أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - أزمة الأحزاب الاسلامية ومستنقع الفشل














المزيد.....

أزمة الأحزاب الاسلامية ومستنقع الفشل


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 6716 - 2020 / 10 / 27 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأحزاب والحركات الاسلامية تتخبّط بين حالتين ، لا تحسد الواحدة منهما الأخرى،فهي امّا حركات خالية من الفكر خاوية المحتوى تكتفي برفع الشعارات الغوغائية والعناوين الشمولية التي لا تفيد ولا تنفع في التغيير مثل الاخوان والنهضة والدعوة وطالبان والحركات السلفية ، أو هي ذات فكر ورؤية لكنها تقف عند ذلك ولا تتجاوزه لجعله واقعا معيشا لانها فاقدة للارادة الحقيقية في العمل ، وعاجزة عن خلق تصوّر عملي لكيفية تحويل ما عندها من فكر لأعمال سياسية مثل حزب التحرير....
هذه الأزمة وهذا القصور الذي تعيشه جميع الحركات والأحزاب الاسلامية حوّلها الى منصّات يسهل توظيفها واستغلالها امّا بالمساومة أو بالتضليل أو بالاختراق لتكون في خدمة أهداف غيرها من أعداء الشعوب والأمّة....
الحقيقة أنّه لا يكفي وجود الفكر والرأي السياسي لتكون حزبا سياسيا، كما لا يكفي رفع الشعارات والعناوين لتكون لك ارادة التغيير والنهضة بالناس مادامت تفتقر لارادة العمل وارادة التغيير ....
كما أنّ الحقيقة التي تتجلّى فيها معنى الارادة لا تكمن في كثرة الخطابات الرنّانة والاجتماعات ولا في اصدار الكتب والنشريات ، كما لا تظهر في كثرة أعداد المؤيدين والقواعد ، ولا في القدرة على تحريك الجماهير في المسيرات والمظاهرات ، الارادة الحقيقية لا تتجلّى في شيء منها لأنها ليست جميع هذا ....
الارادة السياسية أو ارادة التغيير والنهضة تتجلّى في ثلاثة أمور مجتمعة وهي :
* حسن فهم ما عندك من أفكار وحسن الاختيار منها ما تريد ايصاله للناس تحديدا كفكر سياسي يخلق الفاعلية فيهم والعمل ، اذ ليس المراد اسقاط هذا الكمّ الهائل من الثقافة جملة واحدة على المجتمع لان هذا لا يصنع قيادة ولا يحوّل الفكر لسياسة وبالتالي لا ينتج حركة.
* حسن فهم الواقع وما تجري فيه من أحداث وتطرأ عليه من وقائع وانتقاء الاحداث والوقائع "وليس جميع الاحداث " لتنزّل عليها ما تريده من أفكار وآراء امّا للعلاج او الكشف او اثارة السخط والامتعاض في الجمهور ...
* حسن تحديد الغايات وتعيين الاهداف الصغرى والمرجوّة من كلّ عمل سياسي ، مع ادراكنا لحقيقة لا غبار عليها وهي أنّ القدرة على فهم الافكار وانتقاء منها ما يلائم الاحداث الجارية لتُنزّل عليها من اجل تحصيل غاية منها هو ما يحوّل المرء من مجرّد قالب للأفكار الجاهز الى سياسي مقتدر في المجتمع ، وأنّ القدرة على تنزيل الفكر المراد تنزيله على ما يلائمه من حدث او واقعة هو الذي يصنع الفارق بين الفكر المجرّد والفكر السياسي ...
وهذه الحقيقة هي ما تفتقر اليها جميع الحركات الاسلامية والاحزاب لا فرق بين حركات شمولية وبين أحزاب مبدئية ، ولا يقال هنا انّ هذا الكلام لا ينطبق على البعض منها كحزب التحرير بسبب ما يظهر من قدرته على التأليف في التغيير وكيفية العمل السياسي والنهضة. لا يقال ذلك لأن الكتابة في التغيير وفي كيفيته وفي شروح كيفية العمل السياسي لا يدلّ على وجود ارادة التغيير في الحزب ولا يذلّ على انّ رجاله سياسيين او انه يتقن العمل السياسي مادام يعجز عن ترجمة تلك الكتابات والشروح لسلوك يومي يمارسه ...فالحزب وان أكثر في التأليف والكتابة والتخطيط ، وان وُجد فيه الخطباء والمناظرون وغيرهم ، ولكنه عجز عن ممارسة الفعل السياسي المنتج وفشل في اخراج سياسيين قادرين على ادراك ما يريدون وما يفعلون....
هذه الأزمة الخطيرة ليست خاصة بحزب دون آخر ،لكنها أزمة العمل السياسي اليوم في منطقتنا ، ولا يظهر أنها ستنتهي قريبا على المستوى العام في منطقتنا ، وهو ما يستمرّ في دقّ ناقوس الخطر لأنه يدلّنا الى أنّ جهود التوظيف والاستغلال التي يمارسها أعداؤنا لهذه الجماعات مازالت ستستمرّ وهو ما يعني مزيد من زرع الانتكاس والاحباط في الأمة....



