صايه وصرمايه من المفترض ان يتم بلا دعايه

ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1610 - 2006 / 7 / 13 - 07:10
المحور: الصحافة والاعلام
    

تعرض لنا قناة الشرقيه برنامج صايه وصرمايه،يفهم من هذا البرنامج انه كرس لخدمة المواطنين الذين يعانون من ازمات اقتصادية حاده ،بسبب المرض او العوق او افتقاد المعيل او..او. من خلال تقديم القروض الماليه لهم، على ان تتابع الشرقيه مشاريعهم خطوة بخطوه لتعرضها على المشاهدين ،جزاها الله الف خير
.
وكذلك يقدم البرنامج الخدمات الصحية للمعلمين والمعلمات الذين يعانون من امراض مستعصية في العيون.، طبعا ان بعض هذه الامراض هي نتيجة لاصابة المريض بداء السكر المزمن

امراض كثيرة ومتنوعة اخذت تنهش في اجساد اهلنا واحبتنا وتحتاج الى علاج سريع ومكثف،ويحتاج المريض الى فحص شامل لان بعض الامراض مترابطة مع بعضها الاخر او تكون نتيجة لمرض اخر لم يكتشف بعد، اما لاهمال المريض او لضيق ذات يده،فيتزامن المرض ويصعب علاجه،فيحتاج المريض للسفر الى الخارج لتلقي العلاج اللازم،وقناة الشرقيه تتابعه كظله خطوة بخطوة ،جزاها الله الف خير

يقدم هذا البرنامج القروض للمواطنين بعد ان يتم مقابلتهم امام لجنة خصصت لهذا الغرض، توجه اسئلة عديدة للمواطن،عليه الاجابة عنها ،احيانا تكون هذه الاسئلة محرجة ومذلة،ولكن على المواطن الاجابة عنها بصراحة والا فاتته فرصة الفوز،قد يعاني المواطن من مرض خطير لا يود البوح به ،ولكن لعنة الله على العوز الذي يجعله مجبرا على البوح.

لم يزل طيف الشاب سلام جلوب يلاحقني ،انه شاب عراقي في مقتبل العمر ،يعاني من مرض السرطان،ذلك المرض القاتل الذي لم يكن معروفا في العراق الا بعد الحروب الكيمياويه والاسلحة المدمرة التي اهديت الى وطني الحبيب.وطن الاضاحي والدماء ،وطني الذي يتعمد كل يوم بدماء الاطفال والابرياء،حتى غدا اطهر بقعة في الكون،واتحدى العالم كله ان كانت هنالك ارض في الوجود اطهر من ارض وطني ،وان كان هنالك قلب اكبر من قلب وطني ، سياتي يوما يصبح فيه وطني قبلة العالم ،في ادنى الارض واقصاها ،وما اظن ان ذلك اليوم ببعيد ،على رغم انوف كل الطغاة والخونة والمرتزقة والتكفيريين.

سلام جلوب غصن الزيتون الذي احرق دمه الزكي،وغاب طيفه عن عيون اهله ومحبيه في طرفة عين ،كما ضاعت باقي دماء الابرياء نتيجة الحقد المريض الذي زرع الدمار في بلدي،بدل ان يزرع الحب والسلام ،فكانت حصة سلام مرض السرطان الذي اصبح شائعا ومالوفا ، يعاني منه الكبير والصغير ،المراة والرجل ،بلا تفرقة ،بعد ان كان اسمه شبحا مرعبا ،لا تصاب به الا القلة القليلة في بلدي العراق مطلع الشمس وارض الشرائع ومهد الحضارات

لقد تمت مقابلة سلام مرات عديده ،واصبح صوته الواهن معزوفة رجاء يتحدى بها المرض اللعين،
كنا نراقبه بنظرات مشفوعة بالدعاء ،وعندما فاز بالقرعة صفقنا له ولكن المرض كان اقوى منه،لقد دمرتنا قناة الشرقيه عندما لاحقته عدساتها وهو يعاني من زفرات الموت ويرجوهم ان يستردوا القرض لانه على وشك الرحيل،
رحل سلام وانا لااكاد اصدق ،فهو يبدو على الشاشة شابا موفور الصحه والعافيه.
صعدت روحه النقية الى السماء مع ارواح الاف الضحايا الذين سفكت دماؤهم الطاهرة وهي ترتل معزوفه الامل والرجاء بعراق يرفل بالخير والحب والعدل والسلام

لاجل سلام ولاجل الاف الشهداء و الجياع والمرضى والثكالى،ادعو وزارة الصحه العراقيه بتشييد العديد من المستشفيات والمستوصفات في كافة مدن وضواحي العراق،مزودة باحدث الاجهزة الصحيه،وتزويد المواطنين بالادوية والعلاج المجاني ،واجراء فحص دوري على كافة المواطنين ،للتاكد من عدم اصابتهم بمرض السرطان والسكر والتدرن وجميع الامراض الفتاكه والمعديه، وتوفير سيارات الاسعاف المزودة بالاجهزة اللازمة والاطباء الاكفاء، وفتح دورات ومعاهد صحية ،لتخريج اكبر عدد من الممرضين والممرضات لانقاذ الجرحى والمصابين نتيجة التفجيرات التي يقوم بها التكفيريين والصداميين والارهابيين، ولكن لي رجاء حار هو ان تتم خدمة المواطنين دون ان تشارك عدسات الكامرات بذلك لان الحكومة الحرة لا تحتاج الى دعاية وتصفيق،فيكفيها سعادة وصحة مواطنيها

العراق يملك كافة الامكانيات للتعمير والبناء ،وخدمة المواطن ،ليواكب اعظم الدول المتقدمة ،ان كان زمام امره بايد المخلصين من ابنائه

#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل