أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بكر محي طه - شغفُ الإنسان هو أساس التطور في العصر الحديث














المزيد.....

شغفُ الإنسان هو أساس التطور في العصر الحديث


بكر محي طه
مدون حر

(Bakr Muhi Taha)


الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 11 - 21:46
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


حالة الفضول الفطري التي تولد مع الانسان هي المحرك الاول لإكتشاف ما حوله من أشياء أو حتى إبتكار شيءٍ جديد وهذا الأمر يتعلق بما يود الانسان تحقيقهُ من منجزات بواسطة الشغف النابع من ذاته لأجل حاجةٍ ما، لكن ماذا لو واجه هذا الشغف التعطيل بقصد أو بدون قصد من خلال العقبات والظروف البيئية والمعيشية وغيرها، فهل هذا سبب كافي لأن يتوقف الانسان مُستسلماً للامر الواقع؟ أم يواصل شغفه بالإعتماد على طرق بديلة تعويضية لمواصل تحقيق أهدافه التي رسمها، بالتأكيد فأن الانسان نفسه هو من سيقرر هذا الامر، ولو تم تطبيقه في مجتمعٍ معين كالمجتمع العراقي مثلاً فأن النتائج ستنعكس على الواقع الذي نعيشه.

فمن المؤكد بأن المجتمع العراقي يحتاج الى نهضةٍ إقتصادية تُدعم من قبل الدولة والتي تعتبر المقصر الأساس في حل مشكلة تفاقم البطالة، من خلال دعم القطاع الخاص وتشريع القوانيين التي تضمن حقوق العمال والموظفين كونهم بشر وليسوا الآت تعمل وفق مزاجيات أصحاب العمل، الامر الذي سيعمل على تخفيف الزخم الحاصل على وظيفة الحكومة (التعيين) والتي صارت حلم أغلب الشباب، برغم عدم صرف أو التلكؤ في سير رواتب موظفي الدولة والسبب هو ضعف التخطيط والهدر المُمنهج في المال العام.

لماذا الحديث عن العمل أو الوظيفة الحكومية؟ والجواب ليس لأنها محط إهتمام الناس أو لانها مشكلة العصر الحديث بقدر ما يتعلق بها من تفصيلٍ مهم إلا وهو الشغف، لأنه يهدف الى التطور والابتكار فهو حافز الانسان الأول للتعلم، أما اذا فُقد هذا الشعور فلن يكون للانسان أي هدف وسيبحث عن الحلول السهلة والتي تعتمد بالأساس على تقليد الغير بدون قيدٍ أو شرط، فالكثير ينظر الى وظيفة الدولة على إنها إستقرار وأمان ومرتب ثابت والأهم لايوجد ضغط عمل كبير وكما يقال بمثل الشعبي "حار ومكسب ورخيص". وهذا الامر نتج من خلال تراكمات الافكار الخاطئة التي بنيت على أساس الدولة هي تتحمل كل شيء من بيت وسيارة وقطعة أرض وغيرها، وأنا مجرد شخص ينتظر النتيجة النهائية لا أكون جزءاً منها أو عنصراً فعال شارك فيها.

الامر الذي ساعد على نشر ثقافة "الكسل الجماعي"، حيث أن شرائح كبيرة من الشباب لا تريد الخروج من دوامة الوظيفة الحكومية برغم علمهم المسبق بإستحالة الحصول عليها، والسبب الرئيسي لذلك هو فقدان الشغف أو عدم وجود إرادة حقيقية في البحث عن الذات الداخلية لكلٍ منهم فلكل إنسان إبداع خاص به لو بحث عنه وطوره بالتاكيد سينجح فيه لأنه نابع من حنايا الفوائد وهناك رغبة حقيقية في ترجمته الى الواقع الملموس وإن هذه الرغبة ما هي الا الشغف.

