أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - العلاقات السعودية الإسرائيلية والوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة














المزيد.....

العلاقات السعودية الإسرائيلية والوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6750 - 2020 / 12 / 2 - 07:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة في القدس بدأت عام 1924، وآلت للشريف الحسين بن على بما عرف ب"بيعة الشريف" بموجب قانون أقره الانتداب البريطاني، إذ كانت الأردن آنذاك لا تزال تحت سلطة الانتداب البريطاني مع منحها حكما ذاتيا، وبعد عام 1948عندما أصبحت الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية تابعة للحكم الأردني، تولت وزارة الأوقاف الأردنية بموجب الوصاية الإشراف على المقدسات الإسلامية والمسيحية ومن أبرزها الجامع القبلي، ومسجد قبة الصخرة، وكنيسة القيامة، وفي عام 1988 قرر الملك الراحل الحسين بن طلال فك الارتباط بين الأردن والضفة الغربية باستثناء الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة في القدس التي بقيت تحت الوصاية الهاشمية، وبتاريخ 31/ 3/ 2013 وقّع الملك عبد الله بن الحسين الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفاقية أعادت تأكيد أن ملك الأردن هو صاحب الوصاية على تلك الأماكن، وله الحق في بذل جميع الجهود القانونية للحفاظ عليها.
ومرة أخرى عاد موضوع الوصاية الهاشمية إلى الواجهة بعد أن ازدادت التسريبات والأحاديث عن التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، والتي توجت، كما ذكرت مصادر إسرائيلية، بزيارة نتنياهو للسعودية ولقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومحاولات أمريكا وإسرائيل دفع السعودية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل مقابل إعطائها دورا في القدس! فهل ستسلم إسرائيل المقدسات في القدس كهدية للسعودية مقابل تطبيعها معها؟ وهل سيتنازل الأردن عن دوره التاريخي في الوصاية عليها؟
إسرائيل تلعب دائما على أوتار النزاعات العربية – العربية، وتنتهج سياسة فرق تسد لمحاصرة الفلسطينيين، وخداع العرب حكاما وشعوبا لتصفية القضية الفلسطينية والتغلغل والتوسع في أوطانهم، ومن الممكن أن تستغل طموحات ولي العهد السعودي، وتسمح لبلاده بالمشاركة في الإشراف على الأماكن المقدسة لتدفع السعودية للتطبيع معها وتستغل نفوذها في التأثير على دول عربية وإسلامية للحذو حذوها. ولهذا فإن الاتصالات السعودية الإسرائيلية السرية، والسماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في الأجواء السعودية، والتصريحات التي أدلى بها العديد من المسؤولين الأمريكيين عن قرب تطبيع السعودية مع إسرائيل أقلقت الأردن، وأثارت مخاوفه من فقدان وصايته على تلك الأماكن وإضعاف علاقاته السياسية والاجتماعية المتشعبة العميقة مع الشعب الفلسطيني، وبالتالي تهميش دوره في محاولات إيجاد حل للصراع، وفي التأثير سلبا على مكانته العربية والدولية.
ونتيجة لهذه التطورات والمخاوف ازداد النشاط الدبلوماسي الأردني لإفشال النوايا الإسرائيلية، وإجهاض محاولات السعودية للهيمنة على المقدسات الإسلامية في القدس. فقد ظهر موقف الأردن الرافض لتغيير وصايته على المقدسات جليا في الرسالة التي وجهها الملك عبد الله الثاني إلى لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني شيخ نيانغ بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني شدد فيها الملك بصفته صاحب الولاية الهاشمية على الموقف الأردني بقوله " إن القدس الشريف ومقدساتها كانت وستبقى محور اهتمامنا ورعايتنا، وستبقى الوصاية واجبا ومسؤولية تاريخية نعتز بحملها منذ أكثر من مئة عام." وفي لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العقبة يوم الأحد الماضي 29/ 11/ 2020 جدد الملك وعباس التأكيد على استمرار الأردن بتأدية دوره التاريخي والديني في حماية تلك الأماكن.
من الواضح أن تصريحات الملك عبد الله والرئيس عباس بخصوص الوصاية الهاشمية كانت بمثابة تحذير للسعودية وإسرائيل بأن تبتعدا عن المساس بها، وألا تحاولا استغلالها في تمرير التطبيع السعودي الإسرائيلي وتشجيع الهرولة العربية الإسلامية لتل أبيب! لكن الحقيقة المرة هي ان القدس وما فيها من أماكن مقدسة ستظل محتلة، بغض النظر عمن يتولى إدارتها في ظل الاحتلال، أو في حالة إقامة الدويلة الفلسطينية الموعودة التي تصر إسرائيل على ابقائها محدودة السيادة وتحت وصايتها، أي ان مشاركة السعودية في الوصاية على المقدسات في القدس لن تغير من الأمر شيئا، ولن تثني إسرائيل عن مخططاتها التوسعية، ولن تساعد السعودية في تمرير استسلامها بالادعاء بأنها طبعت لإنقاذ القدس، كما ادعت الإمارات بأنها طبعت لمنع الضم!؟



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيرتكب ترامب حماقة جديدة ويهاجم إيران؟
- إلى متى ستظل دول النفط العربية قادرة على تضليل وإسكات شعوبها ...
- هل ستغير اتفاقية - الشراكة الاقتصادية الشاملة- لدول آسيا وال ...
- بايدن وأوهام السلام الفلسطيني – الإسرائيلي
- ترامب ... رحيل غير مأسوف عليه
- زلزال أزمير... تركيا ترفض المساعدة الإسرائيلية
- التناقض الفرنسي بين حرية الأديان والتدين والاعتداءات على الإ ...
- قادة الخيانة والاستسلام الحكام العرب... السودان أخيرا وليس آ ...
- المصالحة الفلسطينية والتدخلات العربية
- الرئيس الكوري الشمالي يتحدى أمريكا - وأولياء الأمر- المتصهين ...
- إيمانويل ماكرون وإهانة الإسلام والمسلمين!
- - اللوبي - الصهيوني والانتخابات الرئاسية والتشريعية الأمريكي ...
- التظاهرات المضادة للعنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية
- دول العالم توجّه صفعة قوية لإدارة ترامب برفضها فرض عقوبات جد ...
- حكّام يكذبون بقولهم ان التطبيع مع العدو- إجراء سيادي! - فمتى ...
- فشل -جامعة الدول العربية - وانحيازها ليس جديدا! فلماذا يغضب ...
- المنظمات الإسلامية ودور الإفتاء والتطبيع مع الدولة الصهيونية
- حرق القرآن الكريم في بعض الدول الغربية
- السياسات الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية والكيل بمكيالين
- هل فشلت زيارة وزير الخارجية الأمريكية للمنطقة في تسريع التطب ...


المزيد.....




- أوكرانيا.. ارتفاع حصيلة قتلى وجرحى الهجمات الروسية على خاركي ...
- بسبب -مطبات هوائية-.. إصابة 12 شخصًا على متن طائرة الخطوط ال ...
- أعاصير دمرت كل شيء.. لقطات جوية للأضرار الناجمة عن الطقس الق ...
- إيران تستعد للانتخابات الرئاسية
- البرلمان العربي يدعو لوقف حرب غزة فورا
- -فصائل المقاومة- من إيران.. استعداد لمواجهة كبرى ضد إسرائيل ...
- أموال روسيا.. نقطة خلاف واشنطن وبروكسل
- شاهد: النرويج تسلم وثيقة الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى رئي ...
- شاهد: مصر تبدا بإدخال شاحنات المساعدات إلى غزة عبر معبر كرم ...
- 670 شخصا -دفنوا تحت الأنقاض- إثر انهيار أرضي في بابوا غينيا ...


المزيد.....

- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - العلاقات السعودية الإسرائيلية والوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة