أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - وطن مصلوب على حيطان الكراهية














المزيد.....

وطن مصلوب على حيطان الكراهية


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 6738 - 2020 / 11 / 20 - 00:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على هذه الأرض سيدة الأرض .... أم البدايات .... أم النهايات كانت تسمى فلسطين.... صارت تسمى فلسطين.
كلماتٌ نظمها شاعر فلسطين محمود درويش لكنها لا تعدو شعراً يترنم به فحسب بل إنها كلمات لخصت الحقيقة التاريخية أن فلسطين سيدة الأرض فهي مهد الأنبياء ، بوابة المعراج إلى السماء طَبع فيها المسيحُ قَدمه، أرضُ المحشر والمنشر حقاً إنها أم البدايات وأم النهايات ،هذه الكلمات التي أرَّقَت أعداء فلسطين والمتخاذلين ، فلسطين التي عانت من الخذلان والخيانة والتجارة بها وبشعبها، هذه الأرض التي نفث في أهلها أشرار الأرض سمومهم وأحقادهم وتجمعوا من أصقاع المعمورة ليتخذوها وطنا ، فعملوا على نشر الفرقة والأحقاد والكراهية بين سكانها معتمدين على اعتمال العامل البشري في النفوس من حب للسيادة والمال والسلطان ، أشاعوا طغيان المادة التي يؤمنون بها على سمو الروح الذي هم منه براء ، فجعلوا الشعب أشتاتاً وأمعنوا في هذا النهج في كافة الدول العربية وغيرها لتحريضهم على فلسطين وشعبها فأوغلوا صدور الحكام وجَيَّشوهم نصرة لأفكارهم ومعتقداتهم ، ولم يستنكف المحتل عن هذه السياسة المتأصلة في وجدانهم وأخلاقهم ،فإنهم يكرهون ويحقدون على كافة الأجناس من غير ديانتهم.
ومع الأسف استطاع المحتل البغيض أن يجعل من الاختلاف والانقسام سمة ملازمةً للأمة العربية ومَّهد الطريق أمامهم ليهرولوا إليه طالبين منه الحماية والعون إلى أن تفشى هذا المرض بين الفلسطينيين ، فأضحى الشعب الفلسطيني أسيراً للانقسام الذي ألقى بظلاله على جميع مكونات الحياة الاجتماعية ،فاعتمل في النفوس العامل البشري فأضحى الشعب طبقتين احداهما مُستغِلةٌ لحالة الناس وأخرى مُستَغَلةٌ بعواطفها وانتمائها فتولدت الأحقاد والكراهية والتفكك الاجتماعي، فيا ترى وطنٌ صُلب على حائط الكراهية والأحقاد هل سينجلي ليله أو ينكسر قيده .. فأصبح المواطن بلا وطن .. مسافرٌ على هذه الأرض بلا كفن .. ينتظر الموت دون وجل .. اشتعلت الرؤوس شيباً وشاخت العقول والمواطن ينتظر ألا يكون رهينةً للمتغيرات فهلا ارتقت القيادات لمستوى صمود الشعب ، فمعضلات الانقسام من صناعتكم فمن السهولة بمكان أن يتم التغلب عليها إذا توفرت الإرادة التي تُحيي الوطن ، أم بِتُم غير مكترثين للسموم التي تجري في عروق الناس فكل فرد منغمس في همومه وأهوال حياته فصُلِبَ المواطن بجانب الوطن على حائط الكراهية ينتظر اغتياله .
لماذا لم يتمخض حوار الفصائل عن نتائج إيجابية حتى اليوم ؟ متى ستكفون عن استخفافكم بالجماهير ؟ متى ستتوقفون عن تصريحاتكم المتلونة بألوان فصائلكم والتي أضحت لا تكفيها الحصافة لفهمها ولمعرفة مآربكم منها أم استمرأتم شرب قهوتكم المصنوعة من دم الشهداء وآهات الناس وعذاباتهم .
إنَّ استمرار هذه الحالة لن يطول ولن يعود على أحد بخير، فالشعب شجرةٌ ضاربةٌ جذورها في أعماق التاريخ لن ينحني ولن يموت ، أما المقصرين واللاهين والعابثين في حقوق الناس سيتساقطون كما أوراق الخريف فعلى قدر الغباء يكون السقوط.



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاش التعايش .. عاش
- كمن يقفز في الهواء
- الدراما العربية الحلقة 103
- للفناء عودة ولقاء
- غزة المستقلة والموقف المصري
- ترجَّل فارس وانتصر قائد
- المسيح ابن الله المزعوم
- بلفور والمعركة المستمرة
- حرب الوجدان
- الفلسطينيون بين الحقوق والعقوق
- الحوار الفلسطيني بين المطرقة والسندان
- الكورونا ومملكة الشيطان
- الفيروس العربي


المزيد.....




- مفتشو الطاقة الذرية يعودون إلى إيران للمرة الأولى منذ الصراع ...
- مسؤولة بأطباء بلا حدود لـCNN: لم يتخذ أحد موقفًا في غزة عندم ...
- تمهيدًا للمرحلة المقبلة.. الجيش الإسرائيلي: إخلاء مدينة غزة ...
- -عُد إلى بلادك-.. عاصفة الغضب تتّسع في لبنان بعد تصريحات بار ...
- إسرائيل تتوغّل في القنيطرة.. ودمشق تدين مقتل 6 جنود وتتعهد ب ...
- عراقجي: عودة مفتشي الوكالة الدولية إلى طهران لا تعني استئناف ...
- تقارير: ميرتس ووزراء في حكومته يصرفون آلاف اليوروهات على إطل ...
- السودان: وباء الكوليرا يفتك في إقليم دارفور ويفاقم معاناة ال ...
- إسرائيل تلغي جميع الوثائق والإجراءات الفلسطينية في المناطق ا ...
- الجيش الإسرائيلي: إخلاء مدينة غزة من سكانها واحتلالها -لا مف ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - وطن مصلوب على حيطان الكراهية