أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد طولست - وزراء لا عهد لعائلاتهم بالمناصب المرموقة .














المزيد.....

وزراء لا عهد لعائلاتهم بالمناصب المرموقة .


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6718 - 2020 / 10 / 29 - 08:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تتطلع الشعوب الحرة إلى حكومات مقتدرة وقادرة على تسيير شؤونها العامة ، بوزراء يملكون الحنكة والكفاءة ومميزات الريادة وصفات القيادة ، تمثل قيم المواطن والوطن في كل تصرفاتها ، وتترجمها إلى ممارسات وقرارات وقوانين وتشريعات تحافظ على أرصدته التاريخية والحضارية ، وتغنيها وتوسع من دوائر إشعاعها ، وقد سار الشعب المغربي في نفس الدرب كله ثوق و تطلع إلى ذاك النوع من القيادة الحكيمة ، والزعامات الرزينة ، والكبراء المتنورين ، الذين يجدون في تفعيل هيبة الوطن ، وصيانة مكانته وتلميع صورته بالداخل ، وتلميعها بين الدول بالخارج .
الغاية التي حققتها الديمقراطية الحقة للعديد من البلدان المتحضرة ، والهدف الذي تحقق للشعب المغربي مع دستور 2011 الذي تمكن في ظله ،عدد من أبناء الشعب المغمورين من الإستوزار رغم أنهم لم يولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب ، كما يقال، وإنحدار غالبيتهم من عائلات بسيطة متواضعة ، كابد بعضها الخصاص التام ، وذاقت لسعات الفقر وقساوة الحرمان ، بالبوادي والمداشر البعيدة والأحياء الشعبية الهامشية الفقيرة التي عاشت بها ، بعيدا عن أي عهد أو علاقة بالمناصب المرموقة .
إلى هنا فالأمر عادٍ ، بل ومنطقي وجميل ومشرف وليس فيه ما يُخجل ، بل وهو المسار الصحيح الذي يُفتخر ويُعتز به في كل نظام ديمقراطي استطاع أن يكسر قاعدة هيمنت العائلات المعروفة والنافذة في تصدر مجمل المناصب الكبرى والمرموقة في البلاد ، ويقلب الأمور ويغيرها ، ليصبح ممكننا ومتاحا لغير المنحدرين من العائلات الميسورة والأوساط الثرية، من "أولاد الشعب" الذين درسوا في المدارس العمومية ، وكافحوا من أجل شهادات جامعية ، أن يدخلوا عوالم الإستوزار ، ويحصلوا على الوظائف السامية .
لكن الغير العادي ، والذي يثير حقا الغرابة ، هو أن الأمر لم يكن بذاك القدر من الرومانسية الأخلاقية التي ظهر عليها الأمر لأول وهلة، ولا بذلك القدر من البراءة التي بدت في ظاهره ، وذلك أن جل تشكيلة الوزراء الجدد - إن لم يكن كلهم بكل تركيبتهم وأيديولوجيتهم وأسلوبهم ومبادئهم ومناهجهم وفكرهم وطريقة أدائهم- تنكروا للأوساط التي جاؤوا منها ، إذ لم ترق أعمالهم إلى مستوى تحقيق مطالبهم والاستجابة لانتظاراته ، ولم يستطيعوا تقديم الحلول المناسبة لمشكلات المواطنين المتراكمة ، ولم يحققوا له الرفاه والرخاء الذي حلم به طيلة حياته ، ولم يؤمنوا له المستقبل الزاهر الذي رغب فيه ، ولم يغيروا واقعه المعاش إلى ما هو أفضل ، وإنشغلوا عن كل ذلك بتغييرت أحوالهم الشخصية، وتبديل مراتبهم الاجتماعية ، وتلبية حاجياتهم السخصية ورغباتهم وآماله وطموحاته المادية والمعنوية ، -بشهادة كبيرهم-دون أن يحققوا للمواطن المغربي الذي ناضل من اجل وصولهم ، ما كان ينتظره منهم ، وشغلوه بمغامراتهم العاطفية ، وقصص السلوكياتهم المتهورة والمستهترة بمسؤولية وأمانة المنصب ، والمميعة لمهنيته ،التي لم يجربوها من بداية السلم ، وجاؤوا إليها طارئين على أكتاف عباءة الإسلاموية ، ما دفع بالكثير من المتتبعين للشأن السياسي ، لطرح أسئلة كثيرة حول أهلية هؤلاء الوزراء الجدد ، وهل هم فعلا أهل للحكم والتسيير ويملكِون صفات القادة والقيادة ، وهل لديهم حَميِّة وغيرة على هذا الوطن ومواطنيه ؟ وهل المنصب الحكومي وجد لخدمة الشعب ، أم هو من أجل تحقيق الميولات العاطفية والبطنية الشبقية الخاصة؟ هل هؤلاء الوزراء الجدد في نفس مستوى الوزراء المنحدرين من العائلات الميسورة والأوساط الثرية؟
حميد طولست [email protected]

مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا أقول في تأبين المجاهد الكبير والوطني الصادق عبد الرزاق ...
- أجمل كائن في العالم لن يعطي أكثر مما لديه !
- عندما تسمو الأيديولوجية على مصلحة الوطن ؟ !.
- المرأة المغربية في يومها الوطني .
- غباء أم استراتيجية ممنهجة؟ !!
- 6 اكتوبر اليوم العالمي للحمار ..
- أئمة المتأسلمين و الفضائح الجنسية !
- وحتى يؤتي الدعم أكله بإذن الله ..!
- صورة محفورة في الذاكارة !
- الدراجة الهوائية في زمن كورونا !
- عيد ميلاد في زمن كورونا !
- انتشار الفكر الظلامي ليس محض صدفة !!
- مقت الإزدواجية !!
- الذكريات تنتفظ مع خفوت الأصوات !
- الصحة أولى أم التعليم؟ !!
- الموت ديال الضحك !
- ليس المشكل في اختيار نمط التعليم، بل في التعليم نفسه !
- الإنعطافة الجديد في الصراع العربي الإسرائيلي !
- في زمن كورونا لا نحصد إلا ما زرعنا قبلها !.
- وداعا المرحوم مولاي أدريس لمراني...


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد طولست - وزراء لا عهد لعائلاتهم بالمناصب المرموقة .