أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - انه صراع مصالح لا ربط له بمصلحة جماهير سنجار!















المزيد.....

انه صراع مصالح لا ربط له بمصلحة جماهير سنجار!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6716 - 2020 / 10 / 27 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(حول اتفاق الكاظمي-حكومة الاقليم حول سنجار)

عقدت حكومة الكاظمي وحكومة اقليم كردستان اتفاقاً "تاريخياً" فيما يخص مدينة سنجار. يتمثل الاتفاق بإدارة الحكومة الفيدرالية للملف الامني بالتنسيق مع حكومة الاقليم (قل الحزب الديمقراطي الكردستاني)، بينما تتولى مدينة الموصل الجانب الخدمي بالمدينة، على ان تتم اعادة سكان المدينة وابعاد الجماعات المسلحة في المدينة من مثل الحشد الشعبي، حزب العمال الكردستاني و"وحدات حماية الايزيديين" و"وحدات حماية سنجار" التابعة لحزب العمال. وارتباطاً كل بمصالحه الخاصة والضيقة التي ليس لها اي صلة بمصالح سكان المدينة، تفاوتت المواقف من هذه القضية.
مؤيدون ومعارضون!
فحكومة الكاظمي تسعى لتبيان نفسها واظهارها على انها "حكومة كل العراق"، وهي، بهذه الخطوة، تبسط نفوذها على "كل العراق"، بمخافره ومعابره الحدودية، وحتى ان كردستان "لم تبق كالسابق" وانما لها درجة من التأثير عليها وان يكن عبر التفاهم والعمل المشترك سوية مع حكومة الاقليم. ومن جهة اخرى، وهذا الاهم، تقليم اظافر الحشد الشعبي وامثال حزب العمال الكردستاني وفرض التراجع عليهم. ان سعي الكاظمي، المقبل على الانتخابات في تموز 2021، للتقارب مع الاحزاب القومية الكردية ونيل تأييدها ودعمها يكن ذو اهمية بالدفع بحظوظه الانتخابية المقبلة. فحكومة الكاظمي والبارزاني بأمس الحاجة لبعضها اليوم.
حكومة اقليم كردستان، قل الحزب الديمقراطي الكردستاني، المتأزمة تحت ضغط حركة الجماهير من اجل المعيشة و"الرواتب" والفساد وغيرها، ترى في هذه الاتفاقية فرصة لمد نفوذها وتأثيرها في هذه المنطقة "ذات الغالبية الكردية"، وتوفر لها الفرصة في ان يكون لها حضور ونفوذ في المدينة التي انسحبت منها، بالاتفاق مع داعش وما رافق هذا من مجزرة تاريخية بحق الايزيديين، وبالتالي استرداد المدينة (مع طرف ما، الكاظمي) وان يكون لديها يد في تحديد مصيرها، وبالأخص فيما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها والمادة 140 "المنسية"!
تركيا مؤيدة لهذه الاتفاقية لأنها تهدف الى ازاحة حزب العمال الكردستاني من هيمنته على المدينة، ولكنها تدرك في الوقت ذاته، ان ازاحة حزب العمال سيؤدي الى فقدان حجة وورقة مهمة للتدخل العسكري في العراق، وهي التي تبحث عن اي شيء من اجل ادامة توجهاتها التوسعية في المنطقة اسوة بما يجري في القوقاز وشرق المتوسط وغيرها.
ايران، تقف بالضد من الاتفاق لأنه يسعى الى ازاحة الاحزاب الولائية والحشد من المدينة وتوجيه ضربة لها ولنفوذها وهيمنتها في المناطق الغربية، ويوجه ضربة الى مساعي الجمهورية الاسلامية التوسعية في المنطقة.
امريكا والغرب أيدوا الاتفاق، وكانوا مشاركين في صياغته، وبالأخص عبر ممثلة الامم المتحدة في العراق.
