أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالرزاق دحنون - رفيقتي الأمريكية التي أحببتها من صورة














المزيد.....

رفيقتي الأمريكية التي أحببتها من صورة


عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري


الحوار المتمدن-العدد: 6775 - 2020 / 12 / 30 - 11:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في نهاية سبعينات القرن العشرين وفي أحد أعداد مجلة "المجلة" التي كانت تصدر بعدة لغات من جمهورية ألمانيا الديمقراطية حمل العدد في داخله "بوستر" منفصل، مغفل الاسم، هدية لقراء المجلة في نسختها العربية، هو عبارة عن صورة لامرأة سوداء جميلة بشعر مجعد كثيف يُميزها عن الخلق. بعد أن علَّقت الصورة على جدار غرفتي في مدينة إدلب في الشمال الغربي من سورية، إلى جانب العديد من الصور الأخرى، تشي جيفارا، فيدل كاسترو، هو شي منه، ريجيس دوبريه، بابلو نيرودا، فيكتور جارا، لويس أرغون، ناظم حكمت. تساءلت يومها، من تكون هذه المرأة السوداء؟ نعم، علَّقتها قبل أن أعرف من تكون لأنني أحببتُ صاحبة الصورة. عرفتُ فيما بعد بأن اسمها أنجيلا ديفيس، ناشطة سياسية، ومؤلفة، وأستاذة جامعية، وقيادية في الحزب الشيوعي الأميركي، وكانت خلال الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين رمزاً لحركة تحرر السود. ولدت في بيرمنغهام بولاية ألباما يوم 26 كانون الثاني 1944 وهي البكر لعائلة لا بأس بمستواها الاجتماعي.

كان أبواها معلمين ثم اشتريا وشغَّلا محطة خدمة. انتقلت العائلة عندما كانت في الرابعة الى خارج مجمع السود فتبعتها عوائل أخرى ما أثار حفيظة عوائل البيض فأخذوا يرسمون خطاً فاصلاً بين السود والبيض ويحاولون رد السود على أعقابهم برمي القنابل على منازلهم فسميت المنطقة ديناميت هيل.

في عام 1968 انضمت إلى الحزب الشيوعي وأيضًا إلى حركة الفهود السود حيث عملتْ في أحد فروعهم في لوس أنجلوس وكانت مسؤولة عن التثقيف السياسي، قررت القيادة في الحزب الشيوعي الأمريكي أن أعضاء الفهود السود لا يمكن لهم أن يرتبطوا بمنظمات أو أحزاب أخرى لذلك اختارت البقاء في الحزب الشيوعي لكن لم تتوقف عن مساعدة ودعم الفهود السود وعندما ذهبت للسجن كانوا قوة كبيرة في الدفاع عن حريتها.

في فيلم وثائقي يتحدث عن حركة الفهود السود، كان هناك مشهداً مؤثراً يسأل فيه أحد الصحفيين إذا ما كانت أنجيلا ديفيس تؤيد العنف، أجابت: أتسألني أنا عن العنف؟ هذا ليس منطقيًاً، هذا السؤال كان الأجدر به أن يوجّه إلى المؤسسات التي احتوت العنف ودعمته بكافة أشكاله كالجيش والشرطة والسجون.

نشأت أنجيلا ديفيس في جنوب الولايات المتحدة حيث سمحت الحكومة للمنظمات العنصريَّة بالقيام بتعديات إرهابية تجاه المجتمع الأسود، كانت وقتها في السجن بعد أن اتُهمتْ بالقتل والخطف والمؤامرة، تحولت بذلك إلى هدف لمؤسسات العنف، ومن ثمّ يتم سؤالها في إذا ما كانت تؤيد العنف أم لا؟ عجيب. العنف لم يكن هدفاً في المقام الأول بل سعت لقضايا حيوية مهمة كصنع ظروف حياة أفضل للناس الفقراء.

تابعت أنجيلا ديفيس القول في جوابها عن سؤال الصحفي: أؤمن أنه من الممكن العيش في مجتمع بلا سجون وقد تكون الفكرة ملائمة للمستقبل في مجتمع متبدل حيث القوة الدافعة فيه هي حاجات الناس وليست الأرباح، في نفس الوقت فكرة إلغاء السجون الآن مستحيلة لأن أيدولوجية تدعيم السجون مغروسة بعمق في جذور عالمنا المعاصر، هناك عدد كبير من الناس خلف القضبان. السجون تم استخدامها كاستراتيجية لمحاربة الانحراف الناتج عن العنصرية، الفقر، العطالة، الأمية، هذه المشاكل لم تعالج حتى يتم سجن من ارتكب جريمة بسببها، إنها مسألة وقت حتى يدرك الناس أن السجون ليست حلاً، الجهود المبذولة في دعوى وقف الإعدام يمكن ويجب أن تحدث في مجال المطالبة بالمساواة بالتعليم وإتاحة فرص وظيفية بلا عنصرية وتوفير عناية مجانية للصحة وأيضًا قد تساهم في صنع حركات نهضوية.

من خلال تجربتها كامرأة سوداء وشيوعية لم تنقطع المواجهات بينها وبين مختلف أشكال القمع التي تشكل مجتمعاتنا. إن مسيرتها سواء الفكرية أو السياسية تظل مشغولة بهذا السؤال: ما هي الحرية؟ تؤكد أنجيلا ديفيس التزامها المعروف على تناقضات مجتمع يهتف باسم الحرية في الوقت الذي فيه يرسخ القمع ضد النساء والطبقة العاملة. تساعدنا أنجيلا ديفيس لتوسيع أفق فهمنا للحرية وبالنتيجة توسيع ميدان معاركنا.

لقاء تلفزي مع أنجيلا ديفيس عام 1972:
https://www.youtube.com/watch?v=SwD3LGo3a7o&t=36s

أنجيلا ديفيس: لمَ لا أشجب العنف؟
https://www.youtube.com/watch?v=XPdd94lYW0c



#عبدالرزاق_دحنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة العرجاء
- من غربل الناس نخلوه
- وهم المصير الحتمي
- الفقر وصمة عار في جبين الرأسمالية
- رسالة مِن إنجلس عن الاشتراكية والمثقَّفين
- القرد أفطس الأنف... رسالة متأخرة إلى تشارلز داروين
- هل أنت مع المثلية الجنسية؟
- الشيخ إمام في حلب
- صديقي فيكتور جارا
- رئيس عربي ورئيس إفرنجي
- في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا
- عبدالعزيز الخيّر
- هل تُعلِّق على جدار غرفتك صورة فيدل كاسترو؟
- نزهة الأنام في محاسن الشام
- المكتوب
- مع الأديب السوري حسيب كيالي في رحلته الجدارية
- هل مازلتَ شيوعياً يا صديقي؟
- تكسير صحون
- حكاية من التراث
- على خُطى ناظم حكمت


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالرزاق دحنون - رفيقتي الأمريكية التي أحببتها من صورة