أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الهاشمي - رحل صوت الاعتدال (واثق الهاشمي)














المزيد.....

رحل صوت الاعتدال (واثق الهاشمي)


رائد الهاشمي
(Raeed Alhashmy)


الحوار المتمدن-العدد: 6555 - 2020 / 5 / 5 - 21:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا أكتب للتعبير عن مشاعري بفقدان أخي الحبيب الدكتور واثق الهاشمي وانا شهادتي به مجروحة , ولكني اخطّ هذه الاسطر القليلة لاني كاتب ومواطن عراقي وأجد من واجبي الوطني وللتاريخ أن اكتب عن هذه الشخصية العراقية الأصيلة التي فقدها العراق في زمن ضاعت فيه الحقائق وسيطر فيها الفساد وندرت به الوطنية الصادقة.
ولد الفقيد في بغداد السلام وترعرع وعاش فيها ورضع حبّ الوطن مع حليب والدتنا وعشق تراب العراق وعانى مثل كل العراقيين كل أنواع الآلام والمصاعب والحروب والحصار وتقلب الحكومات والمستقبل أمامه مظلم مثل كل شباب العراق.
أكمل دراسته الابتدائية والثانوية وبعدها الجامعية وحصل على بكالوريوس علوم سياسية وسرعان ما تلقفته جبهات القتال التي كانت عطشى للشباب العراقي وقضى عشرة سنوات من عمره يتنقل بين الوحدات العسكرية وجبهات القتال وتعرض للمخاطر وخرج من الحروب باعجوبة ليدخل معترك الحياة الشاقة حيث لا تعيين ولا وظيفة مثل أقرانه الشباب فبدأ من الصفر رحلة جديدة فتنقل باعمال عديدة ليوفر له ولعائلته لقمة حلال وفي نفس الوقت كان طموحه وأحلامه كبيراة فأكمل بصعوبة دراسة الماجستير والدكتوراه في نفس اختصاصه (السياسة) التي أحبها واهتم بالتعمق في دهاليزها ومكائدها فبدأ بالتحليل السياسي للمشهد العراقي المليء بالتناقضات والصراعات الكبيرة وخطّ لنفسه نهجاً وعاهد نفسه عليه منذ البداية وهو الصدق والحيادية وعدم المجاملة في كل طروحاته وان يضع مصلحة العراق فوق كل المصالح والاعتبارات الأخرى وكانت خطواته ثابتة في الاعلام والصحافة والقنوات الفضائية وفي كل المحافل السياسية والثقافية حتى صار معروفاً من قبل جميع الاوساط الشعبية والاعلامية والسياسية بأنه صوت الاعتدال والحيادية فكسب ثقة ومحبة الجميع فكان صوته صوت الوطن والحق , فتوسعت دائرة علاقاته مع جميع القيادات السياسية في البلد ومع معظم السفراء العاملين في العراق وكسب ثقتهم وكان يقدم الاستشارات المجانية الجريئة للرئاسات الثلاثة وللقيادات السياسية والسفارات متحملاً المخاطر الكبيرة من هذه الطروحات الجريئة والقاسية أحياناً ولكنه لم يكن يستمع لنصائح المقربين والاصدقاء بالحذر من هذه الطروحات واستمر بنهجه من أجل مصلحة الوطن والمواطن المغلوب على أمره والذي كان هو الخاسر الوحيد في كل مايجري في العراق.
امتدت علاقاته مع عشرات مراكز الدراسات العراقية والعربية والعالمية من خلال الدراسات والبحوث وأوراق العمل والمشاركات العلمية في المؤتمرات والندوات التي تعقدها هذه المراكز فترك بصمة كبيرة وقبولاً لدى الجميع وكان خير ممثلاً لبلده في هذه المحافل العلمية, ونتيجة علاقاته الواسعة في مختلف دول العالم عرضت عليه فرص عمل في دول اوروبية وعربية عديدة يحلم بها كل شخص ليهرب من الوضع العراقي المأساوي وينقذ عائلته من المخاطر ولكنه رفضها جميعاً لأنه لايريد مغادرة العراق واختار العيش والموت على ترابه الغالي.
اكتب وقلبي يقطر دماً بفقدان رمز من رموز الوطنية والاعتدال الحقيقي حيث كان صوته صوت الحق الذي لايجامل أحداَ ويدافع عن حقوق الشعب العراقي والمظلومين والمهمشين وكان أهم ماكسبه في رحلته الصعبة هو حبّ الناس وثقتهم بطروحاته وتحليلاته السياسية للمشهد العراقي فكان يتلقى كلمات المحبة والاحترام من الناس أينما يذهب ويقول دائماً هذا هو مكسبي الحقيقي في الحياة فحبّ الناس وثقتهم هي أكبر دافع للاستمرار في رحلة الاعتدال وقول الحق حتى لو كانت عند سلطان جائر.
ما خفف عنا مصيبة رحيل الحبيب أبا سالم هو مالمسناه من مشاعر الحزن الحقيقية الصادقة من الجميع ودموع الأحبة والاصدقاء والحضورالكبير والمهيب في مراسم تشييعه بالرغم من الظروف العصيبة التي يمر بها البلد من جراء انتشار فيروس كورونا ولكن أبى المحبين والأصدقاء الا ان يشاركونا مصابنا ويواروه ثرى العراق الحبيب الذي كان يعشقه وأفنى أحلى سنين عمره للدفاع عنه, فهنيئاً لك يا أخي الحبيب وقرة عيني على محبة الناس وعلى هذا الوفاء الحقيقي الذي خفف عنا آلام فراقك ونعاهدك نحن عائلتك جميعاً بالاستمرارعلى نهجك ونهج والدينا بحب العراق وخدمته وخدمة شعبه وتقديم الغالي والنفيس من اجل ان يستعيد مكانته التي يستحقها بين الامم والى جنات الخلد ان شاءالله.



