أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود جلبوط - بالأمس ابتهجت وابتهجت معي قريتي الجاعونة














المزيد.....

بالأمس ابتهجت وابتهجت معي قريتي الجاعونة


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1614 - 2006 / 7 / 17 - 10:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


الجاعونة , والتي تسمى بالعبرية روشبينة , هي موطني الأصلي ووطن الأهل في فلسطين التي حرمني العدو العنصري الصهيوني لو سارت الأمور بشكلها العادي , من الولادة فيها بعد أن اغتصبها إثر حرب عام 1948 , والتي كنت سأترعرع في حواريها وأعمل في كرومها وحقولها بالتأكيد لو لم تقرر قوى الاحتكار العالمي في لحظة تجل مجرمة للنهم الاحتكاري لإقامة الكيان الصهيوني العنصري في منطقتنا الغنية بالثروات والواسعة الأسواق للاستهلاك تنفيذا لمآربه المعهودة والتي نرى من النافل أن نكررها أو نزيد على ما قيل فيها والتي هي ليست موضوع مقالنا .
الجاعونة هي الذاكرة التي أورثنا إياها الأهل عن الوطن الزاخر بكل ما نقصنا طوال عمرنا الخمسين تتلاطمنا المنافي والجغرافيا التي كنا نستظل في حدودها لجوءنا .
الجاعونة , قرية من قضاء صفد , هي اللقاء الحلم الذي سكنني طوال الفترة التي حملت فيها بندقيتي فدائيا علني أحققه وأعانق ترابها في إحدى العمليات التي كنا نكلف بها ومازال يسكنني .
الجاعونة هي الصورة التي طالما وقفت على مشارف قلعة شقيف والعرقوب والناقورة من الحدود اللبنانية أو منطقة الحمة من الحدود السورية أنظر من خلال عدسات منظار عبر الحدود علني أعانق بعيوني حدودها أو حبة تراب منها .
كنت مازلت طفلا عندما كنت أرافق والدي إلى الحمة على الحدود السورية , عندما يفيض الشوق لديه لمرابع الطفولة والشباب وموطن الأهل , والبيت الذي ترعرع في كنفه , يأخذ معه ناظورا يبدو أنه اشتراه خصيصا , ويحملني على كتفيه وينهرني أن أنظر عبر الحدود وأرى أطلال بناية الجلبوط التي مازالت قائمة تعانق الأفق لطالما كان يفتخر بها , والتي لم أكن أتمكن من رؤيتها حينها ولم أرها إلا عندما صار لدي انترنيت هنا في المنفى الأخير عندما كنت أعبث في برنامج البحث غوغل حينما أدخلت أسم عائلتي فيه ورحت أبحث عابثا.
الجاعونة هي القرية الوجدانية التي كانت تنهض في ذاكرتي وتصير حلما طريا كلما سمعت في الأخبار عن صفقة ترسانة أحدث الأسلحة والصواريخ التي تبرمها دولة من الدول العربية , متمنيا لو أمتطي إحدى صواريخها علها تحملني إليها , والتي وللأسف لم أرى انطلاقها إلا باتجاه مواطني هذه الدولة العربية أو مواطني جيرانها من الدول العربية المجاورة.
الجاعونة هي الوطن الضائع الذي كنت أتفاءل باستعادته كلما كنت أشاهد في التلفيزون عرضا عسكريا مهيبا لجيش من الجيوش العربية في دولة عربية من الماء إلى الماء وبحضور الزعيم الفذ وولي النعمة في ظل تصفيق وشعارات حماسية دامت سنين للتحرير , تمنينا لو كنا أحد جنودها نزحف , لا يهم إن وصلت أنا حيا إليها المهم أنهم سيصلون .
