أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الــلــون والــديـــن والــســيــاســة














المزيد.....

الــلــون والــديـــن والــســيــاســة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 6737 - 2020 / 11 / 19 - 17:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن نصف أي شيء رديء بأنه " أسود"، فنقول : ليلة سوداء، وقلبه أسود، و حظ أسود، والجمعة السوداء حين تتدهور الأسعار، أما الأشياء الجيدة فكلها بيضاء، الملائكة ، والقلوب، والنوايا، وحتى عندما نصف شخصا كريما فإننا نقول إن " له أيادي بيضاء". وهذه التركة اللغوية العنصرية جزء مما تركه التفوق الأوروبي السياسي والعسكري على القارة السمراء، ودمغ الغزو والمدافع كل ما اعترض طريقه بالسواد ومجد الأبيض حتى أن طرزان ملك الغابة الإفريقيه السمراء كان أبيض! وبطبيعة الحال فإن نسف تلك المفاهيم في اللغة والثقافة يحتاج إلى جهد كبير وزمن طويل. من ناحية أخرى لا ينبغي لتلك المفاهيم أن تجعلنا نتخيل أن كل ما هو أسود في صالحنا ومعنا ولأجلنا! هكذا تخيل الكثيرون الرئيس الأمريكي أوباما عند وصوله للحكم، فقط لمجرد أنه " أسود"! وفي حينه في ديسمبر 2009 كتبت مقالا مازال موجودا على النت بعنوان:" الرئيس أوباما .. دماثة فقراء وسياسة أغنياء" قلت فيه إن أوباما الذي تفاءل الكثيرون بلونه أعلن في خطابه في 1 ديسمبر 2009 عن مواصلة الحرب الأمريكية في أفغانستان ونيته إرسال ثلاثين ألف جندي إضافي. ليس اللون هو الذي يحدد التوجه السياسي، بل المصالح الاقتصادية والسياسية. أقول هذا لأن موجة تفاؤل ترتفع من جديد لمجرد أن نائبة الرئيس الأمريكي الجديد السيدة كامالا هاريس من أصول إفريقية وذات بشرة سمراء! ولاشك أن الرئيس ترامب كان يثير استياء عابرا للقارات بمجرد ظهوره في أي مكان، وأن سقوطه في الانتخابات أمر مبهج، لكن ذلك لا يدفعنا أيضا للتفاؤل الشديد بالرئيس بايدن، الذي أعلن بوضوح في خطاب ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2007 : " أنا صهيوني"، وهو الذي قدم الدعم لمنظمة " إيباك" الصهيونية في مؤتمرها السنوي في مارس هذا العام منوها ما أسماه : " الدعم الأمريكي المطلق لاسرائيل"، وهو القائل أيضا : " لو لم تكن إسرائيل موجودة لقمنا باختراعها". المصالح الاقتصادية والعسكرية تبقى فوق كل شيء، ولا علاقة لذلك باللون، ولا بالدين، ولنتذكر أن الرئيس بايدن هو القائل:" ليس على المرء أن يكون يهوديا ليكون صهيونيا"، وكما أن بايدن مسيحي صهيوني، هناك أيضا مسلمون صهاينة، وحتى الحروب الصليبية التي شنت على العرب من أواخر القرن الحادي عشر حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر، كانت تتقنع بقناع ديني، بينما كان دافعها الأول اقتصادي وسياسي، فقد سادت في السنوات السابقة على الحملات الصليبية مجاعات قاسية في أوروبا خاصة في فرنسا وألمانيا، مما يفسر خروج معظم جنود الحملات من هذين البلدين، وفي الوقت نفسه حرص ملوك التجارة البحرية المزدهرة في إيطاليا على دعم الحملات المتجهة للشرق لفتح المزيد من الأسواق. ولم يكن الصليب سوى قناع يغطي الأهداف الحقيقية، كما يستخدم الإخوان الاسلام والدين قناعا للوصول إلى أهدافهم ليس إلا. ولم أكن أتخيل أن أكتب عن اللون والدين والسياسة لأفصل بين كل أولئك، لولا أنني تتبعت مناقشات عديدة في وسائل التواصل الاجتماعي تنطلق من لون بشرة السيدة كامالا هاريس إلى التفاؤل، وتنطلق مما يبدو حكمة بايدن وتعقله إلى مزيد من التفاؤل، وفي كل تلك الحالات يغض الجميع النظر عن الثوابت التي تتحكم في السياسة الأمريكية : المصالح، والهيمنة الاقتصادية، والنفوذ، والسيطرة. وهنا سيكون الفارق طفيفا بين بايدن وترامب، وسينحصر الفارق في الأداء، أي في طريقة تحقيق تلك المصالح، أما قواعد اللعبة فهي راسخة، ولا تتغير، بالضبط كما في مباريات كرة القدم، القواعد ثابتة واللاعبون يختلفون، ويكون الأداء ساخنا أحيانا أو فاترا أحيانا أخرى لكن على أساس نفس القواعد.



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روبرت فيسك .. وداعأ
- نحن والاسلام وفرنسا
- صــيــد الأخـطـاء والــنـواقــص
- فــتــــاة الــمــعــأدي
- ذكرى ميلاد شوقي .. شاعر الأمراء
- أيمن حسن .. أكتوبر زمن الأسأطير
- سعاد حسني .. وخشم الست بدور
- المرأة المصرية .. بطولة وجمال
- لمن يلومون فيروز .. زهقنا منكم
- جون ميدلي يتصدى لنهب الفقراء
- السد العالي .. تجربة أدبية
- أدونيس.. مدافع التطبيع
- جــــئـــت أنـــت قـصـة قــصـيــرة
- تـــصــادف أنــنــي .. قــصـة قـصـيـرة
- الــفـــلــوس فــي حــيــــاتــــي
- شجن - قصة قصيرة
- شـــجــــن - قـصـة قــصـيــرة
- تدوير الفكر الثقافي والسياسي
- المسافة من التحرش إلى الاعدام
- محمود رضا .. خفقة الراية الجميلة


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الــلــون والــديـــن والــســيــاســة