أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رسن - عين الشهيد والدولة التي جارت علينا














المزيد.....

عين الشهيد والدولة التي جارت علينا


محمد رسن

الحوار المتمدن-العدد: 6668 - 2020 / 9 / 5 - 12:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان يتجول في المدينة .. هو لا يعلم كم مرّ من الوقت على رحيله .. كان يمني نفسه ان يجد المدينة تغيرت ودروب الحرية تعبدت وغاب عنها الظلام وتزينت اقمارها بدماء التضحيات لم يعد هناك متظاهرون أو ظلم يسير في دروبها على رؤوس بشرية فاغرة افواهها نحو بحر اسود من الخراب ، راح يحدث نفسه .. ما بالها بلاد مابين النارين، تشهد منذ فترة طويلة من الحزن، قيامة أرضية أفقدت شعبها الشعور بغدهم المشرق، ولماذا تلفهم الوحشة الكونية مصاحبة بكآبة حادة على مدار حياتهم الجحيمية المكللة بالفقدانات المتكررة، والجروح البليغة حد النحيب، حد القصيدة المكلومة، حتى لم يبق مكان في جسد هذا الوطن إلا واصابه الكرب، أثر الطعنات الطازجة من أبناء جلدته، الغريب في الأمر لم يفكروا أبناء اللوعة المؤبدة المصابون بشؤون وشجوون العباد والبلاد بغلق الأبواب وراءهم ، حتى وبعد ان تدثرت اجسادهم بالتراب، فالرعب أخذ يلف أعناق أبناء الليل في معسكرات القتلة بتعويذة الأحرار( نريد وطن) وطن ترفرف في سماءه رايات الحب والسلام والوئام، وطن نظيف خالي من المتسخين الأوغاد، مدركين انهم الشهداء القادمون من أجل حياة حرة كريمة للأجيال القادمة، آملين أن تغلق حنفيات الموت المجاني. علماً أن دروب الحرية لم تعبد بعد لأنها بحاجة الى المزيد من الرؤوس والأجساد للشهداء مثل الذين لقوا حتفهم برصاصات كاتم او قناص مستورد من دولة جارّة علينا وليست جارة إلينا، الدروب للآن تريد المزيد،الخوف يتلبس الأوباش من وقت تمدد هذه الدروب صيفاً خوفاً من خروج أبناء تشرين من فراغاتها، إذ هكذا يفكر البرابرة أمام الحقيقة الكبرى التي صدقها العدو ومن هم بأرباع العقول، ان التشرينيين وحدهم من رمم الفراغات والتشوهات التي أحدثها الغرباء ، الشهداء وهم تحت التراب لايهدأ لهم بال، ولايخفت نورهم فهم يرون من خلال الثقوب التي احدثها القناص في أجسادهم، ويتفقدون من خلالها ابنائهم وهم على دراية فيما إذا مازالت ترسانة الظلم الاجتماعي تتناهب ابناءهم، ويعلمون ان القناصين مازالوا يبحثون عن رؤوسهم، وانهم يترقبون الشرذمة التي جاءت بهم المصادفة السيئة من الأرصفة المنسية في سوريا وارست بهم في وكر الذئاب - المنطقة الخضراء - الشهداء يتجولون في نهارات بغداد وأماسيها كي يُطمئنوا قلوبهم الحارسة، إن كان دخان القنابل المسيلة للدموع يخنقها، هم يتجولون في الناصرية ليروا ان كانت لا زالت بحاجة للتبرع بالهواء! وهل يبس مستنقع السلطة الآسن وهل اسدل الستار على جيفة احزابها ونتانتهم ... فجأة انقطعت تساؤلات الشهداء بعد أن تعددت فأنصتوا مشدوهين اثر سماع صوت سيارة اسعاف محملة بجثث شباب مغدورين يرددون ترنيمتهم الخالدة نريد وطن .. ترى من هم اولئك الشباب؟ الذين لمحتهم عين الشهيد متوجهين من اقصى المدينة تحملهم سيارة تلتهم الطريق وتتجه نحو قلب المدينة كالنمر الجريح يقودها رجل منذهل الملامح ويتعلق على جنباتها فتية اشداء مهمتهم ايواء الموتى في منازل التراب، كانوا يترقبون الطرقات ويطالعونها بعد ان تلاشت معالمها تحت طائلة الانكسارات .. ظلت التساؤلات تجوب قلب الشهيد في زيارته تلك وهو ينظر السرعة الهائلة التي لفظتها تلك السيارة ويخيل اليه انها جاءت من خارج المدينة فمدينته مسالمة وليس فيها من يقتل غدرا ؟! ثم يقول ربما هي من احدى ضواحي المدينة وربما هبطت من السماء كما خيل اليه ،فكان لزاما عليه ان يكرر صرخته التي صرخها حين تلقى حتفه لكنها بصوت اقوى هذه المرة علّه ينبه الناس المنشغلين بالتطاحن فيما بينهم على لا شيء، إلا ان الوقت لم يمهله فقد تأخر كثيرا والسيارة الغريبة راحت تندفع بقوة الى الشوارع المكتظة، مخلفة وراءها اعدادا كبيرة من المسوخ، بينما فرّ الاخرون باتجاه الازقة والاسواق والمقاهي التي اصبحت ترسانات من اجسام مخدرة باللامبالاة، مسكونة بالخوف، ضاجة بتخمة ليفعل غيري ما يشاء لست مسؤولا .. تراكمت التساؤلات ولم تأبه بصرخة الشهيد الزائر .. الشهيد الذي هو وحده يعرف كيف يجيب عن كل ذلك ..







