أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حجاج نايل - بين التنمية المستدامة والتنمية المستدانة















المزيد.....

بين التنمية المستدامة والتنمية المستدانة


حجاج نايل

الحوار المتمدن-العدد: 6714 - 2020 / 10 / 25 - 21:54
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بالفعل شر البلية ما يضحك ، وبالفعل اصبح بعض المسئولين والاعلاميين في الدولة المصرية مثارا للتعجب او السخرية او التأمل ، وذلك حسب الموقف والطريقة التي يقدمون بها طرائفهم ونكاتهم ، قرأت بوست علي الفيس بوك ادهشني للغاية ، ولم اصدق وذهبت كالعادة الي جوجل بحثا عن مصدره ، فوجدته بالفعل وبعد قليل من حرقة الدم وتأكيد الاندهاشة لم استطيع المرور عليه دون كتابة او تعليق.

الخبر كالتالي في جريدة الوطن ، بتاريخ اليوم الخميس 22 اكتوبر 2020 وهو كالتالي:-

قالت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إن الوزارة بدأت في عملية تبسيط المصطلحات البيئية بدءا من الصف الثالث الابتدائي في المناهج التعليمية الخاصة بهم، " لكن لدينا محدودية في الثقافة البيئة ونعترف بذلك"، بحسب تعبيرها، وتابعت "فؤاد"، في كلمتها بندوة الإعلام البيئي التي نظمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، "لما نزلت سوق الخضار في الغردقة اتصدمت إن الست اللي بتبيع مش فاهمة الكلام اللي بقوله بخصوص التنمية المستدامة".

وبغض الطرف عن الدخول في سجال طويل مع السيدة الوزيرة، حول علاقة السيدة بائعة الخضار بمفهوم التنمية المستدامة ، الذي لا يعرفه ثلثي قادة ومسئولين هذا البلد ، والذين بدورهم هم المنوط بهم بالاساس تطبيق هذا المفهوم، والعمل علي تكريسه وتفعيله ، في الواقع المرير والحزين اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ،علي اكثر من 80 % من ابناء شعبنا البائس ، ومن ثم ساذهب مع السيدة الوزيرة الي نوع اخر من التنمية ، وهي المعادل غير الموضوعي او المعاكس لمفهوم التنمية المستدامة ، وهو مفهوم التنمية المستدانه ، والذي تنتمي اليه بائعة الخضار التي لم تعجب وزيرتنا الهمامة.

فكما تعلم السيدة الوزيرة ، وانا اثق في ثقافتها التنموية ، بان التنمية المستدامة مفهوم قائم بالاساس علي تمكين البشر من الحياة الكريمة والانسانية ، علي المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبئية ، دون الانتقاص او الجور او الاستهلاك لحقوق الاجيال القادمة من النصيب التنموي ، بمعني اكثر بساطة ضرورة توفير الموارد والسلع والخدمات والبيئة النظيفة ،واشباع كافة الحاجات والاحتياجات للاجيال الراهنة ، وبنفس القدر الذي يجب الحفاظ علي موارد للاجيال القادمة ، بما يمكنهم من حياة كريمة ايضا، بالاضافة الي كوكب نظيف ومياة نظيفة وبيئة نظيفة ، ومن بين عشرات بل مئات التعريفات الاكاديمية والبحثية ، ساضع للسيدة الوزيرة التعريف الاكثر دقة بالنسبة لي ، عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة التنمية المستدامة بأنها:" إدارة وحماية قاعدة الموارد الطبيعية، والتغيير المؤسسي لتحقيق واستمرار وإرضاء الحاجات الإنسانية للأجيال الحالية والمستقبلية هذا باختصار.

بالتطبيق علي السيدة بائعة الخضار ، التي ادهشت الوزيرة بجهلها ، حول معرفة التنمية المستدامة ، ذلك لانها تنتمي الي نوع أخر من التنمية ، وهي التنمية المستدانة ، والتي ستكلفها وتجبرها هي وربما احفادها لجيلين او ثلاثة اجيال قادمة ، من سداد ديون حكوماتك المتعاقبة منذ سبيعينات القرن الماضي، والتي لم يري منها الشعب المصري خبزا ولا طحينا ، فبرغم وصول الدين الخارجي والداخلي لحكومة السيدة ياسمين فؤاد الي معدلات مخيفة وصادمة لمستقبل الدولة المصرية ، الا ان بائعة الخضار البائسة الجاهلة لابد وان تقوم بكافة الترتيبات الخاصة بها وباحفادها ، لسداد ما يقارب العشرين الف دولار هي واسرتها ، وهو نصيب كل اسرة مصرية في الدين الخارجي فقط ، وفي احصائيات اخري يصل الرقم الي 250 الف جنية مصري.

