أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد رسن - صفاء السراي /أيقونة الحراك الشعبي














المزيد.....

صفاء السراي /أيقونة الحراك الشعبي


محمد رسن

الحوار المتمدن-العدد: 6723 - 2020 / 11 / 4 - 18:51
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


صفاء السراي ايقونة الحراك التشريني
يوم تناهى الى مسامعي خبر أقتراب الذكرى السنوية الأولى لأستشهاد المتظاهر صفاء السراي، حتى علقت دموعي بالأهداب وصار يومي يئن وروحي بها مجاعة للصراخ بذعر وشقاء وندم على شهداء بعمر الورود وبقايا وطن هتكت فيه الكرامة والضمائر، قلبي ينفلق مرارة وقنوطاً ونشيجي على شهداء وطني كنشيج الفاختة التي تسأل عن أختها الضالة في الظهيرات القائظة، الفقدانات المتكررة والخذلانات المديدة جعلت ترسانات من القهر جاثية فوق صدري، وروحي التي أصبحت لاتسمع سوى دقات الموت المحزنة، تقتلعني مع الذكريات نحو شواطئ الأعوام الماضية التي قضيتها برفقة شهيد الحراك التشريني صفاء السراي نواجه بربرية السلطات لتبقيني وحيداً على قارعة الحزن، مع خطواتي المثقلة بهموم رحيله ومرارة وداعه،اسائل نفسي وانا هائم مع ارواح الشهداء لماذا وحده صفاء ترك في القلب مرارة وغصة لاتشبهان كل الفقدانات،لماذ السراي أصبح كالقائد الذي لايكف عن بث روح التضحية وحب الوطن والكرامة في اجساد الأحرار. حياة ومواقف هذا الفتى السومري تروي عطش هذا الاسئلة التي ترقد في بال الكثيرين (لماذا أبن ثنوة اصبح ايقونة الاحتجاجات من دون غيره) تعود معرفتي بصفاء السراي إلى عام ٢٠١١ حيث بداية انطلاق شرارة الحراك الاحتجاجي،وهنا سأسرد بايجاز مواقف هذا السومري بما يمليه علي ضميري، بدون انحياز لصداقتنا وعملنا المشترك في الحراك الاحتجاجي، صفاء شاب عراقي الجين والأصل غارق في شؤون البلاد والعباد، حمل هم الوطن مبكراً وكان يراهن على ان الوطن قد يتعثر لكن محال ان يسقط، واجه السراي السلطة بوسائل في غاية السلمية والتحضر، مع هذا لم يسلم من بطشها بل تعرض لمضايقات كثيرة حتى اعتقل وتم الأفراج عنه، كان يملك قناعات راسخة بضرورة بث الحياة بالعدل وتفعيل دور القانون الميت سريرياً في كل مفاصل الحياة، وارجاع سكة الحياة إلى مسارها الصحيح، كان لايعنيه مهاجمة أي رمز أو تيار مهما علا شأنه اذا كان متورط بصنع حياتنا الجحيمية، يفعل ذلك وهو المدرك لإرهاصات الحاضر مستشرفاً لآفاق المستقبل،طوال فترة نضاله ضد أحزاب الفساد وأسياد الموت وأمراء الحروب لم ينخره يوما سوس اليأس وصديد محن البلايا، فتجد في محياه اجلال الكبرياء، ومجد الشعجان،كان بحق الفارس الذي لم يهدأ له بال اذا مانادته هذه البلاد والعباد، ثقافة هذا المهندس /الرسام/الشاعر/كانت انعكاساً لسلوكياته، كان يرى ان الثقافة إذا ماتحولت الى سلوكيات ومواقف فذة لاخير فيها، كان السراي مثالاً للشاب المثقف المغاير الذي يفخر بالأنتماء لهذا الوطن وحده، حتى بات حضوره في الاحتجاجات له ثقله المميز وبصمة قديرة ، لم يهادن يوماً السلطة ولم يصافح الأيادي المتسخة بوحل التبعية والغايات النفعية وخور المنبطحين،سخر من الموت وسوط الطغاة فبقي عصي عن الأختراق، ووقف كالخيل أمام توحش وتطرف وبربرية المنطقة الغبراء، ولعهِ بالعراق الذي يراهن على انه لا أحد يحبه بقدره، جعله ينذر حياته من أجل استرداد هيبته ورفع رايات الحب والسلام والوئام في سماءه، صفية كما يحلوا للمحبين تسميتهِ انسان مفرط بانسانيته، يحب العراق وأهله ولايرضى لهما إلا بمطارح الشموس مكانةً ومجداً، كان مؤمناً بالتعايش السلمي،يكره أقصاء الاخر ولم تستفحل عنده الأنا المتضخمة، بل يؤمن بالعيش المشترك والحرية والجمال حد الهتاف الاخير، كان يعي خطورة الاحزاب الأسلاموية ومشاريعها الخبيثة لأستلاب وأستراق الشباب، لذلك يؤكد على أهمية صنع اقدار الشباب ومستقبلهم بوعيهم وارادتهم، بمعزل عن أي حزب او رمز او تيار ايديولوجي مهمته سجن الأفراد في زنازين الأفكار الماضوية والهائهم عن مستقبلهم، يرى ان من الضرورة ان ينخرط الشباب في مُدارسة الأفكار وتمحيص البرامج دونما تجهيل أو تسطيح أو حجر أو أقصاء فليُلقِ الكلُ بزاده على مائدة الوطن،ولتختار الشباب كل ما من شأنه ان يقصي مرتكزات الاستلاب وأدوار التبعية وهيمنة التسلط والأتباع الأعمى، يستحق ابن ثنوة وبكل جدارة، ان يكون ايقونة تشرين ودالتها الضوئية، نودع اليوم أبن ثنوة الفارس السريع لدى الهيجاء إذا مادعاه الوطن،
ارقد بسلام أيها الصفاء الناصع والوجود الساطع مع باقي رفاقك الأفذاذ، فالوطن الذي كنت تنشد وتغني له يقيناً سيكون على مايرام،ولطالما البلاد محصنة بجثامين الشهداء ستكون عصية على الدخلاء....



#محمد_رسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عين الشهيد والدولة التي جارت علينا
- بوابة اللادولة، المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون
- حكومة تصريف الأعمار
- الحراك الجماهيري ودور الطلبة في مواجهة أسياد الظلام ومداد ال ...
- إطمئنوا، ليس من مصلحة كورد سوريا الإنفصال حالياً
- في أسباب ظهور داعش
- ميثاق العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية
- النظام الداخلي للYPG
- السيطرة على المجتمعات المتهالكة
- السيناريوهات الكردية السورية بدون ي ب ك
- النصر للديمقراطية على الآرمة والتشبيح الديمقراطي!
- نحو مجتمع مدني سليم في غربي كردستان
- كلمة بمناسبة الذكرى العاشرة للإنتفاضة الكردية 2004 في سوريا
- مسيرة تأييد تخرج -خلسة- في قامشلو !!!
- الثقافة البعثية في السياسة الكُردية
- لماذا شاركت بالثورة السورية؟
- الحزب الديمقراطي الكوردستاني -سوريا و الولادة من الخاصرة
- حزب الاتحاد الديمقراطي الرابح الاكبر في مفاوضات أربيل2 حتى ب ...
- الشعب الكردي السوري خارج أجندات اتفاقيتي هولير2 وجنيف2
- حول موضوع الإدارة المرحلية المشتركة


المزيد.....




- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد رسن - صفاء السراي /أيقونة الحراك الشعبي