أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال آيت بن يوبا - في حديقة الحيوان خلال رمضان قرب العاصمة الرباط














المزيد.....

في حديقة الحيوان خلال رمضان قرب العاصمة الرباط


كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)


الحوار المتمدن-العدد: 6636 - 2020 / 8 / 4 - 00:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حرية – مساواة –أخوة
في صباح أحد الرماضانات الماضية التي لا تشبه بأي حال من الأحوال رمضان 2020 الفريد ، إقتنى الجريدة كالعادة ثم إتجه لمحطة الطاكسيات المؤدية لحديقة الحيوان بمدينة تمارة قرب العاصمة الرباط..كان يقطن آنذاك في حي يعقوب المنصور الذهبي القريب من الأحياء الجامعية و الجامعات والمعاهد بالرباط و يتابع دراسته الجامعية هناك .

حينما وصل و في مدخل الحديقة كانت هناك أقفاص كثيرة و واسعة للطيور من كل نوع .فناء الحديقة كان شبه خال من الزوار بإستثناء شاب ملتح و شابة تلبس البرقع (البرقع هو لباس اسود يغطي كل جسد المرأة باستثناء كوة تظهر منها بصعوبة العينان)...و بعض الأطفال القلائل في مساحة للأطفال بها أراجيح يبدو أن والديهم مختفين عن الأنظار في مكان ما من الحديقة غير بعيد عن المكان.

كان الأطفال يدفع بعضهم بعضا كلما صعد أحدهم لإحدى الأرجوحات و يتصايحون ...صياح الأطفال البرئ كان يملأ المكان مع زقزقة العصافير ...

مر على أحد الأقفاص الضيقة و كان بها أحد الضباع لا يتوقف عن الحركة ذهابا و إيابا بأرجل خلفية أقصر من الأرجل الأمامية ..قال في نفسه يبدو أن هذا الضبع قلقان ثم ضحك و تابع السير...

و ضع الجريدة فوق إحدى الأرائك ثم جلس يتفرج بين الحين والآخر على قفص الأسود من بعيد ثم يشيح بوجهه في أحيان أخرى نحو الفيلة والنمور في الجهة المقابلة للأسود . بعد مدة وصل الشاب الملتحي والشابة ووقفا قرب الأسود و هما يمسكان بحديد قضبان الشباك الخارجي للأقفاص و يتحدثان و يتمايلان كأنهما حديثي العهد بالزواج أو في حالة خطوبة أو ما شابه ...

قال في نفسه هؤلاء الملتحين و لو تذهب للثلث الخالي من الدنيا كما يسمونه فسوف تجدهم هناك .

كانت الأسود كسلانة لا تتحرك إلا ببضع حركات بطيئة .و ما إن جاء أحد القيمين على الحديقة و بدأ يقدم لها الطعام من الجهة الداخلية للحديقة من خارج القفص حتى إستجمعت قواها و أسرعت إلى كوة تقديم الطعام في الجهة الخلفية تتلقف قطع اللحم الطازجة و الكبيرة ...كل أسد و لبوة أخذ قطعة كبيرة ثم إنزوى بها لأحد الأركان و أخذ يلتهم و يمضغ في تؤدة . بعض الأشبال شاركت هي أيضا في الوليمة .

و لما انتهى القيم على الحديقة من تقديم الطعام للأسود إتجه نحو النمور . بقي هو يفكر في ما تخسره الحديقة من الأموال لإبقاء هذه القطط الكبيرة (نمورا و أسودا و فهودا ..) على قيد الحياة ..هذه الأسود تسمى أسود الأطلس ..لا توجد في أي غابة من غابات المغرب.آخر أسد حر في الغابة المغربية قتل سنة 1924 .

كان الشابان يلاحظان الأسود تلتهم الطعام و هما يضحكان على محاولات البعض منها السطو على نصيب الآخرين ...

إنهما يضحكان و ربما لا ينتبهان أن الأسود أيضا ترانا كلنا من خلال قضبان أقفاصها و كأننا نحن الذين نوجد في قفص كبير..

بعد الإنتهاء من الطعام قامت إحدى اللبوات بالدوران حول أحد الأسود و أخذت تضربه بذنبها .ثم جثت إلى أرض القفص .فما كان منه إلا أن أخذ يضاجعها و في نهار رمضان على مرأى و مسمع منا جميعا نحن الذين كنا موجودين في الحديقة آنذاك...

