هذا للسيدة حنان عشراوي عن الصحراء الغربية

كمال آيت بن يوبا
كاتب
(Kamal Ait Ben Yuba)

الحوار المتمدن-العدد: 6763 - 2020 / 12 / 17 - 15:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حرية – مساواة – أخوة


إن حرية التعبير بكل أشكاله ،التي لا يجوز سن أي قوانين تحظرها و إلا ما صار فيه إنسان عاقل و متكلم على وجه الأرض ، تعني أننا كناس ديموقراطيين متفقين على أن نقرأ أو نسمع ما لا يتفق مع قناعاتنا ..و دورنا هو أن نحاول من خلال محاورة الآخر بالكلام و ليس بالسلاح أن نقنعه أو نتفق معه بعد فهمنا لما غاب عنا من أفكار أو معلومات أو أخبار.

و بالتالي فقد أنصتنا و رأينا في حوارها مع قناة الديموقراطية الآن الأمريكية السيدة حنان عشراوي و هي تدلي برأيها في قضية وطنية مغربية و تقول بأن الأمم المتحدة قد أعطت حق تقرير المصير للصحراويين في الصحراء الغربية و أن الولايات المتحدة الأمريكية قد إعترفت بضم المغرب للصحراء . .بطبيعة الحال من حقها حرية التعبير عن رأيها .و من حقنا أيضا شرح القضية لها لكي لا تخطئ مجددا في رؤيتها للأمر ...

إن القول بأن " الأمم المتحدة قد أعطت حق تقرير المصير للصحراويين في الصحراء الغربية و أن الولايات المتحدة الأمريكية قد إعترفت بضم المغرب للصحراء " مغالطة كبيرة .

لماذا ؟

لأن حق تقرير المصير للشعوب موجود في المادة الأولى للعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية و هو يشمل حق جميع شعوب الأرض التي لها مشكلة سياسية إذا تمت البرهنة على أن هناك فعلا ما يمكن الاستدلال عليه ووصفه بأنه شعب مختلف عن طبقة تحرمه من حقوقه الاساسية أو تمارس عليه تمييزا ظاهرا سواء بسبب اللغة أو الثقافة أو العادات أو الدين أو غير ذلك ..و هذا غير حاصل في الصحراء الغربية ...فما يسمى شعب صحراوي هم مغاربة كانت دائما لهم علاقات ولاء بالدولة المغربية على مر العصور باسثناء فترة الاستعمار الاسباني.

إن هذا الحق الذي تحدثت عنه قد سبق أن وافق على الإستفتاء فيه لسكان الصحراء الملك الراحل الحسن الثاني .و لصعوبة تحديد و إحصاء من هم الصحراويون بعد الشروع فيه تم التخلي عنه ...

إن الصحراء الغربية كانت دوما مغربية بالرجوع لخريطة المغرب السياسية للقرن 18 الميلادي حيث كانت حدود المغرب تصل حتى السينغال و تضم علاوة على الصحراء الغربية موريتانيا الحالية و الجزء الجنوبي من الجزائر .و يمكن الرجوع لهذه الفترة لرؤية تلك الخريطة المثبتة في كتب التاريخ.

الذي وقع و أن الصحراء سقطت تحت الاستعمار الاسباني الذي سلمها للمغرب سنة 1975 بعد مسيرة سلمية سميت لطابعها السلمي "المسيرة الخضراء " أيام الراحل الحسن الثاني .

و لو كانت هناك اي جبه لتحرير الصحراء قبل تسليمها للمغرب سنة 1975 و لم تكن هذه الاخيرة مغربية لسلمتها السلطات الاسبانية للبوليزاريو و ليس للمغرب ...هذا هو المنطق ..

من جهة أخرى فمؤسسو جبهة بوليزاريو سنة 1975 كلهم مغاربة كانوا معارضين للراحل الحسن الثاني و دخل كثير منهم للمغرب بل و تقلدوا مناصب سامية في الدولة .و دخل أيضا عسكريون من الجبهة و غيرهم تلبية للنداء الذي أطلقة الراحل الحسن الثاني و سماه "نداء إن الوطن غفور رحيم" .و لا يزال الباب مفتوحا امامهم للالتحاق بوطنهم الأم ..و يدل على ذلك النداء الذي أطلقة مؤخرا رئيس الحكومة المغربي مشكورا معالي الوزير سعد الدين العثماني ...

لكن لا يجوز سيدتي بأي حال من الأحوال مقارنة مشكلة الصحراء بنزاع الفلسطينيين مع الإسرائيليين.

و لعلمكم أن العلاقات بين المغرب و إسرائيل حسب ما صرح به مؤخرا معالي وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لم تكن يوما غير عادية أو غير طبيعية .حيث أوضح أن مكتبا للإتصال بإسرائيل كان موجودا أيام الراحل الحسن الثاني منذ 1994 إلى غاية 2002 .و تم غلق المكتب فيما بعد لأساب معينة ...و صرح آخرون أن العلاقات التجارية و الفنية و غيرها كانت حاضرة أيضا حتى بعد غلق مكتب الإتصال الإسرائيلي في المغرب .

و إستئناف العلاقات العلنية بين المغرب و إسرائيل مثلما صرحت جهات رسمية موثوقة ببيانات واضحة بما في ذلك بيان حزب العدالة والتنمية الحاكم في المغرب لا يعني التخلي عن دعم الشعب الفلسطيني ..

كما أن المغرب كدولة ذات سيادة و قراراتها سيادية لا تحتاج لمن يملي عليها ما تفعل أو تقرر مثلما لا تقبل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني أن يقرر الآخرون مكانها أو أن يتحدثوا بإسمها ..

و أخيرا

فالمعلومات التي أوردت هنا صحيحة و يمكن التأكد منها سيدتي الكريمة .و أنا لا أدافع عن أحد هنا و إنما عن الحقيقة ..و بسطها أمامك هو لكي لا تخطئي مرة أخرى في حق المغرب ووحدته الترابية ووحدة شعبه الذي دعم دائما الشعب الفلسطيني أمام قنوات في حواراتك حتى لا يرمونك بجهل ما تتحدثين عنه ..

و تحياتي لك سيدتي الكريمة

#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)       Kamal_Ait_Ben_Yuba#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات