موضوع الصحراء موضوع مغربي داخلي و لم يعد قضية والمسؤولون المغاربة قاموا دائما بواجبهم هناك

كمال آيت بن يوبا
كاتب
(Kamal Ait Ben Yuba)

الحوار المتمدن-العدد: 6692 - 2020 / 10 / 1 - 20:39
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    

حرية – مساواة – أخوة


لقد قلنا في مقال سابق أن "مغربية الصحراء لا نقاش فيها" إستنادا للأدلة التاريخية و للقانون الدولي و بعد قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي القديم الذي كان لصالح المغرب و أجاب بنعم عن سؤال هل كانت هناك روابط تاريخية بين سكان الصحراء و النظام السياسي المغربي قبل دخول اسبانيا له ..هذا السؤال كان لا مجال لطرحه لو تم الاستناد إلى خريطة المغرب في أواخر القرن الثامن العشر التي قلنا في مقال سابق أيضا..و عدم الاستناد للخريطة السابقة مفهوم منه ان لا احد يريد ان يثير مشكل آخر مع الجزائر ربما ...

الصحراء الغربية كانت قضية بالنسبة للمغرب كأرض كانت تابعة للمغرب و مستعمرة من طرف اسبانيا .

و لا أحد كان يسمع بجبهة البوليزاريو و لا بأي توتر بينها و بين إسبانيا خلال تواجدهذه الأخيرة هناك ..

سيُسمع ببوليزاريو فقط بعد خروج اسبانيا من الاقليم و استرجاعه من طرف المغرب سنة 1975 دون عمليات عسكرية و دون توتر أو اي شيء .لم تطلق لاسترجاع الصحراء و لو رصاصة واحدة ...كل ما هناك و هو مسيرة شعبية دعا لها الراحل الحسن الثاني و سميت لطابعها السلمي مسيرة خضراء لاسترجاع الصحراء ...

البوليزاريو أسسها كثير من المعارضين المغاربة للراحل الحسن الثاني الذين درسوا في المغرب و منهم عمر الحضرمي الذي عاد مع آخرين مؤسسين للمغرب بعد نداء "إن الوطن غفور رحيم" الذي أطلقه الراحل الحسن الثاني ،

فلو كان الاقليم متنازع عليه مع بوليزاريو لسلمته اسبانيا بعد خروجها منه لبوليزاريو و ليس للمغرب .لأن اسبانيا تعرف قبل غيرها ان اقليم الصحراء هو تراب مغربي تابع للدولة المغربية منذ قرون ...مثله في ذلك مثل الريف المغربي (اقصى الشمال) ..

و لو كان لبوليزاريو اي دور في تحريره لسمعنا قبل ذلك عن عمليات عسكرية لبوليزاريو ضد اسبانيا و عن وقف اطلاق النار و مفاوضات بينها و بين اسبانيا و غير ذلك ..

لكن شيئا من هذا لم يحدث ..

إذن فموضوع الصحراء هو مسألة تصفية إستعمار بالنسبة للمغرب الذي استرجعها بمسيرة سلمية و بسط سيادته عليها مثل جميع الدول التي تسترد أجزاء منها عبر التاريخ ...و الموضوع هنا انتهى ...

من يستطيع أن ينكر أن مدينتي سبتة و مليلية مغربيتين ؟؟ فهل استرجاع سبتة و مليلية في يوم من الايام من طرف المغرب سيعني ان وجود المغرب في اراضي المدينتين سيمكن وصفه بانه إحتلال ؟؟

هذا هراء ...

إن تصريحات بعض المسؤولين الإسبان مثل رئيس الحكومة الحالي بيدرو سانشيز (أنظر رابط الخبر أسفله إذا كان صحيحا) الذي دعا إلى حل توافقي في قضية الصحراء مؤخرا يعني أن المشكلة لم تعد بيد إسبانيا و أن الدعوة هي للمعارضين للنظام السياسي المغربي الذين تحت تأثير الجزائر و غيرها يريدون ابتزازه كي يفهموا ان مشكلتهم هي مع المغرب فقط و يجب حلها بالتوافق ..لانهم يعرفون قبل غيرهم ان سيادة المغرب على الصحراء لا غبار و لا رمال و لا صخور عليها و لا نقاش ايضا ..

و في نظري تقديم مقترحات و عروض للبوليزاريو حول موضوع محسوم مغربيا و شعبيا هو في الحقيقة نوع من اللياقة و الأدب و الدبلوماسية المرنة التي تريد كسب الناس و ليس خسرانهم ليس إلا...


