أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فارس تركي محمود - خامساً: الديمقراطية














المزيد.....

خامساً: الديمقراطية


فارس تركي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6771 - 2020 / 12 / 26 - 19:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الديمقراطية بمعناها الضيق والمتمثل بحق المواطنين بانتخاب من يرونه مناسباً لتولي سلطة الحكم وإدارة شؤونهم ، وحقهم في محاسبتهم والإطلاع على ما يدور في دوائر الحكم . والديمقراطية بمعناها الأوسع أي القبول بفكرة التنافس السياسي والحزبي ، وتأسيس الأحزاب والجمعيات واللوبيات وجماعات الضغط ، والإعتماد على البرامج والحملات الإنتخابية ، ومحاولة التأثير في الرأي العام وكسبه ، والقبول بالرأي والرأي الآخر وتبادل وتلاقح الأفكار وغير ذلك من أفكار وممارسات أصبحت مألوفة في الوقت الحاضر . هذا المفهوم للديمقراطية – بمعناه الضيق والواسع – لم يظهر إلا في القرنين الأخيرين من عمر البشرية ، إلا أن جذوره وانطلاقته الأولى تعود إلى اللحظة التي اصطدمت فيها سمات المجتمع البدائي بالظروف المحيطة به .
والقول ذاته ينطبق على حقوق الإنسان الأخرى التي أصبحت الشغل الشاغل لعصرنا الحاضر مثل حقوق المرأة وحريتها وتمكينها ومساواتها بالرجل ودورها في المجتمع ، والحقوق المتعلقة بحرية الفكر والتفكير والإبداع والكلام والنشر بدون أية خطوط حمراء أو محرمات أو تابوات أو مسلمات مسبقة ، وحقه في التعامل معه بكرامة واحترام بعيداً عن القمع والإضطهاد والقهر ، وحقه في أن يعيش حياته ويحقق ذاته وسعادته كيفما يشاء هو لا كما يشاء أو يرغب غيره ، وحق الإنسان بالتعامل معه كإنسان فرد قائم بذاته يحتل المرتبة الأولى في اهتمامات السلطة والمجتمع باعتباره قيمة عليا ، يتم توظيف وتسخير كل شيء من أجل خدمته وإسعاده والإرتقاء به عقلاً وفكراً وروحاً ، بدل أن يتم سحقه وتحقيره والتضحية به من أجل أفكار ورؤى بدائية ، وتحت مسميات وشعارات قومية أو وطنية أو دينية . وهذه الحقوق حالها حال الديمقراطية حديثة الظهور كمفاهيم مؤثرة في حياة المجتمع إلا أن بداياتها الأولى ضاربة في القدم .
وابتداءً يجب القول أن مثل هذه الحقوق لم تكن معروفة لدى الجماعات البدائية عند خط الشروع البشري ، بل إن تلك الجماعات لم يكن يخطر ببالها مثل هذا السقف العالي من الحقوق والحريات ، إلا أن الظروف الجغرافية التي أجبرت البعض من تلك المجتمعات على رفع سقف حريتها ، وعلى زحزحة العقل الجمعي لصالح الفردية والإبداع والإبتكار ، وعلى مغادرة العقلية الوعظية واستبدالها بعقلية تحليلية نقدية ، هي التي خلقت حقوق الإنسان وحرياته ولا زالت تخلق المزيد والمزيد من تلك الحقوق والحريات . فالميكانيزم الذي انطلق نتيجة للصدام بين السمات البدائية لتلك المجتمعات من جهة وظروفها الجغرافية من جهةٍ أخرى لم ولن يتوقف يوماً وسيستمر بخط تصاعدي لا نهاية له ، وستستمر نتائجه ومنتجاته في الظهور والتوالد بدون توقف . فعلى سبيل المثال فأن سمة الحرية التي احتاجها وطورها ونمَّاها المجتمع البدائي من أجل تحقيق استغلال واستثمار أمثل لمحيطه الجغرافي سوف لن تتوقف عند حدٍ بعينه وستستمر بترك آثارها داخل المجتمع لتنتج شتى أنواع الحريات والحقوق بدءً من حقوق الإنسان الأساسية إلى الحقوق الثانوية وصولاً إلى حقوق لم يكن البشر يحلم بمثلها مثل حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وحقوق الشواذ وحقوق البيئة وصولاً إلى حقوق الحيوان والنبات وإلى حقوق أخرى يخبؤها لنا المستقبل .
والأمر ذاته ينطبق على السمات الأخرى التي ذكرناها سابقاً كالفردية والمنهج التحليلي والعقلية الناضجة فهي كذلك قد انطلقت وأفلتت من عقالها ودخلت في ميكانيزم تصاعدي لن يتوقف يوماً ، فهي قد أنتجت وما زالت مستمرة في إنتاج المزيد والمزيد من أسس وركائز الدولة الحديثة ، وستصل إلى مديات وفضاءات ورؤى وأفكار ربما لا نستطيع حتى أن نتخيلها في الوقت الحاضر .



#فارس_تركي_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رابعاً: النضوج العقلي
- ثالثاً: المنهج التجريبي التحليلي
- ثانياً: الحرية
- سمات الدولة الحديثة/ أولا: الفردية
- تأثير الجغرافيا على أفكار البشر وسلوكياتهم
- الدولة الحديثة
- سادساً: غياب منظومة حقوق الإنسان
- خامساً: الروح الحربية وفلسفة القوة
- رابعاً : العقلية البدائية
- ثالثا: المنهج الوعظي الخطابي
- ثانياً : النظام الأبوي والديكتاتورية
- سمات الدولة القديمة / اولاً : العقل الجمعي
- الدولة القديمة
- ثالثاً : الصراع من أجل نيل الاعتراف ( الثيموس )
- ثانيا: التاريخ حر
- سنن التاريخ وقوانينه
- هل أصبح العالم غابة مرة أخرى ؟ وهل يجب على الأمريكيين أن يهت ...
- من نحن ؟
- مبدأ ترامب والمواجهة مع إيران
- النسق القيمي


المزيد.....




- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فارس تركي محمود - خامساً: الديمقراطية