"الدنيا كلها وسايط" الجملة الشهيرة التي تقولها شخصية جميلة في البرنامج اللبناني الكوميدي "مافي متلو"، قد نبتسم ونضحك ثم ننسى بعدها، لكن يبدوا إن الامر ليس مجرد جملة عابرة، إذ صارت على كل لسان وهنا أقول في مجتمعنا العراقي على وجه الخصوص الواسطة أو المعرفة المسبقة هي أساس لكل شيء وبالتالي الانسان لايريد أن يبذل أي مجهود. ولو تطرقنا الى أصل المشكلة لتوصلنا الى أربع محاور وهي:
1- الدولة / حيث تعاني من تخبط القرارات وإنعدام الرؤية الواضحة في تشغيل الشباب وأصحاب الخبرات فيما عدا القرارات الفجائية البعيدة كل البعد عن التخطيط المسبق، فضلاً عن غياب القوانيين التي تضمن الحقوق العمالية في القطاع الخاص أو عدم تطبيقها على أرض الواقع.
2- القطاع الخاص / والذي تمثله الشركات التي تكون ذات نظام غير موحد لا في الراتب ولا في ساعات العمل وكذلك غياب القوانيين التي تحمي حقوق الموظف ودائماً رب العمل على حق فضلاً عن عدم تسجيل أغلب الشركات في برنامج الضمان الاجتماعي الامر الذي سيحتم على الموظف بأن يكون معتمداً على الراتب بلا تعويضات أو حقوق تقاعدية مستقلبلاً.
3- شريحة الشباب / وهم العنصر الاهم في المعادلة، إلا أن الأغلبية يعيش حالة التخبط واليأس بسبب الظروف السلبية المختلفة التي يمر بها البلد وعلى مدى سنواتٍ من حروب وإرهاب وطائفية وغيرها، الامر الذي قتل الشغف بداخلهم في محاولة التعرف الى ذات الانسان نفسه وما هي مميزاته أو ما يبرع به وبات الأعتماد على القطاع الحكومي هو الافضل.
4- ثقافة المجتمع / الثقافة أو التفكير السائد بأن وظيفة الدولة ستوفر السكن والعمل والتفاصيل الاخرى هو ما يجعل الجميع ينتظر المجهول، وكأنها مصباح علاء الدين.

وتسببت العوامل أعلاه بجعل الشريحة المنتجة تكون شبه معدومة في المجتمع، في حين يمكن للأنسان من خلال وسائل بسيطة بان يطور من نفسه بعيداً عن التكاليف الباهضة أو الضغوط المالية فمثلاً منصة اليوتوب تعج بمقاطع التعليم المختلفة المجانية من لغة الى صناعة الى فنون الى مجالات شتى، فقط تحتاج لمن يشاهدها ويتعلم منها وهنا يأتي دور الشغف العنصر الأساسي في تغيير حياة الناس نحو آفاقٍ مختلفة، كونه ينبع من الذات البشرية من فضول الأنسان الفطري وليس مجرد تقليد للغير كأنه روبوت.

أما اهم العوامل التي تساعد على إعادة التفكير بمفهوم الشغف الانساني البناء هي:
* تعزيز الثقة بالنفس بالنسبة للشباب.
* التأكيد على الدور الريادي الشبابي في العمل.
* التشجيع على العمل الحر.
* التشجيع على الإنجاز الفردي والجماعي.
* التوعية بشأن ثقافة المشاركة الفعالة والتنويع الفكري.

الشغف ليس مجرد فورة أو حالة مؤقتة يمر بها الانسان بقدر ما هي إمكانية صناعة أهداف متجددة للوصول الى محطاتها من خلال البحث المستمر عن المعرفة وتطوير الذات بما يخدم الانسان وظروفه، وليس مجرد التوقف عند حدٍ معين بسبب الظروف أو الاعتماد على مصدرٍ واحد، والجدير بالذكر فأن الشغف يولد مع الانسان ولا يكتسب ولكن يبقى الانسان نفسه هو من يقرر متى يطلق العنان لشغفه ويتبعهُ أو يقتله بشكلٍ نهائي ويظل مُنتظراً لسراب لا وجود له.



#بكر_محي_طه (هاشتاغ)       Bakr_Muhi_Taha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراث الشرقي هويتنا وليس وصمة عار
- التنشئة الصحيحة للفرد هي أساس المُجتمع الديمقراطي
- ما الذي يُميزُ النقد البناء عن التنمر؟
- هل صار لباس المرأة يُمثل سبباً للتحرش!
- المثلية الجنسية من زاويةٍ أُخرى
- ما الذي يجعلُ السلبية الفكرية تُخيم على عُقول الناسِ!
- آثار التباينُ الفكري والثقافي الذي طرأ على المُجتمع العراقي ...
- جدليةُ الفلم ال (documentary) القصير، هل هو وثائقي أم تسجيلي ...
- جائحةُ كُورونا وتداعياتها على الأُسرةِ حول العالم!
- الدور الفعال للنقابات والإتحادات في مواجهة أزمة كورونا!
- كورونا أعاد الإنسان إلى وضعهِ الطبيعي في هرم الحياة!
- عالم المُوضة مُتجرد الإحساس كونهُ حولَ تسمية المرأة المُكتنز ...
- أهميةُ الفن في حياة الإنسان
- المرأة ودورها البناء في المجتمع المتحضر
- قلة العلاقات الاجتماعية لاتعني بالضرورة بأن الإنسان معقد!
- الخبرةُ البشرية... مابين الواقع والتطبيق
- بينما كورنا يتفشى بالصين... واو يتفشى بالشرق الأوسط


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بكر محي طه - شغفُ الإنسان هو أساس التطور في العصر الحديث