لا يمكن فصل هذا الاتفاق من الصراع الاقليمي الجاري في المنطقة، وتحديداً ابرزه، الصراع الامريكي-الايراني! ان جناح الكاظمي قد اتى للسلطة بموافقة احزاب الاسلام السياسي الشيعي على مضض في مرحلة من اسوأ مراحل حكمها في العراق ولبنان، تحت الضربات الماحقة لانتفاضة اكتوبر-تشرين واثر مقتل عراب المليشيات الولائية قاسم سليماني وابو مهدي المهندس. ان حكومة الكاظمي هي حكومة امريكية التوجه والمحور وتسعى لإبعاد البلد من المحور الايراني صوب المحور الامريكي. وان هذا اول ما يتطلب هو تقليم اظافر المليشيات الولائية المنفلتة.
ان الاتفاق، فيما يخص البعد الاقليمي والعالمي، هو خطوة لقطع معبر مهم للخط الايراني الرابط بين ايران وسوريا ومنه لبنان، خط لنقل القوات، للتهريب والخ. انه يهدف الى قطع هذا الطريق الذي هو احد الممرات المهمة لنظام الجمهورية الاسلامية مع حلفائها الاسد وحزب الله وغيرهم. وبالأخص، اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان خط الصلة الاساسي الاخر، خط المنطقة الغربية والقائم، يقع تحت سيطرة القوات الامريكية عموما، فان الهدف منه خنق صلة الجمهورية الاسلامية وميلشياتها في المنطقة. بالأخص، والاهم من هذا وضع حد لأعمال تهريب النفط والاتاوات وغيرها التي تدر ملايين الدولارات سنوياً وتعد مصدر مهم لتمويل المليشيات والمحور الايراني في المنطقة.
ان هذه الخطوة ذات مخاطر جدية على سكان المدينة. بوسع هذه التيارات غير المسؤولة، المتعطشة للسيطرة والهيمنة ان تدفع المدينة والمنطقة نحو مذبحة انسانية اخرى، نحو حمامات دم قومية ودينية بالأخص في منطقة حساسة، منطقة ليست "محلية" او "داخلية"، بل منطقة اقليمية مضطربة تغط منذ سنوات بحروب واقتتالات دموية، في مثلت عراقي-تركي-سوري!
ولكن... وسكان سنجار؟!
في برنامج تلفزيوني جرى قبل ايام في اذاعة الفلوجة، التقوا بثلاث "محللين" سياسيين. احدهم عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاخر "ولائي الهوى" وان لا يقول صراحة، والثالث من مدينة سنجار نفسها. المضحك المبكي هو تحول الحوار الى شجار. يؤكد عضو الحزب الديمقراطي على ان الاتفاق هو خطوة في الدفع بقرار 140 حول المناطق المتنازع عليها، و"الولائي" يزعق "انتم الاكراد اكلتونا تريدون تاخذون نص العراق من بدرة وجصان لسنجار"!! ولم يتمكن "السنجاري"، "صاحب القضية" من التحدث اكثر من دقيقتين او ثلاثة في ظل هذا الزعيق في برنامج امتد لساعة! القضية ليست قضية العرب والكرد، ليست قضية ايران وامريكا وتركيا و... انها قضية حياة ومستقبل مئات الالاف من قاطني تلك المدينة. اي ما اود قوله هو ان حاجات الانسان في سنجار والرد على معاناته وتحسين اوضاعه هو الغائب في كل هذه الاجندات.
ان الطرف المغيب بالمعادلة هو سكان هذه المدينة. رات هذه المدينة كيف تخلت عنهم قوات البيشمركة لتتركهم فريسة لداعش، ورات كيف تاجر الجميع بقضيتهم ومحنتهم الانسانية، سبيت نسائهم بالألاف، اغتصبت فتياتهم وتم بيعهن في سوق الرقيق، ذبحوا، هجروا و.... وحتى حين وضعوا في مخيمات، اغتنت العصابات والمافيات الفاسدة عديمة الضمير والانسانية، وما اكثرها، منهم، اذ امتدت اياديهم القذرة على ملايين الدولارات التي من المفترض انها خصصت لتخفيف وطأة معاناتهم!
في ظل هذا الصراعات السياسية الملبدة بغيوم الحرب، الانسان في سنجار هو الخاسر الاساسي في كل هذه الوضعية.
ما هو الحل:
ان كل من هذه الاطراف يتعقب اهدافه الخاصة. بيد ان اهداف الجماهير تتمثل بحياة لائقة بعيداً عن الحراب والقتل والدم، حياة مفعمة بالسعادة والحرية والامان والرفاه. ليس بوسع الاتفاق ان يجلب الخدمات والرفاه. هل جلب الكاظمي الخدمات لـ"شارع الرشيد"، في منتصف بغداد، حتى يجلبها لسنجار؟! ان هذه اكاذيب صرف. هل يسيطر الكاظمي على شيء في العراق، العراق المستباح بهيمنة المليشيات، الانفلات الامني، غياب القانون، الفساد، النهب و.... حتى يسعى لإعادة سنجار للعراق؟! انه عجز عن استرداد مواطن بسيط محتج، سجاد العراقي، من شيخ عشيرة رغم كل استعراضات أرتاله العسكرية في مشهد كوميدي، وارجعه خائباً! يتحدث الان عن عودة الامان والخدمات والامان و... الى سنجار؟! مثلما يقولون بالعراقي "الميت ميتي واعرفه!" انه ليس بقدر هذه المهمة وبالاخص امام مليشيات تدافع باسنانها واظافرها امام مصالحها.
ان سبيل حل قضية سنجار واضح وبسيط: خروج جميع المليشيات من المدينة والمنطقة، وبوصفها مدينة منكوبة، توفير الدعم الدولي لاعادة اعمارها، اعادة المهجرين وتامين معيشتهم وسكنهم والخ، ادارة المدينة وفق سلطة محلية وقوانين غير دينية وغير قومية واحالة هذه الادارة الى الجماهير المنظمة على صعيد المدينة والاقضية والنواحي والمحلات في مجالس تنتخب ممثليها الذين يمكن عزلهم فورا ان حادوا عن اهداف منتخبيهم او مخوليهم او استغلوا صلاحياتهم. ان اردنا حلاً انسانياً لهذه القضية، يجب ان لايخرج سبيل الحل عن القرار الحر والواعي لاناس تلك المنطقة.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة اليوم العالمي الاول لمناهضة -عقوبة- الاعدام: يجب الغ ...
- الاتفاقات الاخيرة مع اسرائيل: اكاذيب...حقائق!
- حلّة جديدة... هدف قديم!
- تعليق على تعليق رفيق سابق!
- بصدد الارضية السياسية والاجتماعية لتأسيس الحزب!
- الى متى هذا -الهولوكست-؟!
- خطة -سلام- ام غطرسة سافرة؟!
- حتى لانقع فريسة الوهم مرة اخرى...!!
- حول حملة تركيا!
- -يوم القدس- الذي لا صلة له بالقدس!
- أللقتلة حق بان يقرروا مايجب او ما لا يجب ان يكون عليه المجتم ...
- ظواهر جديدة، يجب ان توأد فوراً!
- حول اتهام لا اساس له!
- كلمة حول الانشقاق الجاري في الحشد الشعبي!
- مجزرة بحق النساء يجب ان تتوقف فوراً!
- مرحلة جديدة، وامكانية عالم اخر!
- -كبار السن- وفاشية -البقاء للاصغر سناً-!
- -اضطهاد المراة- ضرورة طبقية راسمالية!
- حول -جرة اذن- مقتدى الصدر - تكتيكان... وهدف واحد!
- خطاب قديم... وعبرة راهنة!


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس محمود - انه صراع مصالح لا ربط له بمصلحة جماهير سنجار!