أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الهاشمي - من الذي سيدفع الثمن في قرار تخفيض العملة الوطنية ؟














المزيد.....

من الذي سيدفع الثمن في قرار تخفيض العملة الوطنية ؟


رائد الهاشمي
(Raeed Alhashmy)


الحوار المتمدن-العدد: 6774 - 2020 / 12 / 29 - 13:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عملية تخفيض قيمة العملة هي إجراء اقتصادي معروف عالمياً ويعني قيام دولة ما بخفض سعر الصرف الرسمي لعملة البلد مقابل مرجعية عملة عالمية مثل (الدولار الأميركي أو اليورو) بحيث يقل عدد الوحدات من العملة الأجنبية التي يمكن الحصول عليها مقابل وحدة واحدة من العملة الوطنية,ويعرف كذلك بأنه عملية تعديل تنازلية متعمدة لسعر الصرف الرسمي، تؤدي إلى تقليل قيمتها مقابل عملات أخرى.
ويصٌح الحديث عن تخفيض قيمة العملة (Devaluation) حينما يكون سعر الصرف خاضعاً للإدارة المباشرة للدولة، التي تحدد هذا السعر عبر قرار حكومي, وهذا الاجراء والذي يسمى ايضاً من قبل بعض الاقتصاديين ب (إجراء الصدمة) تلجأ اليه الدول لسبب هام ورئيسي ولتحقيق هدف هو اصلاح خلل كبير في ميزان المدفوعات للبلد أي عندما تكون حجم الواردات أكثر بكثير من حجم الصادرات فيحدث خللاً واضحاً في ميزان المدفوعات وبالتالي تحدث مشكلة اقتصادية كبيرة تؤثر على حجم النقد في موازنة الدولة, وعندما تقوم الدولة بتخفيض سعر عملتها المحلية يحدث ارتفاع واضح في أسعار السلع المستوردة من الخارج وبالنتيجة ينخفض حجم الطلب عليها وبالمقابل يرتفع حجم الطلب على المنتجات المحلية وهذا يؤدي الى انعاش واضح للمنتجات المحلية لمحاولة الوصول الى تلبية الطلب الكبيرعليها ومن المحتمل جداً انشاء مشاريع ومصانع ومعامل جديدة من قبل القطاع الخاص, وبالنتيجة الطبيعية عندما يزداد المنتج المحلي وينتعش فانه سيوفر فرص عمل جديدة ويقلل من حجم البطالة في البلد وبالتدريج يعود ميزان المدفوعات الى التوازن ويقل تأثير المشكلة الاقتصادية التي حدثت في البلد,أي ان هذا الجراء سيؤدي الى نمو اقتصادي محتمل في البلد.
اتخاذ مثل هذا القرار يحتاج الى دراسات دقيقة ومفصلة للواقع الاقتصادي ودراسة النتائج المحتملة وتثبيت التوقيتات الدقيقة لتطبيقه بحيث يكون تطبيقه تدريجياً وعلى مراحل,والعديد من الدول استخدمت هذا الاجراء الاقتصادي ومعظمها فشلت فيه ومنها بريطانيا التي كانت نتائجه فيها عكسية وأثر بشكل سلبي على الاقتصاد ولم يحقق النتائج المرجوة ويرى المختصون بأنه يجب توفر عاملين رئيسيين في بلد ما لتطبيق مثل هذا الاجراء وهي :
1. مدى قدرة الآلة الإنتاجية الوطنية والمحلي (تكنولوجيا وماليا وبشريا) على تصنيع السلع المستوردة من الخارج بجودة مماثلة أو معقولة وبأسعار منافسة وإحلال منتجات وطنية مكانها.
2. مدى المرونة السعرية للصادرات والواردات، أي بمعنى مدى تجاوب الطلب على الصادرات والواردات مع تغير الأسعار الناتج عن تخفيض قيمة العملة.
لو ناقشنا بهدوء هذا الاجراء مع قرار الحكومة العراقية الأخير بتخفيض سعر الدينار العراقي مقابل الدولار الأمريكي ونتسائل هل هو صحيح؟ وهل سيخدم الاقتصاد العراقي؟ وهل سيعيد التوازن الى ميزان المدفوعات العراقي؟ وهل سيعيد للصناعة الوطنية مكانتها ودورها الحقيقي؟ وهل ستفتح مشاريع ومصانع ومعامل جديدة من قبل القطاع الخاص؟ وهل سيقلل من معدلات البطالة في البلد؟
الإجابة على هذه التساؤلات العديدة لايحتاج الى تعمق كثير الى كل مطلع على مايحدث في العراق فميزان مدفوعاتنا وكما هو معروف ليس فيه صادرات تذكر غير النفط والباقي كله يميل الى كفة الواردات لأننا والحمدلله نستورد كل شيء من الخارج من الإبرة الى الطائرة لتوقف عجلة الصناعة والإنتاج الوطني في جميع القطاعات الحكومية والأهلية منذ عام 2003 ولحد الآن ولأسباب معروفة للقاصي والداني, وبالنتيجة الحتمية فان هذا القرار لن يٌصلح ميزان المدفوعات ولن ينعش المنتج المحلي ولن يؤدي الى فتح مشاريع ومصانع ومعامل جديدة ولن يوفر فرص عمل جديدة ولايقلل من معدلات البطالة في البلد وستبقى صناعتنا وانتاجنا الوطني في سبات لعدم وجود ارادة وطنية حقيقية للنهوض بها ولعدم وجود أي دعم للقطاع الخاص حتى يأخذ دوره الحقيقي في ذلك ولن يفكر أي مستثمر أجنبي او محلي بالمغامرة في انشاء مشروع جديد لأنه يعلم مسبقاً أن مصيره الفشل ولأن جميع مقومات النجاح معدومة وخاصة الكهرباء التي أصبحت تزورنا كل ستة ساعات مرة واحدة وبشكل متقطع.
النتائج الحتمية لهذا القرار المتسرع والغير مدروس بدقة واضحة للعيان فالصدمة التي يجب أن تصيب الاقتصاد وتعيد انتعاشه لن تصيب اقتصادنا مطلقاً ولن تنعشه بل ستصيب المواطن العراقي وخاصة من ذوي الدخول المحدودة, فاسعار السلع المستوردة سترتفع وهي تمثل كل مايحتاجه المواطن في معيشته لعدم وجود بديل محلي لها والفوضى في السوق العراقية ستعمّ وسيزداد جشع التجار لحماية أرباحهم وسيسود احتكار السلع في ظل قلة الرقابة الحكومية وستزداد معاناة المواطن العراقي بشكل كبير في ظل القرارات الجديدة لوزارة المالية في تخفيض رواتب الموظفين ورفع الدعم الحكومي عن الوقود والتي ستطبق في عام 2021 والتي تم تثبيتها في الموازنة الجديدة وأعتقد أن بوادر هذه النتائج واضحة منذ أول يوم لاعلان القرار حيث بدأت أسعار جميع السلع والمواد الغذائية والأدوية بالارتفاع.
هنا أتسائل باسم كل العراقيين هل فكرت الحكومة العراقية في نتائج هذا القرار وآثاره على المواطن المسكين وعلى القطاع الخاص العراقي؟ وهل فكرت في خطوات مدروسة لحماية المواطن الفقير من النتائج التي ستهدد لقمة العيش له ولعائلته وهل فكرت بأن من الأولى لها اتخاذ إجراءات أخرى متاحة غير التلاعب بقوت الفقير وأهمها ضغط الكثير من النفقات الغير ضرورية والمليئة بها صفحات الموازنة مثل مخصصات الدرجات العليا ونفقات الضيافة والآليات والايفادات والحمايات وغيرها الكثير والتي كان من الممكن تقليصها وتقليل حجم العجز في الموازنة المالية بدلاً من اللجوء الى قرار تخفيض العملة الذي سيدفع ثمنه المواطن العراقي وهو الخاسر الوحيد دائماً في هذا البلد.



#رائد_الهاشمي (هاشتاغ)       Raeed_Alhashmy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوق النجاة الوحيد هو ميناء الفاو الكبير
- الورقة البيضاء هل هي نعمة أم نقمة؟
- قراءة في موازنة 2020 البائسة
- كيف نرتقي بعمل مراكز رعاية المسنين في بلداننا؟
- الاقتصاد العراقي – تحديات خطيرة وحلول مقترحة - مقترحات اللجو ...
- دعوة للسيد الكاظمي من أجل عيون الفقراء والعاطلين
- آليات الأجهزة الدولية لحماية حقوق الإنسان
- الحلول المطلوبة لانقاذ الاقتصاد العراقي
- رحل صوت الاعتدال (واثق الهاشمي)
- الاكتفاء الذاتي فيه خلاصنا
- هل سيصمد حظر التجوال ؟؟؟
- أما آن الأوان للبرلمانيين أن يكفروا عن ذنوبهم
- أهمية وخطورة المرحلة القادمة
- موازنة عام 2020 كارثة اقتصادية على العراقيين
- الزيارات المكوكية للرئيس بين الايجاب والسلب
- النوايا الطيبة وحدها لاتكفي لقيادة البلد
- دعوة لتنقية ساحتنا الثقافية من الأفكار الهدّامة
- عندما يكون الفن والأدب والثقافة رسالة للسلام
- مواطن بلا طموح
- مؤتمر دولي الكتروني للطفولة


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يرصد دفعة صواريخ إيرانية جديدة.. وموسوى يدع ...
- -لا تحاولون العودة-.. الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عاجلا إلى ...
- هل ينجر ترامب لحرب إسرائيل ضد إيران؟
- مصدر أمني إيراني: طهران على تواصل مع موسكو وتعول على دور روس ...
- الخارجية الروسية: حياة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ف ...
- الرئيس الإسرائيلي يزور معهد -وايزمان- المتضرر جراء القصف الإ ...
- -سي إن إن- ترجح ميل ترامب لاستخدام القوات الأمريكية لضرب الم ...
- باكستان تجلي عائلات الدبلوماسيين من إيران والبعثات لا تزال م ...
- الجيش الإيراني يعلن تدمير 28 هدفا إسرائيليا معاديا خلال الـ ...
- مباحثات مصرية أمريكية إيرانية لوقف التصعيد بين طهران وتل أبي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الهاشمي - من الذي سيدفع الثمن في قرار تخفيض العملة الوطنية ؟