ماذا بعد إعادة العلاقات بين المغرب و إسرائيل ؟

كمال آيت بن يوبا
كاتب
(Kamal Ait Ben Yuba)

الحوار المتمدن-العدد: 6769 - 2020 / 12 / 23 - 12:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حرية – مساواة – أخوة

مجرد رأي

بعد وصول الوفد الأمريكي الإسرائيلي بعد زوال أمس الثلاثاء 22 ديسمبر 2020 من إسرائيل للرباط عاصمة المغرب بدأت أنشطة دبلوماسية مكثفة إستهلها الوفد بزيارة ضريح محمد الخامس بالرباط –حسان .ثم توجه بعد ذلك للقصر الملكي بالرباط ..

و بعد الترحيب بالوفد و إلقاء كلمات من طرف كوشنر و مئير بن شباط و وزير الخارجية المغربي تم توقيع إتفاقيات.

كان بجانب طاولة توقيع إتفاقية الشراكة بين المغرب و إسرائيل رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني إلى اليسار و المستشار الأمريكي كوشنر في الوسط و مئير بن شباط الإسرائيلي (المغربي الأصل) إلى اليمين مثلما كان متوقعا (أنظر الفيديو الدقيقة 4 ) .و نشرت مواقع أخرى توقيع إتفاقيات كثيرة وقعها وزراء آخرون أو كتاب دولة في المجالات التي همتها تلك الإتفاقيات .

هل هو يوم تاريخي في سجل العلاقات بين المغرب و إسرائيل ؟؟

نعم هو يوم تاريخي كبير بكل المقاييس ..لأن راعيه هي الولايات المتحدة الأمريكية الدولة العظمى.

كثير من المواطنين إلتقيتهم في الشارع أو في سيارات الأجرة في مدينة القنيطرة الهادئة و يمكن أن يشكلوا عينة إستطلاع للرأي عشوائية ، لم يبدوا أي إعتراض على عودة العلاقات مع إسرائيل حينما كان الحديث عن الأخبار التي سبقت الزيارة بإعلان المغرب عودة هذه العلاقات يوم 10 ديسمبر الماضي ..هذا لا يعني أن معارضة هذه العودة للعلاقات بين المغرب و إسرائيل قد تكون غير موجودة ..و لكنها على ضوء ما قلناه أعلاه يمكن اعتبارها أقلية إحصائية في الرأي ....

و إذن السؤال الذي يجب طرحه في نظري ليس هل المرء مع أو ضد التطبيع أو عودة العلاقات أو سمه ما شئت ، و إنما ما هو وقع هذه الإتفاقيات على الوضع العام الإقتصادي للمغرب ؟؟
إذ هذا الوقع هو ما يمكن طرح التساؤل حوله بالسؤالين التاليين: هل سيكون لذلك تأثير ملموس و مباشر على حياة المواطنين في الأيام المقبلة؟ ...و هل سيشعر الناس بتغيير ما ؟

السؤال الأول لا يمكن أن يجيب عنه إلا المتخصصون في الإقتصاد و الأعمال والمال و العارفون بخبايا الإقتصاد و حالة المغرب الإقتصادية والمالية .

و سيتحدثون عن هذا الأمر بكل تأكيد ...و هم الذين سيقدمون الأجوبة عن الأسئلة التي طرحناها بالنسبة لوقع ذلك على حياة المواطنين ...

و هناك سؤال آخر حول تأثير ذلك على منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا بعد دعوة السيد كوشنر بلدان شمال إفريقيا أمس في كلمتة بالرباط للتكتل و الإتحاد بعد حسم الولايات المتحدة في شخص رئيسها دونالد ترمب المنتهية ولايته رأيها في مغربية الصحراء....؟

و يمكن فهم ذلك بأنها رسالة للجزائر ربما و كذلك لتونس اللتان لا تزالان ترفضان أي تطبيع مع إسرائيل ..

رئيس الحكومة المغربية يوم 16 ديسمبر الماضي قال لقناة الجزيرة بعد سؤاله عن علاقة إعلان الولايات المتحدة الأمريكية إعترافها بمغربية الصحراء بإعادة فتح مكاتب بين المغرب و إسرائيل و تسيير رحلات جوية بينهما و غير ذلك قال : "شوف الدول في بعض مراحل تاريخها تتخذ فعلا قرارات صعبة .لكن المغاربة علاقتهم بوحدتهم الترابية ليست سهلة .لأن هذه المعركة إستنزفت الجهود .إستنزفت الأموال .إستنزفت الجهود الدبلوماسية .الدبلوماسية المغربية .و بالتالي اليوم يلوح في الأفق إمكانية خطوة مهمة إلى المستقبل...." و هو هنا ربما يقصد أنه متفائل بتوقيع إتفاقيات شراكة مع إسرائيل و متفائل بشأن نتائجها ... (أنظر الفيديو الثاني دقيقة 2)

و إذا كان هذا هو المقصود و أن نتائج هذه العلاقات مع إسرائيل ستكون إيجابية على المغرب و المواطنين المغاربة فلا يمكن للمرء سوى أن يتشارك مع رئيس الحكومة المغربية في هذا التفاؤل و لا يجب أن يشعر أو يعطي إنطباعا عن أي خوف أو تخوف من ذلك بل عليه أن يواجه المستقبل بشجاعة و ثقة في النفس .

...
و أتمنى لكل من قام بأي جهود في إنجاح الأنشطة الأخيرة التي شهدتها الرباط و إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية أن يكون بخير و يجني ثمار السلام و تسخر قوته لفعل الخير عبر العالم ..

آمين...

رابط فيديو (دقيقة 4)
https://www.youtube.com/watch?v=J5ev6YCbaAw

رابط فيديو (دقيقة2)
https://www.youtube.com/watch?v=TIrjHcRglAk

#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)       Kamal_Ait_Ben_Yuba#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل