كمال آيت بن يوبا
كاتب
(Kamal Ait Ben Yuba)
الحوار المتمدن-العدد: 6639 - 2020 / 8 / 7 - 02:44
المحور:
المجتمع المدني
حرية – مساواة – اخوة
في حالة الفواجع التي تصيب الدول فإن مشاعر و رسائل التضامن و المواساة والتعزية الآتية من الأصدقاء و المعتبرين داخل العائلة الكبيرة تعتبر شيئا طبيعيا و عاديا يجنب الملامة و العتاب ..
فمثلا أن ترسل السعودية أو الإمارات العربية أو إحداها مساعدات طبية و غيرها أو أن يرسل المغرب مستشفى ميداني للبنان كنوع من التعاطف مع الشعب اللبناني في فاجعته التي سببها إنفجار نيترات الأمونيوم كما سببها في بلدان أخرى قديما في ألمانيا و فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية و غير ذلك ، فكل ذلك يعتبر شيئا طبيعيا و منتظرا و واجبا من واجبات القرابة داخل العائلة الكبيرة و العلاقات التاريخية المتينة ..
لكن أن تأتي رسائل و مشاعر التأثر و المواساة من طرف مواطنين و تشكيل العلم اللبناني بالاضواء في تل ابيب كنوع من التضامن و عرض المساعدة حتى و لو لم يطلبوها كما قالت وزارة الخارجية بفتح مستشفيات في وجه اللبنانيين من طرف جارة هناك من يعتبرونها عدوة داخل لبنان بل هددوها مؤخرا بضرب تل ابيب و هي إسرائيل، فهنا يظهر أن المشاعر الإنسانية هي واحدة و التعبير عنها واحد في الفواجع ...إسرائل هنا تتصرف أنها عضو في عائلة شمال افريقيا والشرق الاوسط ...
و لا أحد في الأحوال العادية للجوار و الانتماء للعائلة الكبيرة اي للشرق الاوسط و شمال افريقيا ، يريد للبنان أي مكروه سواء كانوا أصدقاء أم معتبرين أعداء ...
إسرائيل تعبر على أن مشروعها في الشرق الأوسط هو مشروع حضاري و له قيم أخلاقية على أعلى المستويات ....
لقد إلتقت إسرائيل و الدول التي ساعدت لبنان دون اتفاق مسبق أو تنسيق في شيء انساني وواجب المواساة اثناء الفواجع كواجب اخلاقي و تاريخي نبيل ...و هل يحتاج ذلك لاي تنسيق ؟؟
هذا يمكن ان يشكل نقطة انطلاق لمراجعة أرضية العلاقات القديمة بين دول شمال افريقيا و الشرق الاوسط المبنية على العداء والكراهية لتعويضها بعلاقات جديدة مبنية على المحبة مفادها انها جميعها تعيش مع بعضها و إذا تعرضت احداها لنكسة فيجب ان يحس الجميع انهم جسد واحد و يتضامنوا فيما بيننهم لا كاعداء و انما كاصدقاء و اخوة ينتمون للنوع الواحد الذكي و العاقل أومو سابيانس لانهم يعيشون نفس الفترة من التاريخ ...
#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)
Kamal_Ait_Ben_Yuba#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