#رائد_الهاشمي (هاشتاغ)       Raeed_Alhashmy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاكتفاء الذاتي فيه خلاصنا
- هل سيصمد حظر التجوال ؟؟؟
- أما آن الأوان للبرلمانيين أن يكفروا عن ذنوبهم
- أهمية وخطورة المرحلة القادمة
- موازنة عام 2020 كارثة اقتصادية على العراقيين
- الزيارات المكوكية للرئيس بين الايجاب والسلب
- النوايا الطيبة وحدها لاتكفي لقيادة البلد
- دعوة لتنقية ساحتنا الثقافية من الأفكار الهدّامة
- عندما يكون الفن والأدب والثقافة رسالة للسلام
- مواطن بلا طموح
- مؤتمر دولي الكتروني للطفولة
- عبّارة الموت وهيبة الدولة المفقودة
- شكوك وريبة من الموقف الدولي تجاه داعش !!!
- لماذا تٌنتزع الحقوق في بلدي ولاتٌمنح؟
- ماذا لانوجه العاطلين صوب القطاع الخاص؟
- أسباب ارتفاع أسعار النفط ووصولها الى حاجز السبعين دولار
- نداء لانقاذ أطفال العراق ومنحهم حقوقهم الضائعة
- دافوس 2019 مخيباً للآمال
- 2018 عام من الأعوام العجاف
- نصيحة صادقة لكسب ثقة المواطن


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-فرار شخصيات إيرانية بارزة- بعد النزاع مع إسر ...
- مقتل رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني
- حادثة تحطم منطادين سياحيين في أكسراي تودي بحياة شخص وإصابة 3 ...
- -واشنطن بوست-: مسؤول سوري كبير سابق يعترف بأن الأسد شخصيا أم ...
- -نشوة البداية وخيبة النهاية-.. لواء إسرائيلي يكشف عن شلل ستع ...
- مصادر عبرية: هجوم إيراني يمني وشيك على إسرائيل
- تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية في مرآة الصحافة الفارسية ...
- روسيا تسلم أوكرانيا جثث 1200 من قتلى الحرب
- لماذا يستولي جيش الاحتلال على منازل الفلسطينيين في الضفة؟
- ما وراء -طوارئ ترامب- الزائفة


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الهاشمي - رحل صوت الاعتدال (واثق الهاشمي)