أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مصعب قاسم عزاوي - آفاق واعدة لعلاج سرطان الدم














المزيد.....

آفاق واعدة لعلاج سرطان الدم


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6724 - 2020 / 11 / 5 - 20:04
المحور: الطب , والعلوم
    


*تعريب فريق دار الأكاديمية لملخص محاضرة قدمها مصعب قاسم عزاوي باللغة الإنجليزية في المنتدى الثقافي في لندن.

يمثل سرطان الدم واحداً من السرطانات التي تشكل خطراً محدقاً بكل فرد على وجه البسيطة، وذلك لأنه كجميع أنواع السرطانات مرض قاتل قد يأتي دون سابق إنذار، بالإضافة إلى بعض الصفات الخاصة المتعلقة به، والمتمثلة بكونه يصيب وبأشكال خطيرة منه الأطفال في أعمار صغيرة.

وتجدر الإشارة إلى أن وقوع سرطان الدم بين الفئات العمرية المختلفة وبأشكاله المتعددة قد ازداد وبشكل ملحوظ في السنين الأخيرة، ويعزو أغلب الباحثين ذلك إلى زيادة معدلات التلوث البيئي عموماً، والتلوث بالمنتجات الصناعية المعتمدة على الأساس النفطي دون وجود رقابة واضحة ودراسة مدققة عن تأثيرات هذه المواد ذات الأساس النفطي التي تستخدم في الدهانات والأصبغة والصناعات البلاستيكية أساساً، وحتى في بعض المواد الحافظة المستخدمة في الصناعات الغذائية. وقد يكون الأهم من ذلك كله الوحشية المنفلتة من كل عقال أخلاقي في مجال الصناعات النووية، وخاصة في مجال تخزين نفاياتها التي تظل مشعة بشكل سمي للخلايا البشرية لمئات الآلاف من السنين عقب انقضاء الحاجة الصناعية منها. وقد يكون مثلها الأكثر إيلاماً في حيوات الناطقين بلسان الضاد ما حدث في العراق حينما حولته قوات التحالف في حربي الخليج الأولى والثانية إلى مكب نفايات نووية مفتوح على مصراعيه لإلقاء الألوف المؤلفة من اليورانيوم الُمنَضَّبِ بحجة الضرورات الحربية المتعلقة بتعزيز القوة الاختراقية للقذائف والصواريخ الغازية!

وفي إطار السعي العلمي عالمياً لإيجاد علاج فاعل لمرض السرطان، تمكن فريق العمل البحثي في قسم علم الأمراض في جامعة إمبريال كولج اللندنية بعد ستة أعوام من البحث المستمر إلى إيجاد تقنية جديدة قد تمثل فتحاً علمياً باهراً من أجل علاج سرطان الدم خصوصاً، وكافة أنواع السرطانات الأخرى في المستقبل غير البعيد إذا استطاعت الأبحاث الاستمرار في الكشف المدقق والتطبيق المتأني لهذه الطريقة على السرطانات جميعاً.

وتقوم هذه الطريقة في مبدئها على تطوير خلايا مناعية تؤخذ من جسم الشخص المصاب وبحيث تزرع في الأوساط الخارجية، وتتم دراسة بنيتها تحت المجهر الالكتروني حيث يتم اختيار خلية أو مجموعة خلايا مناعية في الطور الأولي لنموها و هي لاتزال فتية جداً، ثم يتم عقب ذلك إجراء تعديل مورثي بتقنيات الدمج المورثي في قلب نواة الخلية المناعية لتصبح قادرة من خلال التعليمات التي تمثلها المورثة الجديدة التي دمجت في حمضها النووي على أن تتعرف على الخلايا الورمية وبشكل مبكر جداً خلال عملية تكاثرها الورمي، وبطريقة تستند إلى التعرف على البنية الأولية لغشاء الخلية الورمية التي تحمل مورثة تدعى WT/1 وفي مرحلة مبكرة تسبق عملية انتشار الخلايا الورمية من سرطان الدم في بقية أنسجة الجسم.

وبمعنى آخر تصبح هذه الخلية المناعية عقب إكثارها في المخبر ثم حقنها في جسم المصاب خلايا مناعية تقوم بدور الحراسة النشيطة ودور التحري المبكر للإمساك بالخلايا الورمية وبأسرع وقت. وتظهر الأبحاث أن هذه الخلية المناعية المطورة وراثياً لا تشكل أي ضرر على جسم الإنسان لكونها أساساً خلية طبيعية من جهازه المناعي طورت في المخبر لتقوم بدور الإنذار ومكافحة الورم بشكل مبكر.