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوابة اللادولة، المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون
- حكومة تصريف الأعمار
- الحراك الجماهيري ودور الطلبة في مواجهة أسياد الظلام ومداد ال ...
- إطمئنوا، ليس من مصلحة كورد سوريا الإنفصال حالياً
- في أسباب ظهور داعش
- ميثاق العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية
- النظام الداخلي للYPG
- السيطرة على المجتمعات المتهالكة
- السيناريوهات الكردية السورية بدون ي ب ك
- النصر للديمقراطية على الآرمة والتشبيح الديمقراطي!
- نحو مجتمع مدني سليم في غربي كردستان
- كلمة بمناسبة الذكرى العاشرة للإنتفاضة الكردية 2004 في سوريا
- مسيرة تأييد تخرج -خلسة- في قامشلو !!!
- الثقافة البعثية في السياسة الكُردية
- لماذا شاركت بالثورة السورية؟
- الحزب الديمقراطي الكوردستاني -سوريا و الولادة من الخاصرة
- حزب الاتحاد الديمقراطي الرابح الاكبر في مفاوضات أربيل2 حتى ب ...
- الشعب الكردي السوري خارج أجندات اتفاقيتي هولير2 وجنيف2
- حول موضوع الإدارة المرحلية المشتركة
- الصفات الواجب توفرها في المفاوض الكردي


المزيد.....




- ترامب يدعو لاتفاق سلام بين إيران وإسرائيل: -الاتصالات جارية- ...
- ما مدى انخراط أمريكا في العملية الإسرائيلية ضد إيران؟ مراسلة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل تقليص قواته من غزة لدعم الجبهة ضد إير ...
- هل خدع نتنياهو ترامب في الحرب ضد إيران؟
- ماكرون يصل غرينلاند لتعزيز الدعم الأوروبي للدنمارك
- إسرائيل تمدد حالة الطوارئ حتى نهاية يونيو
- مصادر دبلوماسية عربية تتحدث عن تحرك سعودي عاجل لإعادة إيران ...
- ترامب: قد نتدخل لمساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النوو ...
- الحرس الثوري الإيراني يعلن إلغاء مراسم تشييع قتلى الضربات ال ...
- الدفاع الروسية: استهداف مركز قيادة أوكراني بصاروخ إسكندر قرب ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رسن - عين الشهيد والدولة التي جارت علينا