أخذت تلك الشابة التي كانت تلبس البرقع تضع يديها على عينيها كي تحجب الرؤية و هي تضحك بشكل هستيري .و إستبد الضحك الهستيري أيضا بالشاب الذي كان معها...

و حينما أدارا و جهيهما إلى الجهة المقابلة لتجنب رؤية الأسود جاءت نظراتهما بالضبط في عيون الشاب الذي كان على الأريكة ...فقال لهما : شيء عادي ...طبيعي ..

...لم يردا عليه ...

ثم قال لهما : لو قمت أنا مثلا بأكل أي شيء هنا ربما لقمتما بالإحتجاج و قلتما نحن في دولة إسلامية و هذا لا يجوز شرعا نهار رمضان دون عذر شرعي إلخ الأسطوانة ..

قال في نفسه :

""هانحن نرى الأسود هنا تأكل و تشرب و تتناكح و في نهار رمضان و الأمور عادية حلال في ملال . و كأن هذه الأسود أعلى قيمة من الانسان ... ليس فقط في هذه البلاد بل في كل بلدان ما يسمى العالم الاسلامي.""

"" لا احد يعترض على الحيوان حينما يأكل أو يتناكح بينما يعترضون على الانسان وكأننا أقل قيمة من الحيوان...""

ثم تذكر أنه رأى نفس الشيء في معبر مدينة سبتة .فبينما كان طابور ينتظر التصديق على جوازات السفر للدخول لسبتة المحتلة كانت الكلاب والقطط تعبر الحدود دون أدنى إعتراض من شرطة الحدود الاسبانية ...

""إن الأكل والشرب عند الإنسان هي مسألة شخصية و علمية تخضع للعلوم الحديثة التي تأسست على العقل و الملاحظة والتجريب و المنهج العلمي الحديث و ليس على دراسات الفقه او الشريعة و الروايات القديمة المتناقضة أي الكاذبة منطقيا.""

""إنها تهم كل واحد حسب سنه و مستواه و ووراثته أي بيولوجيته .و لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تصير مسألة يقرر فيها الآخرون و خاصة هؤلاء المتخصصين في الفقه والشريعة . لأننا مختلفون .""


إنسل الشاب والشابة لجهة أقفاص الطيور دون أن يردا عليه و أختفيا من أمامه وهما يضحكان ...

تردد في أخذ الجريدة معه حين هم بالانصراف ثم قرر تركها هناك و غادر الحديقة ..



#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)       Kamal_Ait_Ben_Yuba#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة للنائب البرلماني عن مدينة القنيطرة المغربية
- رئيس حكومة المغرب يعلن تحمل المسؤولية بغلق المدن 8 بسبب كورو ...
- وهبي :العفو عن معتقلي الريف مدخل للديموقراطية و تحسين صورة ا ...
- رغم الجائحة ألفين و عشرين سارة لبعض المغاربة
- رجاء صححوا مصطلح كمامة بمصطلح قناع الخاص بالبشر
- إقرأوا البلاغات الرسمية بفهم يا أصحاب السعادة المغاربة
- الصحافة الإلكترونية المغربية مطالبة بمراجعة أساليبها
- منع التظاهر أمام البرلمان المغربي قانوني أثناء الطوارئ
- قناة الجزيرة تدخل على خط تصحيح القرآن
- سعودي يدعو لتصحيح القرآن إذا صح ما نُسب له
- أردوغان سيدفع إسرائيل لتحويل المسجد الأقصى لكنيس يهودي
- شعوب الشرق الأوسط الكبير بين الأبوية والقانون
- إلهام ترفع راية المغرب خفاقة في فرنسا بالباكالوريا
- بروفيسور إسرائيلي يقول أن وباء كورونا إنتهى في نظره
- بداية نهاية أردوغان من أيا صوفيا
- الأديان لم تقدم أجوبة للاسئلة التي طرحتها كورونا
- تقديم قرابين الأضحى في المغرب هل سيحتاج لترخيص ؟
- المغرب يعلن إعادة فتح المساجد ، هنيئا للمعنيين
- العراقيون لا يهابون رصاص جبناء ايران
- بيوت مساجد و أجساد ّإلهية في المغرب ، هل هذا ممكن؟


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال آيت بن يوبا - في حديقة الحيوان خلال رمضان قرب العاصمة الرباط