أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - الرهان الوطني














المزيد.....

الرهان الوطني


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6747 - 2020 / 11 / 29 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحكومات، كل الحكومات، مطالبة بأن تكون وطنية، بمعنيين.
الأول أن تصون سيادة البلدان التي تحكمها من أي تدخلات خارجية في شؤونها، فلا تكون تلك البلدان خاضعة لأي إملاءات من الخارج، خاصة في بلدان خاضت شعوبها الكفاح وقدّمت التضحيات من أجل نيل استقلالها الوطني وفرض سيادتها على أراضيها.
والثاني أن تكون هذه الحكومات معبرة عن مصالح كل مواطني البلدان التي تحكمها، بعيداً عن أي وجه من وجوه محاباة طائفة أو فئة أو فريق سياسي، وإقصاء طرف آخر أو أطراف أخرى، أي ألا تميّز هذه الحكومات في المعاملة بين المواطنين الذين تحكمهم، ولا تقيم نظامها السياسي على مبدأ شراء الموالاة من طرف لتقصي الطرف الآخر.
إن نجحت الحكومة، أي حكومة، في إنجاز هذين المعنيين للمفهوم الوطني، جاز لنا أن نعدها حكومة وطنية، فلا هي مرتهنة للخارج، ولا هي ذات طبيعة فئوية أو مذهبية أو قبلية أو عرقية، لأنها تساوي في المعاملة بين كافة مواطنيها على اختلاف تحدّراتهم، وتعبر عن مصالح أبناء الوطن جميعاً.
لكن ليست الحكومات وحدها المطالبة بأن تكون وطنية، المعارضات أيضاً مطالبة بأن تكون كذلك، وإلا غدت عامل تشطير لمجتمعاتها، وبوابة للتدخلات الخارجية في شؤون بلدانها.
هنا أيضاً على المعارضات أن تكون وطنية بالمعنيين سالفي الذكر، إن جنحت للاستعانة بالخارج لتحقيق مآربها، حتى لو كانت مشروعة، فإنها تُعرض سيادة بلدانها للانتهاك، وتحول قضيتها الداخلية إلى ورقة مساومة في اللُعب السياسية الإقليمية والدولية، تلك اللعب التي جرى الاستقرار على وصفها بلعبة الأمم.
ولأن هذا النوع من المعارضة يرتضي لنفسه الاستقواء بالخارج، فإنه يصبح رهينة في أيادي من هم في هذا الخارج، سواء بلغت ما تطمح إليه من أهداف، أو تمت المقايضة بها كورقة في تسويات وتفاهمات بين كبار اللاعبين، وها نحن شهود على الوضع البائس الذي انتهت إليه معارضات عربية، تخلى عنها داعموها من الخارج، فاحتكموا لمصالحهم التي لا يمكن التضحية بها «كرمال» معارضة من المعارضات.
المعارضة تكف عن أن تكون وطنية حين تحصر تمثيلها لطائفة من طوائف مجتمعات أو قومية من القوميات في مجتمعات قائمة على التعدد الديني أو المذهبي أو العرقي، لا بمعنى أن ولاء هذه المعارضة ليس للوطن، وإنما لأن «حصر» تمثيلها لجزء من الشعب يفقدها صفتها التمثيلية الجامعة، وتتحول، بالتالي، إلى عامل شرذمة وتمزيق وتشطير للهويات الوطنية الجامعة في بلدانها.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غربتان في الزمان والمكان
- البرجوازي غير النبيل
- سلامة موسى علّمني
- أي أوجاع يُوَرث المنفى؟
- بين السياسي والمثقف
- ما بعد الجائحة: مقدّمات عالم قَيدْ التشكّلْ
- لكل صنوبرةٍ غابتها
- المدينة والثقافة.. من يصنع الآخر؟
- يوم الفلسفة أتى من المغرب
- في اليوم الواحد نعيش حياتين
- هشاشة الثقافة المدنية
- تهشيم صورة المثقف
- (أوراق) عبدالله العروي
- تأنيث العالم
- بين عبدالخالق محجوب وسيد قطب
- فُتوّة العقل
- الجدران الغليظة
- ديستوفسكي في مرآة فرويد
- بيرم التونسي .. سيرة الجوع والمنفى
- (الجغرافيا تاريخ ساكن .. التاريخ جغرافيا متحركة)


المزيد.....




- تحطم طائرة عسكرية في مدرسة ببنغلاديش
- خبيرة تغذية جزائرية تتهم شركة غذائية باستخدام مواد مسرطنة وم ...
- عطل تقني يتسبّب بتوقّف رحلات -ألاسكا إيرلاينز- لثلاث ساعات ...
- أردوغان يتّهم إسرائيل بعرقلة -مشروع الإستقرار- في سوريا: -لن ...
- البرهان يجدد رفض التدخلات الخارجية ويؤكد: قادرون على دحر -مل ...
- زمن الكريبتو في أمريكا.. سياسات ترامب خلقت 15 ألف مليونير جد ...
- روسيا تستبعد إجراء محادثات قريبة مع أوكرانيا وبارو يقول أن ف ...
- بين أنتيغون وإيدن في مهرجان أفينيون... الفرنسية العراقية تما ...
- محلل إسرائيلي: حماس لن ترفع الراية البيضاء وجيشنا يهدم ولا ي ...
- لماذا حصر عدد قتلى الكوارث أمر صعب على الصحفيين؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدن - الرهان الوطني