وعقب الإمساك بالخلية الورمية تستطيع هذه الخلايا المناعية أن تتعرف على الخلية الورمية كجسم أجنبي ضار، وتبدأ حينئذ عملية الهجوم عليه وابتلاعه وهضمه وبالتالي إيقاف الورم في مرحلة مبكرة جداً.

ويمكن أن تكون هذه الطريقة العلاجية ناجعة في علاج جميع أنواع السرطانات مستقبلاً، إذ أنها يمكن تطبيقها حالياً لعلاج مختلف حالات سرطان الدم على اختلاف حدثياتها المرضية بين الحادة التي تتطور غالباً عند الأطفال وتتفاقم بشكل سريع وخلال مدة قصيرة، وبين تلك التي تتطور خلال فترة طويلة من الزمن يتخللها فترات من الهجمات الحادة، والتي تسمى بأورام الدم المزمنة. وفي المستقبل القريب يأمل الباحثون أن تكون هذه الطريقة ناجعة في علاج حوالي 180000 حالة سرطان دم في أوربا.

والعنصر الأكثر تشجيعاً في هذه الطريقة هو إمكانية تطبيقها بشكل فعال وبمنهج مشابه على أنواع أخرى من السرطانات الفتاكة كسرطان الرئة أو سرطان الثدي أو سرطان الكولون، والتي تتميز الخلايا السرطانية فيها بمورثات شاذة تؤدي إلى بنية خاصة لغشاء الخلية الورمية مما تتيح تطبيق نفس المبدأ العلاجي بالنسبة لهذه السرطانات أيضاً.

و قد تكون الميزة الاجتماعية الرفيعة لهذا العلاج المبشر هو كونه قابلاً للإنتاج بتكلفة زهيدة نسبياً، مما يتيح كسر حلقة التقاطب المهول بين الأغنياء والمفقرين بين شمال العالم وجنوبه المنهوب الذي لا يستطيع في معظم الحالات تحمل نفقات المذهلة التي يتوجب عليه دفعها لشركات الأدوية العابرة للقارات التي تحتكر عملية إنتاج و توزيع جُلَّ الأدوية النوعية على المستوى العالمي، وخاصة فيما يتعلق بالأدوية السرطانية الباهظة الكلفة إلى حد الإجحاف الأخلاقي الذي لا حدود لانحطاطه القيمي القائم على استغلال آلام البشر و معاناتهم كمصدر لتوليد أرباح فلكية بقوة مفاعيل قوانين اقتصاد السوق البربري و الرأسمالية الوحشية المعولمة.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إكسير المناعة المعرفية
- أزمة تعلم اللغات الأجنبية وتعليمها في المجتمعات العربية
- المكون العنصري في صيرورة السِّفاح الإمبريالي
- شيفرة الزواج المقدس
- التلوث البيئي الكهرومغناطيسي قاتل صامت
- عن القطيعة والاتصال المعرفيين
- أخطار مخاتلة على النمو العقلي للطفل
- من يكتب التاريخ؟
- أسس الوقاية من سرطان الجلد
- من هو المثقف الحق؟
- قروحُ الهويةِ الموؤودةِ
- تنين الدولة-الأمة وافتراس الديموقراطية
- الكوابيس عند الأطفال
- تشريح الجهاز المناعي الفكري لبني البشر
- مثلث العناوين الكبرى في صناعة الدعاية السوداء عربياً
- رؤية مقارنة لنهج الدعاية السوداء غربياً وعربياً
- ميوعة مصطلح الإرهاب وسندان الاستبداد العربي المقيم
- جدلية الدعاية السوداء واستبطان النكوص الجمعي
- شواه المفاهيم ومطحنة الاكتئاب الجمعي
- الميول البيولوجية الغريزية والتكوينية الوراثية للإنسان


المزيد.....




- اجعل التوت صديقك فى الصيف لهذه الأسباب
- مصر.. الطب الشرعي يكشف مفاجأة في واقعة دهس المطرب عصام صاصا ...
- 5 علامات تدل على إصابتك بتكيسات المبيض
- عوامل تزيد فرص الإصابة بالتهابات فروة الرأس
- الصين تضيف 46 غيغاواط من الطاقة الشمسية بالربع الأول من 2024 ...
- هتخسروا كتير لو ماتعرفوش التردد.. تردد قناة وناسه الجديد على ...
- جلطة المخ.. صعوبات النطق أهم الأعراض وهذه طرق العلاج
- قصر النظر لدى الأطفال مشكلة تؤثر على الرؤية السليمة.. نصائح ...
- تحذير من توقف الخدمات الطبية بمستشفى كمال عدوان شمال غزة
- هل تناول البطيخ آمن خلال الحمل؟ استشارى يوضح


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مصعب قاسم عزاوي - آفاق واعدة لعلاج سرطان الدم