أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الهاشمي - مواطن بلا طموح














المزيد.....

مواطن بلا طموح


رائد الهاشمي
(Raeed Alhashmy)


الحوار المتمدن-العدد: 6241 - 2019 / 5 / 26 - 13:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو قامت أي جهة دولية بإجراء استبيان علمي واسع على عيّنة منتخبة من مواطنين من جميع شعوب العالم وسألتهم سؤالاً واحداً ( ماهي طموحاتك وآمالك الشخصية في الحياة؟) فمن الطبيعي أن تختلف الإجابات بين مواطن وآخر حيث ستكون إجابة كل منهم ترجمةً وانعكاساً لطبيعة المعيشة التي يحياها في بلده ومقدار الرفاهية التي وفرَتها حكومته له ولأقرانه, ومن السهل لأي أكاديمي أن يصل الى تقييم حقيقي لأداء حكومات هذه البلدان من خلال الإجابات الواردة في هذا الاستبيان.
سنجد من خلال الإجابات بأن طموحات الكثير من المشاركين تنحصر (بأن يكون له بيت مستقل وراتب ثابت وعائلة وسيارة وأن يحيا هو وعائلته بأمان وان تتوفر له الخدمات الضرورية في الحياة), ولكن بالمقابل سنجد ان هذه الطموحات الكبيرة عند هؤلاء سنجدها لاتشكل أي اهتمام في اجابات المواطنين الذين ينتمون للدول المتقدمة ولم يفكروا بها أساساً لأنهم يعتبرون ان هذه الأمور هي حقوق ثابتة ومكتسبة لجميع المواطنين ولانقاش فيها , لذا سنجد إجابات هؤلاء ستكون مختلفة تماماً لأن طموحاتهم أكبر من هذه الأمور المتوفرة لهم أساساً فمثلاً سيفكرون برحلة سياحية حول العالم أو الانتقال في السكن الى مكان أرقى وأفضل من المكان الذي يقطنون فيه أو إقتناء سيارة فارهة وغالية الثمن أو شراء يخت سياحي تتوفر فيه أرقى وسائل الترفيه وغير ذلك من الأمنيات والأحلام الوردية التي نشاهدها في الأفلام ونقرأها في الروايات وقد نعتبرها بطراً في المعيشة.
عندما ستقوم الجهة المنظمة لهذا العمل بدراسة النتائج وتطبيق المعايير الإحصائية وتحليل واستخلاص النتائج العلمية ستجد ان طموحات وآمال المواطن العراقي في ذيل القائمة وهي لايمكن وصفها بغير طموحات بسيطة جداً ومتواضعة فهو لايتمنى غير (الأمان له ولعائلته ومورد رزق ثابت يغطي الاحتياجات الضرورية للمعيشة) وسيجد القائمين بهذا الاستبيان صعوبة في تفسير هذه القناعة المفرطة والسلبية لدى المواطن العراقي وسيحاولون البحث في الدوافع والأسباب التي تمنع هذا المواطن عن عدم التفكير ولو بالأمنيات في امتيازاته وحقوقه التي يستحقها كمواطن يعيش في هذا البلد, ولغرض توفير الجهد والوقت على هؤلاء الباحثين في معرفة الأسباب والدوافع التي أوصلت المواطن العراقي لهذه الدرجة من السلبية, فسنجيبهم ونوضح لهم بأن الكمّ الهائل من الظلم والقهر والعذاب ونقص الخدمات وانعدام الأمن والأخطار ألتي عانى منها المواطن العراقي عبر عقود من الزمن وخاصة في السنوات العجاف التي أعقبت عام 2003 جعلت منه انساناً قنوعاً ومسالماً لحد السلبية وقليل الطموح والأمل بمستقبل مشرق وبحياة رغيدة, وجعلته لايفكر ولايتمنى أكثر من هذين الأمرين ( الأمان ومورد رزق ثابت حتى لو كان بمستوى الكفاف), وسنضيف للأخوة القائمين على هذا الاستبيان بأن هذه الحالة التي وصل اليها المواطن العراقي يعود الفضل بها الى طبقتنا السياسية المتصدية للمشهد السياسي والتي أشهد بأنها نجحت نجاحاً منقطع النظيرفي تدمير كل شيء جميل في نفس الانسان العراقي وقتلت حتى الطموحات والآمال بمستقبل زاهر نتيجة أفعالها وتناحراتها المهينة على المكاسب والمصالح الشخصية ولم تجعل للمواطن العراقي حيزاً ولو بسيطاً في أجنداتها واهتماماتها فكان نتيجة هذه الأفعال وصول المواطن العراقي الى هذه المرحلة من السلبية والقناعة المفرطة بواقعه المرير.



#رائد_الهاشمي (هاشتاغ)       Raeed_Alhashmy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر دولي الكتروني للطفولة
- عبّارة الموت وهيبة الدولة المفقودة
- شكوك وريبة من الموقف الدولي تجاه داعش !!!
- لماذا تٌنتزع الحقوق في بلدي ولاتٌمنح؟
- ماذا لانوجه العاطلين صوب القطاع الخاص؟
- أسباب ارتفاع أسعار النفط ووصولها الى حاجز السبعين دولار
- نداء لانقاذ أطفال العراق ومنحهم حقوقهم الضائعة
- دافوس 2019 مخيباً للآمال
- 2018 عام من الأعوام العجاف
- نصيحة صادقة لكسب ثقة المواطن
- هل سيستقيل عبدالمهدي؟
- أما كفى ظلماً بحق منتسبي الجيش السابق؟
- المصرف الجسري / تجربة جديدة نأمل لها النجاح
- الخدمات وفرص العمل في موازنة عام 2019
- أفكار ومقترحات لتطوير مراكز رعاية المسنين في بلداننا
- هل هناك من يلعبها بشكل صحيح أيها السياسيون
- انتفاضة الحقوق المسلوبة
- إنّها قضية وطن مسلوب وكرامة شعب
- أنقذوا الرافدين من مؤامرة الجارتين
- البطالة داء خطير يجب استئصاله


المزيد.....




- مشهد وليد اللحظة.. مواجهة وديّة بين دبيّن في ألاسكا تثير الإ ...
- تحليل: هذا ما يريده بوتن حقًا من ترامب وليس السلام في أوكران ...
- ناجية من إبستين تكشف تفاصيل ما كان يحدث بمنزله.. وتشكك في أن ...
- 62 دولة منها عربية.. خارطة وجهة المرحلين من أمريكا منذ يناير ...
- إدانات عربية لنتنياهو بعد حديثه عن ارتباطه برؤية -إسرائيل ال ...
- القادة الغربيون وأوكرانيا يحددون خمسة -خطوط حمراء- لترامب قب ...
- المصادقة على خطة توسيع الهجوم في غزة ومنظمات تشكو من القيود ...
- بعد حجبها منصات تواصل غربية... روسيا تفرض قيودا على واتساب و ...
- حوامل غزة بين الجوع والحصار.. أجساد منهكة وأجنة مهددة
- الشرطة الإسرائيلية تزعم إحباط عملية طعن شمال القدس


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الهاشمي - مواطن بلا طموح