما أُريد وما يُراد منّي ، بين ما أعيشه وما أشعر به لاجد اني تائه في دروب الحياة وانا في خريف العمر حتى رايت ان كل شيء يطفو على السطح بلا قيمة ، فالكتاب حروفه ضاعت وأوراقه مزقت وألوانه بهتت ، جحيم العراق غيّبني بعد ان كان العراق عراقا حتى ايام تشرين تلك الايام الجميلة الجليلة طالها جحيم العراق .
كتبت على هامش الايام كلمات لتذكرني برحلة العمر .. (( انتهت ايام الدراسة والامتحانات التي كنا نخشاها وتخرجت وتزوجت وانجبت اولادا ، لكني ما زلت بعد رحيل العمر اخشى الامتحانات برغم اقتحامي كل تحديات الحياة وميادينها ومواجهتها والتي كثيرا ما غلبتني الا انني لم اكن اخشاها )) ، لذا لا تحدثني عن الصبر وأنت لا تعلم ما انتظر وما قيمته؟! ولا تدرك كم هي اللحظات طويلة وثقيلة وعقارب الساعة تتحرك ببطىء تؤجل الأمنيات التي اريد تحقيقها؟! وكم من السطحيين الذين تحلقوا حولي والقوا بظلاللهم التي تسحق كل جميل ومشرق وتغيّبه؟! وعليّ ان أصبر عليها حتى إنني خشيت ان اعتاد عليها ، اما عن قوة تحملي فأنا كنت وما زلت أتحمل كل يوم سخافات لا تحتمل واتجاوز مواقف عصيبة وتفاصيل خاصة مؤذية وخيبات امل بالأصدقاء الذين خذلوني ونوبات القلق .. الخ ومع ذك يصفني هؤلاء السذج بسرعة الغضب وكثرة التشكي عندما ارسم انطباعاتي عن احداث مضت فهم لا يرقون بين الشكوى من شيء ورسم الانطباع عنه ؛ واجد ان هذا منطقي لانهم يتسمون بالبلادة وطبيعي انهم بلا مشاعر واحاسيس واكاد اجزم انهم لم يكن لديهم شيء من مشاعر الحنين والأشتياق والندم وغيرها وبالذات الندم فهم لم يشعروا به قط لانهم متبلدين برغم قدراتهم الذهنية الكبيرة والسبب هو تحجيمهم لقدراتهم الذهنية واخنزالها لعدم استخدامها بالشكل الصحيح وتوظيفها بسذاجة ليكونوا تابعين لمن هو اكثر جهلا منهم ما جعلهم في غاية الهشاشة والضعف ، فيما يرون انفسهم مراكز فكرية وقوى فاعلة .
عشت في حالة حرب دائمة مع كل هؤلاء واخرين يتوجب عليّ ان اتعامل معهم بحكم العمل ، واليوم اجدني في حرب مع نفسي التي تبحث عن الهروب من كل ذلك لمواصلة الحياة بشكل طبيعي فانا امام تحد جديد وانا في خريف العمر اذ علي ان ابدأ من جديد في هذه السن فالحاضر مبهم وغير مفهوم والمستقبل مجهول والماضي اسود اللون اليس هذا واقع في غاية القسوة ؟! وليس امامي الا الانتظار وكيف لمن هو في خريف العمر ان ينتظر من يخطط له حياته بعد ان كان من كان؟!. انا اليوم لست اكثر من صورة جميلة ورائها ما ورائها فهل يجب ان امسح الماضي ؟ وكيف لي ان اعيش بلا ماض؟ حتى وان لم يكن فيه سوى السذج مع قلة من العقلاء المثقفين برغم كثرتهم .
اين حياتي ؟ أين أحلامي؟ لم يعد بإمكاني كتابة نص طويل ولا قراءة نص طويل ،لا علاقات طويلة ولا الضحك من القلب ولا التحسر على شيء ضاع لم اعد اجمح بطموحاتي ولا اسافر بخيالاتي بعد ان كنت ارى الحياة صفحات تنبعث منها البهجة وتنتشر حروفها القا لاقرأ سطورها بنهم تلك الصفحات بلي حبرها ومحيت سطورها واهملت كتابها للأيام فتلفت صفحاته .
يوما ما سيأخذنا الحنين لنقلب صفحات الكتاب من جديد بحثا عن بهجة ايامنا الضائعة فنحزن عندما نجده بلا حروف ولا صفحات ولا الوان ولم يبق منه سوي عنوان بين ركام الذكريات .



#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)       Raid_Shafeeq_Tawfeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كثرة الالهة وضاع العراق عندما حل الجهل وصار الخونة قادة
- مواطنون بلا وطن ...
- لسنا بحاجة الى انتخابات مبكرة بل الى ثورة عارمة
- ما الذي يبقيك في بلد أنها ت اخلاقه؟! ...... صور عراقية قميئة
- عراق اليوم : سرقة وهدر مليارات وجهل وفساد وارهاب بكل اشكاله
- بذريعة الوقاية من فايروس كورونا ...... اجهضت الثورة وبيوت ال ...
- ما الكاظمي الا دفان جديد
- ما الكاظمي الا دفانا جديدا ..
- الفنان السويدي Magnus Lönn : يوظف جمالية الرمز والمعنى ل ...
- كورونا بين جانبين .. مشرق ومعتم
- الدياثة في زمن كورونا .... صور من العراق ...
- مليونية مقتدى مؤامرة على الانتفاظة العراقية ..... ...
- ايران تستعجل إخراج الأمريكان لإخماد الثورة العراقية ... ...
- قتل المجرم سليماني ليس دفاعا عن العراقيين .... ...
- اجهاض التظاهرات هو الهدف الستراتيجي من الهجوم الامريكي
- مبارك للمرأة انتصارها على الخرافة
- الى ابنتي مع حبي
- الشباب نفضو التراب عن وجه العراق ... قوافل شهداء السباق نحو ...
- قصص قصيرة جدا من ساحات التحرير
- ثورة تشرين فكرية ثقافية وطنية بامتياز ..... ... الشباب الثائ ...


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد شفيق توفيق - هلوسات من ركام الذكريات