والسئوال الذي يفرض نفسه ، لماذا تري الوزيرة اهمية في معرفة المصريين بمفهوم التنمية المستدامة ؟ والتي لا تختص بالجيل الراهن والحالي الذي يعاني العوز والفقر في اقصي صورة وبشاعته ، بل تختص بالاجيال القادمة من المصريين ، والذين سيكدون ليل نهار من اجل استكمال مسيرة التنمية المستدانة ، وسداد المتبقي من الديون التي ذهبت في غالبيتها الي مشارب الفساد والفاسدين ، وذلك في احصائية حديثة ، لمركز أبحاث بنك “كريدي سويس" السويسري في تقريره السنوي نهاية الشهر الماضي، على موقعه الإلكتروني، حول الثروة العالمية لعام 2019 والمركز الاقتصادي المصري الذي دعي متسائلا عن مدى عدالة توزيع الثروة في مصر، مؤكدا ان هناك 11 شخصا فقط تتجاوز صافي ثرواتهم 500 مليون دولار، كما يوجد حاليا 86 مصريا تتراوح صافي ثرواتهم بين 100 و500 مليون دولار. هذا بالاضافة الي زيادة نسب اللامساواة وتهديد العدالة الاجتماعية وزيادة نسب الفقراء بالدولة المصرية، وهو ما أكده مسح الدخل والإنفاق الصادر عن جهاز التعبئة العامة والإحصاء والذي أشار إلى ارتفاع معدلات الفقر في مصر إلى 32.5%. وفي دراسة لاحد المراكز الاقتصادية المتخصصة يشير إلى أن 71.4% من المصريين ثروتهم أقل من 10 الاف دولار، وأن 0.1% فقط من البالغين في مصر تزيد ثروتهم عن مليون دولار، وأن هناك 66 مواطنا مصريا يملكون أكثر من 500 مليون دولار، مما يشير إلى خلل جوهري في توزيع الثروة والعدالة.

هذا وبرغم الخيبات والكوارث المتعاقبة لحكومات الفساد والاستبداد ، لم اتحدث مطلقا عن باقي جوانب التنمية المستدامة، مثل مبدأ العدالة والمشاركة العامة، ورشادة استخدام الموارد الطبيعية والمحافظة على حقوق الأجيال المستقبلية، وكذلك البيئة التي دأبت حكوماتك المتعاقبة علي تلويثها وتدميرها للاجيال الحالية والمستقبلية، ولم اتحدث عن الجوانب الاجتماعية، التي تسعي وتعمل علي استقرار النمو السكاني، ورفع مستوى الخدمات الصحية والتعليمية.
كان من الاحري ياسيدتي ، ان تشرحي لبائعة الخضار لماذا لم تأخذ الدولة المصرية وقيادتها الحكيمة تلك المسارات المتعلقة بالتنمية البشرية والمستدامة ؟؟؟؟ قبل ان تعبري عن اندهاشك من عدم معرفتها بهذه المفاهيم ، وبالاساس لماذا ياسيدتي هذا الاهتمام الكبير بجهل بائعة الخضار بالتنمية المستدامة؟؟؟ وما اهمية ثقافتها في هذا الشأن ؟؟؟إن كانت لم ولن تسمع او تفهم في حياتها الا عن التنمية المستدانة ، بفعل قروضكم المشبوهة ، اتصور انه من الاحري بك ان تخصصي جل اهتمامك بعلوم ومفاهيم التنمية المستدانة، حتي نجد حلا لما نعيش فيه.

كندا
22 اكتوبر 2020



#حجاج_نايل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلسلة مقالات الجماعة جماعة الاخوان المسلمين مؤامرة التأسيس و ...
- رد علي الصديق سعيد شعيب / ثورة يناير بين فشل السلطة وسلطة ال ...
- حجاج نايل يكتب الترحم علي جسد النخبة المصرية
- سلسلة مقالات الاخوان 2 من 8 السقوط الكبير /// فروع الخارج مت ...
- سلسلة مقالات حول جماعة الاخوان المسلمين (1 من 8) جماعة الاخو ...
- في المسألة الناصرية 3 من 3 ---- إرث الحقبة الناصرية
- في المسألة الناصرية - سلسلة مقالات حول المسألة الناصرية 1 من ...
- في المسألة الناصرية 2 من 3 ---- سلفية العقل الجمعي الناصري
- مجتمع الميم وإنكسار ألوان القزح
- انتيفا الاخوان المسلمين بين مؤامرة ترامب وشفافية النظم المست ...
- العدالة في مصر الصعود الي الهاوية (3 ) دين ابوهم أسمه اية ؟؟ ...
- ميتافيزيقا المسوحات واعتذار واجب للزغبي وابوهلالة بين التشاء ...
- فيما وراء النظرية السياسية
- صفقة القرن قمة جبل الجليد
- 25 يناير المتاهة والحصاد المر اسئلة التاريخ
- العدالة في مصر الصعود الي الهاوية (2) السجن السياسي في مصر ب ...
- الازمة الليبية والتدخل التركي رؤية عبثية مغايرة
- الاريغورومحنة الهوية الهروب من جرائم الذات الي الاخر
- العدالة في مصر الصعود الي الهاوية (1 )
- حراك الشعوب وهن النخبة واوهام الرأس من يقود من ؟؟؟؟


المزيد.....




- -عليك الذهاب للمفتي-.. وزير الطاقة السعودي يثير تفاعلا برد ع ...
- السعودية.. جمله قالها محمد بن سلمان لمحمود عباس باللقاء كشفه ...
- من الصين إلى إسبانيا.. زوجا باندا يصلان إلى منزلهما الجديد ف ...
- المتحولون جنسيا يحظون بدعم جديد من إدارة بايدن
- البرهان: لن يحلّ السلام في السودان إلا بعد خروج -الدعم السري ...
- بولندا تنشر قواتها قرب حدود روسيا في إطار مناورات عسكرية مع ...
- يحتوي على كهوف وأنفاق مرعبة.. اكتشاف أعمق ثقب أزرق تحت الماء ...
- تفريق تظاهرة ضد مشروع قانون حول -التأثير الأجنبي- في جورجيا ...
- كريم خان.. الوجه المراوغ للعدالة الدولية
- لماذا محمد بن سلمان ضمن أقوى 5 قادة في العالم؟.. تقرير يثير ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حجاج نايل - بين التنمية المستدامة والتنمية المستدانة