#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوفيد 19 ... والحقائق المخفية
- حكومة كفاءات ام انتاج للروبوتات خدمة للكوفيد 19
- الموجة الثانية من عودة فيروس كورونا في تونس وأسرار التراخي ف ...
- التطبيع الاماراتي البحريني ... الأبعاد والملابسات
- الاحتجاجات الأمريكية ونظرية العقاب الالاهي
- بيوت الله تبكي فبكى معها كلّ جماد
- بين تفجير برجي التجارة والكورونا علاقة لا تنتهي
- الحكومة التونسية والاستثمار في الكورونا
- - الكورونا - عملية تضليل كبرى
- - لحظة التضحيات - في خطاب رئيس الحكومة الفخفاخ
- - الكورونا- و-الرقمنة- من أجل فرض الاقتصاد الوهمي على الشعوب
- هل فعلا الحجر الصحي العام معالجة لانتشار وباء الكورونا
- وباء الكورونا والاستثمار الأميركي من أجل نظام عالمي جديد
- تونس على وقع عملية ارهابية أخرى
- حكومة - باش ... - من تونس
- السلطة بين ضرورة الانسجام وواقع الاختلاف
- تونس: انتقال ديمقراطي أم تشريع لفساد المافيا؟
- المشهد التونسي:من حكومة الرئيس الى حكومة الاتحاد،تكرار للفشل ...
- - الطيور على أشكالها تقع -تنقذ اللحظات الاخيرة
- ماذا يحدث في تونس ؟ صراع أم توافق ؟ام هو انقلاب على الانتخاب ...


المزيد.....




- -انتصارٌ للديمقراطية-.. شاهد ترامب من شرفة البيت الأبيض يُشي ...
- بين مطالب حماس وإسرائيل وأبرز العقبات.. إليكم ما نعرفه عن مق ...
- متعاقد أمني سابق في مؤسسة غزة الإنسانية: زملائي فتحوا النار ...
- عاشوراء: لماذا يحيي الشيعة ذكرى مقتل الحسين وكيف تُقام طقوسه ...
- في خان يونس.. -منظمة غزة الإنسانية- تؤكد إصابة موظفَين أميرك ...
- -ندعم وحدة أراضيها-.. أردوغان: لن نقبل بأي خطة لتشريع التنظي ...
- بيانات تكشف ما -أخفته- تل أبيب: خمس قواعد إسرائيلية تحت القص ...
- إسرائيل تتّبع سياسة تدمير جباليا بالكامل
- رئيس الغابون يطلق حزبا سياسيا جديدا تحضيرا للانتخابات البرلم ...
- شاهد.. نيفيز وكانسيلو ثنائي الهلال يبكيان جوتا ويشاركان في ت ...


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - أزمة الأحزاب الاسلامية ومستنقع الفشل