الجاعونة , أو روشبينا كما يسمونها بالعبرية , وصلها بالأمس صاروخ من صواريخ حزب الله وأصاب مطارها , رقصت مبتهجا , أخيرا عانقها صاروخا عربيا بالرغم من مرور ما يقرب على الستين عام وفرحت هي بعناقه .
كم هي مأثرة تاريخية للمقاومة اللبنانية أن تطلق إلى قريتي وغيرها من المناطق الفلسطينية المتعطشة لصوايخ الدول العربية , وأن تكون هي التي تبني التوازن الاستراتيجي للرعب , وتفشل كل الدول العربية وطيرانها وجيوشها العرمرم وصواريخها.
لم يهن على مقاتلي حزب الله القلائل بقاء الأسرى العرب في السجون الصهيونية , وهانت كل كرامة الأمة لدى الدول العربية .
لم يهن على مقاتلي حزب الله القلائل ما يقترفه الصهاينة من مذابح في فلسطين في الآونة فثارت حميتهم للثأر وتبلدت كرامات جميع الدول العربية.
هل تغير التاريخ في منطقنا , فصارت شعوب المنطقة تستيقظ على انتظار كلمات القادة الغير تاريخيين , وأمناء أحزاب صغيرة ولكنها صادقة وواضحة الرؤيا ومصممة على تبني الحرب الشعبية الطويلة الأمد , كالسيد حسن نصر الله , بعد أن ملت خطابات كل زعمائها .
يقولون أنهم مغامرون , ويريدون جر المنطقة إلى شفا حرب بعد أن عمتها اتفاقيات السلام المعلنة وغير المعلنة فنامت الشعوب هانئة بذلها , ويعجبون لهذا المغامر كيف تجرأ أن يحرك مستنقعهم ومستنقع شعوبهم التي كانت قد ثارت لنشر بعض الصور في صحيفة اوربية تنال من نبيهم , ولا يحركون ساكنا , بل يقفون متفرجين لجرائم قريبة منهم جدا في فلسطين ضد كل مقدساتهم ومسلميهم وثاني قبلتهم , ما الذي يحصل لديهم يا ترى , عمى ألوان أم أنهم لا يرون إلا بالمقلوب .
أنا كلاجيء من أصل فلسطيني و من قرية الجاعونة أحيي الأيادي التي أطلقت الصاروخ ليعانق قريتي ومطارها , والذي قض مضاجع الصهاينة الذين اغتصبوها و كان هذا لأول مرة منذ اغتصابها , وجعلهم يبيتون لياليهم في ملاجئهم بعد أن أباتتنا الدول العربية في معتقلاتها وكذبها واستسلامها وخنوعها وذلها طوال السنين الماضية .
سلمت يداكم مقاتلي حزب الله وسلمت يا سيد نصر الله.



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خنجر من لحمي في لحمي
- أنا والسياسة الواقعية أو الواقعية السياسية
- من ذاكرة معتقل سابق ...الذاكرة الأخيرة
- هل الأول من أيار عيد للعمل أم عيد للعمال ؟
- ويرحل الحمام
- قصة قصيرة ...موعد في 8 آذار
- -إن درجة تحرر المرأة هي مقياس التحرر بشكل عام-
- محاولة في الغوص في العلاقة بينها وبينه , الرجل والمرأة
- قصة قصيرة......زمن الذاكرة
- حانت ساعة العمل لمنظري الصهيونية لتحقيق رؤاهم
- إنعتاق
- قصة قصيرة جدا - وتكتمل ألوان قوس قزح
- لماذا يحمل الواحد منا في بنيتنا في داخله ضده
- غدر
- نحن صنعنا من الجلاد إله
- ابن العم رياض الترك..الختيار الشاب
- مشاركة بمناسبة السنة الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن
- حالة طواريء.......قصة قصيرة
- دعوة تحذير متواضعة لدعاة التغيير الديموقراطي في الوطن العربي
- انتظار - قصة قصيرة جدا


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود جلبوط - بالأمس ابتهجت وابتهجت معي قريتي الجاعونة