أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - تونس على وقع عملية ارهابية أخرى














المزيد.....

تونس على وقع عملية ارهابية أخرى


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 6509 - 2020 / 3 / 9 - 22:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرفت تونس يوم الجمعة الفارط 6مارس2020 عملية ارهابية جديدة استهدفت خلية تابعة للنسيج الامني في البلاد وذلك بالقرب من السفارة الامريكية بالبحيرة2 وأدت الى مقتل الملازم الاول توفيق الميساوي وجرح أربعة أمنييين آخرين ومدني واحد، هذا الى جانب مقتل الانتحاريين اثنين.
العملية جاءت في وقت عرفت فيه البلاد مأزقا سياسيا خطيرا على مستوى تشكيل الحكومة، الى جانب فوضى وتعطيل لاعمال البرلمان واتهامات متبادلة بين مختلف الكتل السياسية.
واللافت للانتباه أيضا توقيت هذه العملية الارهابية حيث جاءت مباشرة بعد عودة التجاذبات السياسية في البرلمان حول موضوع " التكفير " وقبل يوم واحد من مناقشة مشروع قانون زجر الاعتداء على الأمنيين ...
ويبدو أن الهدف من العملية الأخيرة توجيه رسائل سياسية لمختلف أجنحة السلطة رئاسة وبرلمان وحكومة وهي :
* الاسراع بوضع قانون واضح لتجريم التكفير والتضييق على اي عمل ذات طابع اسلامي وعدم الاكتفاء بنص الدستور الذي يجعل من الدولة راعية للدين.
* الاسراع بالانتهاء من التصويت على مشروع قانون زجر الاعتداء على الامنيين
* توجيه رسالة للنواب والحكومة معا مفادها استمرار تهديد الخطر الارهابي للأمن العام ومؤسسات الدولة نتيجة حالة الفوضى السياسية ويههدد تماسك الحكومة الهشّ.
وما يجعلنا نأخذ هذا المنحى في التحليل هو الآتي :
* طبيعة المتفجرات النوعية نفسها حسب ما جاء في اقوال الخبراء ، فهي ليست تلك المتفجرات البدائية التي تعود استعمالها الارهابيون ، بل هي من النوع العسكري .
* منفذا العملية نفسها حديثي عهد بالخروج من السجن ويخضعان للمراقبة الامنية ، وهنا سؤال مهم عن جدوى هذه المراقبة.
* تصريح العقيد الامني هشام المؤدب في عدد من القنوات عندما أشار الى أنّ تدخل النقابة الأمنية في السياسة ساهم على غرار اتحاد الشغل في اختراق الدولة .
* تصريح الخبير الامني علي الزمرديني على عدة قنوات فضائية من أنه وحسب طبيعة المتفجرات قد يكون تمّ تفجير الانتحاريين عن بعد ، وهو ما يطرح تساؤل عن ماهية الجهات التي تقف وراء العملية ...
يذكر هنا أنه بعد يوم واحد من العملية سارع البرلمان الى عرض مشروع قانون زجر الامنييين أمام لجنة التشريع العام والاستماع للنقابة الامنية .
وهنا لا بد من التذكير أن الارهاب في البلاد ليس وضعا طبيعيا بقدر ما هو مشروع سياسي لتمرير أجندات سياسية مفروضة على البلاد والشعب وخاصة مع وجود أرضية تساعد على وجود كل أشكال الاختراق والفوضى مع انتشار خطير للفساد سواء في الحكم أو في الادارة أو في المجتمع، فساد شامل وعام ،مع فوضى سياسية باتت واضحة جلية حتى للعامة ،جميعها أصبحت حاضنة خصبة لتنامي الاختراق وتوظيف العمليات الارهابية ان لم يكن تصنيعها.
فالارهابي قد يقتل فردا،وقد يقتل عشرة أو مائة، ولكنه لن يبيد شعبا، أما الفساد فهو يقتل شعبا ويهدم دولة ويصنع ارهابا .
وقد يُقتل الارهابي أو يُسجن ولكن لا تستطيع انهاء فساد بقتل مفسد أو مفسدين ، لأن الفساد الذي منشؤه النظام وتحميه السلطة لا يحتاج لقتل الفاسدين ، بل يحتاج لقلع النظام برمّته وتغييره ، فالفاسدون لن ينتهوا مادام نفس النظام الذي يصنعهم ويحميهم قائما .
فلا يوجد شيء يُقال له فساد وآخر يُقال له ارهاب ، بل هما وجه واحد لعملة واحدة ليس لها وجهان وهو ما جاء في قول ربّنا تعالى القائل ((ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون))



#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة - باش ... - من تونس
- السلطة بين ضرورة الانسجام وواقع الاختلاف
- تونس: انتقال ديمقراطي أم تشريع لفساد المافيا؟
- المشهد التونسي:من حكومة الرئيس الى حكومة الاتحاد،تكرار للفشل ...
- - الطيور على أشكالها تقع -تنقذ اللحظات الاخيرة
- ماذا يحدث في تونس ؟ صراع أم توافق ؟ام هو انقلاب على الانتخاب ...
- العصفور النادر لحركة النهضة:هل كان فعلا السيد عبد الفتاح مور ...
- الاسلام السياسي بين الأبعاد والواقع
- حكومة الفخفاخ والتحالف مع الفساد مع فقه راشد الغنوشي
- بورقيبة : زعيم من ورق
- خوف على وزارات السيادة ، أم صراع على الغنيمة؟
- كيف تمّ استدراج الشباب السلفي لصناعة غول الارهاب...-حرق السف ...
- لماذا تراجعت أميركا عن دعمها لتحالف الحزب الحاكم مع اليسار ل ...
- العثرة الكبرى في عقيدة التثليث
- وكر الضباع
- حركة النهضة بين سنديان التنازل ومطرقة التآمر
- ايران : ملابسات وظروف الهجوم على قاعدتين أمريكيتين بالعراق
- في تونس :الاتحاد العام للشغل وحقيقة الحملة ضدّه
- الدماغ والمعلومات : كيف يختزن الدماغ المعلومات ؟
- نصيحة لليسار التونسي خصوصا ولليسار عموما


المزيد.....




- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...
- إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض ...
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - تونس على وقع عملية ارهابية أخرى