أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بكر محي طه - أهمية ثقافة العمل في العصر الحديث














المزيد.....

أهمية ثقافة العمل في العصر الحديث


بكر محي طه
مدون حر

(Bakr Muhi Taha)


الحوار المتمدن-العدد: 6733 - 2020 / 11 / 15 - 00:18
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لطالما كان العمل ومازال الشغل الشاغل للبشرية فهو معيار مهم تقاس به المجتمعات المتطورة وتقارن به المجتمعات النامية الاخرى، فالعمل يعني الجهود البشرية فردية / جماعية للوصول الى إنجازٍ معين الهدف منه خدمة المصالح الانسانية سواءً كانت خيرية أو ربحية أو إستثمارية.
فالعمل يراد منه التكاتف والتعاون وكما يقال اليد الواحدة لا تصفق اي يجب الاتحاد بين الافراد من اجل الوصول الى اقصى فائدة ممكنة من خلال الاستثمار في الطاقات البشرية وحسب تخصصها الامر الذي سيعطي مجالاً اكبر للابداع والتميز بعيداً عن الاستغلال والاستنزاف لانه سيعطل عجلة التطور التي تعتمد على تسليم الخبرات والمهارات من الجيل الاكبر / الاقدم الى جيل آخر أصغر / أحدث لديمومة ميكانيكية العمل مع الاخذ بعين الاعتبار عوامل التطور التكنلوجي والذكاء الاصطناعي.
إذ أن العمل اليوم يحتاج الى بديهية وسرعة تعلم لمواكبة الحداثة والتكنلوجيا ولكن هذا لايعني بان يكون الاعتماد كلياً على الذكاء الاصطناعي فبعض الاعمال تتطلب تدخلاً بشرياً وبشكلٍ مباشر لما لها من أولوية خاصة، كالمجال الطبي والذي يعتمد على الجانب العملي بشكلٍ أساسي، وكذلك الاعمال الفنية والتصميمية من منطلق شخصي وإبداعي وجمالي.
قد لانختلف عندما نتحدث عن بيئة العمل التي ستحدد في نهاية المطاف نجاحه من فشله، ولكننا الان بصدد ان نتحدث عن داخل بيئة العمل اي فريق العمل المعني وليس تعامله مع الاخرين (الزبائن)، لابد من وجود نظام داخلي يهدف الى الاحترام والتقدير في طرح الافكار ومداولتها وليس الانتقاص منها أو من طارحها لانها قد تكون مفتاح للوصول الى الاهداف النهائية المرجوة.
وهذا ما يعرف بـ (ثقافة العمل) اي التفاهم الداخلي بين اعضاء الفريق بدءاً من القائد الى اخر موظف معني ليكون عملهم كالخلية الواحدة، وكذلك التفاهم مع الفرق (الخلايا) الاخرى ذات العلاقة، وهذا يتطلب حنكة ومعرفة من قبل ادارة العمل وليس مجرد توظيف وادارة تعتمد اسلوب الطرد والصوت العالي في ايصال المعلومة.
اذ باتت ثقافة العمل اليوم جزءاً مهم من العمل بل صارت أهم من العمل نفسه في بعض الاحيان خاصة الاعمال التي تعتمد على التسويق والبحث عن نقاط جديدة دوماً وليس مجرد الترويج والاعلان بل الخوض فعلاً لمعرفة مايحتاجه الناس اليوم من سلع وخدمات وحسب امكانيات العرض والطلب على ارض الواقع، إذاً الموضوع ليس مجرد لسان معسول أو اسلوب حوار وان كانا ضرورين لكن الاهم هو المعرفة البحتة لحاجات الناس المتجددة يومياً.
ففي المحصلة النهائية ثقافة العمل لاتنعكس سلباً او ايجاباً على عمل أو مهنة معينة بقدر ما لها تأثير بتوسيع أفاق وأبواب المهنة / العمل نفسه، الامر الذي سيترجم الى فرص عمل جديدة وابتكارات جديدة بسبب ثقل المنافسة السوقية في العمل.
وهنالك عدة عوامل من شأنها اضعاف أو تدمير العمل بسبب غياب عنصر الثقافة العملية، ومنها:
1- الادارة متمسكة بشخوص معينة برغم ضعف ادارتهم للمواقف العملية.
2- الادارة متمسكة بدور المدير المهدد بطرد الموظفين بدون سابق إنذار.
3- ضعف التنسيق بين الاقسام المختلفة ضمن بيئة العمل الواحد مما يخلق فجوة وتراكمات للأخطاء تسبب خسائر كبيرة مستقبلاً.
4- تعدد الإدارات وتعدد الاوامر والتعليمات مما يسبب إرباك لبيئة العمل ليكون الهدف ارضاء الادارة بدل الاهتمام بالعمل نفسه.
5- ثقافة الواسطة أو القصاصة والتي باتت تنخر بقطاعات العمل العام / الخاص، كونها أساس الدمار والخراب لاي عمل أو مهنة وهذا مايعانيه اليوم الشرق الاوسط عامة والعراق خاصةً.
فالثقافة العملية ليست مجرد إجراءاتٍ وقوانيين بل هي المرونة في احتواء المواقف والبحث المستمر عن الحلول حتى قبل ان تقع المشاكل لان ادارة العمل بعملية والسيطرة عليه بشكلٍ صحيح يخلق بيئة عمل ايجابية ينتج عنها اعمالاً ابداعية تميز اصحابها في سوق العمل وهو المطلوب.
وثقافة العمل لابد من تشذيبها بين الحين والاخر حتى تبتعد عن النمطية وتقترب من الواقعية المنطقية لانها أساس نجاح العمل، وهذا يتم من خلال:
1- التأكيد على ان العمل ليس مجرد وظيفة وراتب بل هو هواية يمكن الابداع فيها.
2- الادارة تتبع أسلوب القائد الذي يبحث اصل المشكلة لايجاد الحل المناسب لها والحيلولة دون الوقوع فيها مستقبلاً.
3- التنسيق العالي جداً بين كافة الاقسام ذات العلاقة ضمن بيئة العمل الواحدة كونهم يُمثلون مؤسسة وليس فرد بحد ذاته.
4- توحيد الادارة بما يضمن سير العمل وفق التعليمات الصادرة اي يكون هنالك ادارة مباشرة للعمل وليس سلسلة ادارات وروتين يخنق العمل.
5- الاهم من كل ما تقدم والذي يمثل جوهر ثقافة العمل هو إختيار الاشخاص المناسبين للعمل بعيداً عن ضجيج الصداقات والمعارف والقصاصات لانهم لايريدون سوى مرتب! ولا يهمهم المنجز اي بطالة مقنعة مع سبق الاصرار والترصد.



#بكر_محي_طه (هاشتاغ)       Bakr_Muhi_Taha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعدام حل فاشل لتغطية مشاكل إجتماعية أكبر
- الإنسانية هي أهم قانون يتجاهله البشر
- للثقافة أوجه كثيرة
- شغفُ الإنسان هو أساس التطور في العصر الحديث
- التراث الشرقي هويتنا وليس وصمة عار
- التنشئة الصحيحة للفرد هي أساس المُجتمع الديمقراطي
- ما الذي يُميزُ النقد البناء عن التنمر؟
- هل صار لباس المرأة يُمثل سبباً للتحرش!
- المثلية الجنسية من زاويةٍ أُخرى
- ما الذي يجعلُ السلبية الفكرية تُخيم على عُقول الناسِ!
- آثار التباينُ الفكري والثقافي الذي طرأ على المُجتمع العراقي ...
- جدليةُ الفلم ال (documentary) القصير، هل هو وثائقي أم تسجيلي ...
- جائحةُ كُورونا وتداعياتها على الأُسرةِ حول العالم!
- الدور الفعال للنقابات والإتحادات في مواجهة أزمة كورونا!
- كورونا أعاد الإنسان إلى وضعهِ الطبيعي في هرم الحياة!
- عالم المُوضة مُتجرد الإحساس كونهُ حولَ تسمية المرأة المُكتنز ...
- أهميةُ الفن في حياة الإنسان
- المرأة ودورها البناء في المجتمع المتحضر
- قلة العلاقات الاجتماعية لاتعني بالضرورة بأن الإنسان معقد!
- الخبرةُ البشرية... مابين الواقع والتطبيق


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بكر محي طه - أهمية ثقافة العمل في العصر الحديث