صفقة الدفع المسبق النفطية العراقية الصينية

محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 6756 - 2020 / 12 / 9 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صفقة الدفع المسبق النفطية العراقية ـــ الصينية
في 8 كانون الاول 2020 نشرت مؤسسة " بلومبيرغ" الاعلامية الامريكية التقرير التالي على شبكة الانترنيت :
ــــــ "يبدو أن العراق على إستعداد لتوقيع عقد بمليارات الدولارات مع شركة "تشن هوا أويل" الصينية . والعقد بمثابة خطة إنقاذ من بكين للحكومة العراقية التي تعاني من ضائقة مالية . وبوجب صفقة العقد ستتلقى الحكومة العراقية المال ، الذي تحتاجه لتجاوز أزمتها المالية ، مقدما مقابل إمدادات من النفط الخام للشركة الصينية لمدة طويلة الأجل.
ـــــ معلوم أن انهيار الطلب على النفط وأسعاره ألحق ضررا كبيرا بموازنة الانفاق العام في العراق إثر تفشي وباء "كورونا. وتكافح الحكومة العراقية من خلال الديون الداخلية والخارجية لدفع رواتب منتسبيها من الموظفين المدنيين .
ـــــ بحسب مصدر مطلع أن المؤسسة العراقية المكلفة بالصادرات النفطية ( سومو ) إختارت شركة ( Zhen Hua Oil ) لأبرام صفقة عقد الدفع المسبق لقاء النفط الخام . ويتعين على مجلس الوزراء العراقي الموافقة على الصفقة. وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء يوم 8 كانون الاول 2020 إن عرض الشركة الصينية قيد الدراسة .وسيُرفع لرئيس الوزراء للموافقة عليه.
ـــــ وأشارت بلومبيرغ أن شركة( Zhen Hua Oil ) لم ترد على رسالة بريد إلكتروني تطلب تعليقًا على الصفقة تم إرسالها إلى مقرها الرئيسي في بكين.
ـــــ تجدر الاشارة إلى أن (سومو) العراقية كانت قد أرسلت خطابا الى التجار مشتري النفط في شهر تشرين الاول 2020، تضمن شروطا على العرض الذي يفوز بشراء 4 ملايين برميل من النفط الخام شهريًا ، أو حوالي 130 ألف برميل يوميًا ، أن يدفع مقدماً لعام واحد من التوريد مقابل النفط الخام المُشترى . وذلك سيحقق مبلغا يتجاوز ملياري دولار باسعار النفط الحالية وفق حسابات بلومبيرغ. ويسري الاتفاق لمدة خمس سنوات إجمالاً - لكن الدفعة المقدمة ستكون لمدة عام واحد فقط. ووفقا لما تردد في اسواق النفط العالمية أن هذه الصفقة جذبت اهتمامًا واسعاً بين كبار شركات صناعة و تجارة النفط . وكانت ( سومو ) قد مددت الموعد النهائي لتقديم العطاءات من أواخر تشرين الثاني 2020 للسماح للمشاركين في سوق النفط العالمية بمزيد من الوقت لتقديم العطاءات.
مصائب قوم عند قوم فوائد
ـــــــ تضرر جميع المنتجين الرئيسيين في العالم من انهيار الطلب على النفط الخام ، مما تسبب بتراجع حاد في الاسعار منذ مطلع عام 2020 بسبب تفشي فيروس كورونا. وبما أن صادرات النفط الخام تمثل 95% من إيرادات الحكومة العراقية ، الامر الذي إزداد سوءً وتسبب بأزمة العراق المالية الحالية . وحسب توقعات صندوق النقد الدولي... فإن الناتج المحلي الإجمالي للعراق سينكمش بنسبة 12٪ عام 2020. أي أكثر من أي عضو آخر في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).

ـــــ تصف "بلومبيرغ" هذه صفقة بالنادرة. فغالبًا ما اعتمدت الدول الغنية بالنفط التي تعاني من نقص في الإيرادات على صفقات الدفع المسبق لجمع الأموال . لكن بغداد لم تفعل ذلك حتى الآن. بينما استخدمت حكومة إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق عقودًا مماثلة في الماضي ، كما فعلت كل من " تشاد" وجمهورية الكونغو.
ـــــ ويعتبر جزء الدفع المسبق من العقد العراقي من بين الأكبر في التاريخ الحديث ، على الرغم من أنه أقل من الرقم القياسي البالغ 10 مليارات دولار الذي جمعته "روسنفت" التي تديرها الدولة الروسية في عام 2013 من شركات اتجارة النفط "فيتول جروب" و"جلينكور بي إل سي" . وإلى جانب حجم الصفقة العراقية فإنها تعتبر نادرة في جانب منها لأنها تسمح للفائز بها بشحن النفط الخام العراقي إلى أي وجهة يرغب فيها المشتري لمدة عام. وعادة يُباع النفط الخام المنتج في دول الشرق الأوسط بشروط صارمة تمنع التجار ومصافي التكرير من إعادة بيع البراميل إلى مناطق مختلفة.
ــــــ وتعتبر الصفقة التي ستبرم مع العراق أحدث مثال على قيام الصين ، من خلال شركات تجارية وبنوك تسيطر عليها الحكومة الصينية،بإقراض منتجي النفط المتعثرين مثل أنغولا وفنزويلا والإكوادور، مع السداد بالنفط بدلاً من النقد. ـــــ تأسست شركة Oil Zhen Hua عام 2003 . وكما جاء في لموقعها على الإنترنت فإنها شركة عامة تابعة للدولة الصينية . و تتاجر بنحو 1.3 مليون برميل يوميًا من النفط ومشتقاته. ولا يقتصر عملها على إنتاج النفط ولها أنشطة تجارية أخرى. وعلى الرغم من أن الشركة غير معروفة نسبيًا خارج الصين ، إلا أنها لعبت دورًا كبيرًا في ما يسمى ب "سياسة بكين العالمية للطاقة". فقد استثمرت الشركة بامتيازات نفطية في الإمارات العربية المتحدة وكازاخستان وميانمار. وتُداول النفط الخام بعد شرائه من دول مثل الكويت والبرازيل وجمهورية الكونغو. ومن بين الشركات الصينية الرئيسية الآخرى في النفط شركة ( Unipec) و( China oil ) و( Sino hem ). وكانت تلك الشركات المملوكة للدولة الصينية محاطة بالسرية النسبية في الماضي ، إلّا أن أهميتها تصاعدت وظهر نشاطها للعلن مع ارتفاع استهلاك الصين من النفط. ومن المتوقع أن تتفوق الصين قريباً على الولايات المتحدة الامريكية كأكبر مستورد للنفط الخام في العالم.
ـــــــ كتبَ التقرير بالانكليزية كل من : لورا هيرست ، سلمى الورداني ، جرانت سمِث ، و ألفرَيد كانج. وبمساعدة كل من: أنتوني دي باولا، خافير بالس ، خالد الانصاري ، و ساره تشَين.

#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات