أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود جلبوط - خنجر من لحمي في لحمي














المزيد.....

خنجر من لحمي في لحمي


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1589 - 2006 / 6 / 22 - 09:35
المحور: الادب والفن
    


اختفى الفرح في غيمة بعيدة
بعد اللقاء الأخير
ولم يعد متسع للقاء آخر
بعد اللقاء الأخير
نعم , زارني الفرح
ولكنه لم يمكث طويلا
كنت أتكهف الهشاشة الخفيفة من الابتسام
حين باغتني
صار الفرح حدثا طارئا
والقهر قد تناسل كثيرا في زواياي
احتار الفرح حين أتاني أين يمكث فيّ
حاول بأصابعه النحيلة رفع الحزن قليلا
فصار حسرة , وأنينا
كان الحزن عليه عصيا
الساعات الأولى من اللقاء الأخير فرحت
لم أدرك إيماءات الغدر
في المتن الأول من اللقاء إحساس الياسمين شعرت
وفي المتن الأخير إحساس القهر واللوعة استعدت
فكان القهر هو القهر
والحقد هو الحقد
لم أستطع أن أدخل زمن التحول
و ينفلت الزمن مني
ويضيق العالم بي
ويصير غير صالح لإيوائي
وأتوق لإخراج ذاتي الكامنة في جسدي
أي جسد..أي جسد
يا امرأة كسيتها بحنيني جنونا
فإذا بها ترتب لطعني
يا امرأة مجبولة من حقد و من كره
و سوء طالع
حاولت أن أشكل منك ملامح مدينة
فكانت مدينة باردة
تسكنها امرأة محمومة الشفاه
حقودة تحرق في غفلة مني لحمي
تنثر السموم في حدائق حلمي
تشن الحرب على زهري
تطلق الرصاص على أمنياتي
كل أمنياتي
أتذكرها : كانت تسكن ذاكرتي
كانت امرأة تلبس التوت كثوب أفعى
تمزق عمري وتلوك لحمي
ترسلني إلى المنفى وتجلس تبكي
والمنفى موت
والموت شيء عادي , كالميلاد والكره
كانت لقاءاتي بها طقوس غدر
أأدرج غدرها الأخير في قائمة الأشياء العادية ؟
فما أطول قائمة أشياؤها العادية
طعنتها الأخيرة نجلاء و كثيرة الدم
أفتش بأصابعي في ظهري على جرحي
فيعلق على دمي لحمي
كانت في حياتي شيئا عاديا كالموت والمرض
كوعكة صحية أو كزلة قدم
ولست أدري أكانت في حياتي زلة قدم أم زلة قدر؟؟
أتصفح حياتنا فيعلق في ذاكرتي قليل من الحب
كثير من الحقد وكثير من القهر
و لأني خشيت الحقد المستبطن فيها
رهنت قلبي عند بائع تذاكر للسفر
مرتبكا , متلعثما وعلى عجل
حجزت أمتعتي وغادرت عاصمة الياسمين
ونسيت لديها كل أوراقي ولحمي
كاد الجرح أن يلتئم لولا لديها لحمي
تنهض اللا الكبيرة فيّ كالطود
ولكنه لحمي
الخطباء والاصدقاء والرفاق والجنود يصيحون بي
لا تفعل
ولكنه لحمي
قالوا ستغرب شمسك ويغور قمرك
ولكنه لحمي
لم أصدق كل الأكاذيب التي ادعت
ولكن بين يديها كان لحمي
أحمق مارست قانون الحماقات وأعدتها
لم يفاجئني حقدها فقد استبطن تلافيف شعرها
كيف حدث يوما ووجدتها شبيهة أمي وأحببتها ؟؟؟
ما ذنبي أن جاءني حبها على شكل خطيئة
فكانت غبار من نكد و لوم و كره و منفى
كيف أعدتها و هي تتربص بي شرا
هي التي تحاشيت كل الطرق المؤدية إليها
جنونا و حماقات كثيرة اقترفت
ولكن أحمقها كانت الأخيرة .



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا والسياسة الواقعية أو الواقعية السياسية
- من ذاكرة معتقل سابق ...الذاكرة الأخيرة
- هل الأول من أيار عيد للعمل أم عيد للعمال ؟
- ويرحل الحمام
- قصة قصيرة ...موعد في 8 آذار
- -إن درجة تحرر المرأة هي مقياس التحرر بشكل عام-
- محاولة في الغوص في العلاقة بينها وبينه , الرجل والمرأة
- قصة قصيرة......زمن الذاكرة
- حانت ساعة العمل لمنظري الصهيونية لتحقيق رؤاهم
- إنعتاق
- قصة قصيرة جدا - وتكتمل ألوان قوس قزح
- لماذا يحمل الواحد منا في بنيتنا في داخله ضده
- غدر
- نحن صنعنا من الجلاد إله
- ابن العم رياض الترك..الختيار الشاب
- مشاركة بمناسبة السنة الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن
- حالة طواريء.......قصة قصيرة
- دعوة تحذير متواضعة لدعاة التغيير الديموقراطي في الوطن العربي
- انتظار - قصة قصيرة جدا
- وتشرق الشمس من جديد


المزيد.....




- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود جلبوط - خنجر من لحمي في لحمي