إن بعض الجاهلين في الشرق لتاريخ المغرب الذين يبثون بين الفينة والاخرى خرائط للمغرب دون الصحراء هو ما يشجع أمثال السيدة أميناتو حيدر و غيرها من سكان الصحراء القلاءئل من الإستمرار في إعتبار المغرب محتلا للصحراء كنوع من التطرف في معارضة النظام السياسي المغربي ...

و حديث السيد بيدرو سانشيز عن قرارات الامم المتحدة يجعلنا نتذكر هنا أن الراحل الحسن الثاني هو الذي كان قد اقترح الاستفتاء في اقليم الصحراء مثل ما يحصل في كل بقاع العالم كنوع من التحدي و تطبيق للمادة الأولى من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية التي تتحدث عن تقرير المصير لسكانه .و لكن الامم المتحدة رأت ان تطبيقه من الناحية العملية سيكون معقدا نظرا لتعقيد احصاء سكان الاقليم .و لذلك تم استبعاده ..

فجاء سنة 2007 مقترح الحكم الذاتي الذي يندرج ضمن ما يسمى بشكل اكثر بساطة الجهوية المتقدمة كنوع من لا تمركز القرار و الادارة في باقي مناطق المغرب التي تم تقسيمها إلى جهات على رأس كل منها رئيس منتخب ..

و كل هذا و ما تبقى من بوليزاريو لا يزال يردد نفس الاسطوانة المشروخة دون كلل منذ 1975 و يرفض اي حل ..

إن بروز حركات و لو كانت قليلة العدد في الصحراء تعتبر المغرب محتلا للصحراء هو غباء سياسي و قانوني .لانه أولا يتجاهل قرارات الامم المتحدة و اعتراف و فهم العديد من الدول موضوع وحدة المغرب الترابية بعدما كانوا يساندون بوليزاريو عن جهل بالحقائق. بل منهم من دشن قنصلياته في قلب الصحراء بمدينة العيون .و ثانيا لأن القانون المغربي يعتبر و معه الحق ان المس بسلامة الدولة أو أمنها و إستقرارها أو بوحدتها الترابية كائنا من كان مرتكبها ومهما كانت صفته أو منصبه أو مبرراته هو من اكبر الجنايات التي تم تخصيص عقوبات قاسية عليها سواء كان داخل حدود المغرب السياسية ام خارجها ...

و الاخبار الاخيرة التي تتحدث عن دخول النيابة العامة على خط قضية تأسيس "هيأة صحراوية لمكافحة الاحتلال المغربي " التي ترأستها السيدة اميناتو حيدر حسب ما جاء في الاخبار ، ليس تأخرا من طرف المسؤولين المغاربة في القيام بواجبهم .إذ التأسيس المذكور لم يمر عليه اسبوع من الزمن .و إنما الذين قالوا بالتأخير هم من تسرعوا في اطلاق الاحكام ...

و لأن المغرب دولة قانون و اميناتو حيدر مواطنة مغربية كالآخرين توجد تحت طائلة القانون المغربي فستعامل في نظري مثل اي مغاربة اخرين و تُحترم المساطر المتبعة في جميع التراب المغربي دون تمييز ...و ما يسمونه تأخيرا هو فقط وقت ربما للتأكد من الوقائع و الملابسات المحيطة بالموضوع قبل اتخاذ القرارات المناسبة ... و هذا شيء عادي ...

وفي كل الاحوال فالصحراء الغربية كانت دائما مغربية منذ قرون .و رغم مرور الاسبان من هناك مثلما مروا من الريف فستبقى مغربية مثل الريف و سبتة و مليلية والجزر الجعفرية كما كانت منذ القديم ....و اذن فالمسؤولون المغاربة عقلاء و قاموا مشكورين بواجبهم تجاه الصحراء ليس فقط هذه الايام بل طيلة 45 عاما منذ استرجاعها بل اكثر من الواجب.و لينظر المكذبون إلى الصحراء التي كانت سنة 1975 و اليوم ليروا الفرق ...هذا الفرق لا ينكره إلا جاهل .

فموضوع الصحراء بالنسبة للمغاربة بعد بسط السيادة المغربية عليها لم تعد قضية و انما هي فقط موضوع داخلي تماما مثل أي موضوع آخر كموضوع الريف مثلا .لكن الحديث عن الانفصال هو خط احمر بكل تأكيد ..

مع تحياتي ...

رابط الخبر:
http://sahranews.com/mobileapp/news23785.html

#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)       Kamal_Ait_Ben_Yuba#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل