أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - على أمل اللقاء .. فراق














المزيد.....

على أمل اللقاء .. فراق


السيد إبراهيم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6746 - 2020 / 11 / 28 - 07:58
المحور: الادب والفن
    


لم أكن أعرف الدكتور محمد حسن كامل رئيس اتحاد الكتَّاب والمثقفين العرب قبل عام 2010م وهو نفس العام الذي التحقتُ فيه بالاتحاد، وقد لاحظ الرجل كتاباتي ودراساتي، وعند نشر كتابي الرابع "نساء في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم" كتب عن الكتاب مقالا رائعا ثم منحني بعده شهادة تقدير، ثم خصص لي صالونا ـ مازال قائماـ أسماه "صالون حبر الاتحاد"، ولقب "حبر الاتحاد" كان هو الذي أطلقه، ثم دعاني للدخول في أول حوار يقيمه الاتحاد شارك فيه مفكرنا العالمي الراحل، والشاعر الجزائري ياسين عرعار وتحت رعايته وإعداده، والشاعر الناقد وعالم الاجتماع الجزائري عادل سلطاني، والسيدة عبير البرازي وكانت نائبة رئيس الاتحاد، وقد أمر بنشره وضمه في كتاب.

في إحدى الأيام الرمضانية فاجأني معالي الدكتور محمد بأن أحاوره ـ وهو كثيرا ما يفاجأني ـ حوارا طويلا، ولم أكن أطلب ذلك منه على الرغم من العلاقة المتينة بيننا، والتي كانت تأتي بالكتابة والمحادثة على الخاص في كثير من الصباحات، وكان معجباً بالحوار والتفاف الناس حوله، ودوما ما يحدثني عن آخر أعداد من قرأ الحوار بشكل إحصائي، وكان يُعِد لإصدار الكتاب الذهبي لهذا الحوار، ولكن لم يصدر الكتاب هذا ولا الذي قبله أيضا، وهو الكتاب الذي تحدث عنه آخر صاحب دار نشر قابله مفكرنا في زيارته الأخيرة لمصر ولم يهمله القدر.
أصدر مفكرنا الراحل شهادة لشخصي تحمل لقب "سفير الإبداع"، ثم دكتوراه من الاتحاد وثلاث مراكز علمية منها مركز لحقوق الإنسان مُسجل في اليونسكو، ثم شهادة دكتوراه رفض إطلاقها على الصفحات بل أصر على تسليمها لي شخصيا؛ فاستلمتها منه في حفل بالإسكندرية، وكان هذا هو لقائي الثاني به؛ فقد سبقه لقاء قبله بسنوات في متحف وبيت الدكتور طه حسين "رامتان".

كان يحدثني عن باريس ويكايدني ضاحكا أن بينه وبين برج إيفل خمس دقائق بالسيارة، وخمس عشرة دقيقة سيرا على الأقدام، وذات يوم نشر صورة لمسجد شهير في مدينة السويس بمنطقة بورتوفيق يطل على قناة السويس؛ فهاتفته لأكايده هذه المرة بأن بيني وبين هذا المسجد دقيقة بالسيارة وثلاث دقائق سيرا على الأقدام، وكانت دعوتي لا تنقطع لسيادته أن يزور السويس وسأجعله يستعيد قوته ونشاطه وعافيته عندما يتذوق الأسماك السويسية ومأكولات البحر، وكان أن هاتفني في شهر سبتمبر ليبشرني بقدومه في الثاني من أكتوبر، وعليَّ أن أبشر الأسرة وأعد الطعام، وكان يحدِّث زوجتي كلما تحادثنا في بعض الأحيان ويعلم أفراد عائلتي، وكانت فرحة كبيرة لهم، وأخبرني أنه سيهاتفني عند سفره ووصوله بالفعل للقاهرة.

دخلتُ في بعض الفحوص الطبية بالقاهرة، وظننت أنه لم يصل بعد، وكنت ممنوعا من الكتابة بأمر الأطباء فلم أقترب من فتح النت ولو من المحمول، ثم علمت أنه وصل ولم يتصل، فانتظرت لكوني أحترم مواعيده وارتباطاته، وجاءت من القاهرة الكاتبة والناقدة الأستاذة عزة أبو العز لزيارة مدينتي وبيتي ومكتبتي لتسجل معي حلقة من برنامجها "زيارة ثقافية" وتناولنا في إحدى الفقرات سيرة الراحل الكريم في يوم الجمعة ليلا، وبعد عدة أيام علمت بوفاته عن طريق الأستاذة عزة، وبحساب الأيام اتضح أن نفس الليلة التي ذكرناه فيها كانت ليلة وفاته، والغريب أن هذه المرة كانت عندي من أهم المرات التي سألتقيه فيها، خاصة أن الفيلا التي أسكنها بها طابقين مما سيجعل الإقامة مريحة له، مما سيمنحني فرصة من الوقت لكي نتسامر ونتحاور عدة أيام، وكم كانت الصدمة قاسية عليَّ وعلى أفراد أسرتي بوجه خاص، وبكيتٌ بكاءً مرًا لم أبكهِ منذ وفاة والدي، على الرغم من أن الراحل الكريم يكبرني بعامين فقط غير أنه كان عندي أكبر من منزلة الأخ الكبير.. ومازلتُ حتى الآن يغمرني الحزن كلما قفز اسمه في وجهي وأنا أرسل للأحبة تحية الصباح؛ فقد كان أول من أرسل له التحية في انتظار أن يحادثني بعدها كلما أراد.. ليصبح أمل اللقاء به في الدار الآخرة إن شاء الله، بعد أن استحال اللقاء فراق.



#السيد_إبراهيم_أحمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حول السيرة النبوية، والهولوكوست، والإسلاموفوبيا- حوار أجرته ...
- ’’لقائي بفتى السينما الأسمر-..
- حقوق المرأة في ظل حقوق الإنسان ...
- -الجندر- .. يغزو مجتمعاتنا العربية.. حوار أجرته معي الكاتبة ...
- الجندر .. والتنوع الثقافي
- الجندر في ضوء حقوق الإنسان
- الجندر/النوع الاجتماعي: أدواره وإدماجه في المجتمعات العربية
- أثر -الجندر- على المجتمع الإسلامي ..
- رَشَاقةٌ جديدةٌ في بعض حياتنا..
- -يوسف الحسيني- الذي رحل شاعرًا..
- “خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر”
- رحلة مي زيادة إلى السويس
- كورونا التي تحاصرنا تهذيبا لا تعذيباً
- السويس .. أماكن وذكريات
- حوار مع التربوي الأديب عادل أبو عويشة
- سياحة في كتاب ” بَوْحُ الرُّوحِ” للكاتبة عزة أبو العز
- أبلكيشن: مونودراما الخير والشر تكنولوجيًا..
- الثورة والشباب في كتابات الدكتورة رانيا الوردي..
- مصطلحات الزحاف والعلة في -الميزان-..
- -وراء الشمس-..أمنية!


المزيد.....




- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لكل التخصصات “تجاري، زراعي، ...
- بسبب شعارات مؤيدة لفلسطين خلال مهرجان -غلاستونبري-.. الشرطة ...
- العمارة العسكرية المغربية جماليات ضاربة في التاريخ ومهدها مد ...
- الجيوبولتكس: من نظريات -قلب الأرض- إلى مبادرات -الحزام والطر ...
- فيديو.. الفنانة الشهيرة بيونسيه تتعرض لموقف مرعب في الهواء
- بالأسم ورقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ...
- “استعلم عبر بوابة التعليم الفني” نتيجة الدبلومات الفنية برقم ...
- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد إبراهيم أحمد - على أمل اللقاء .. فراق