أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ديوان -عدت يا سادتي بعد موت قصير- رامي نزيه أبو شهاب














المزيد.....

ديوان -عدت يا سادتي بعد موت قصير- رامي نزيه أبو شهاب


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6712 - 2020 / 10 / 23 - 22:35
المحور: الادب والفن
    


ديوان "عدت يا سادتي بعد موت قصير"
رامي نزيه أبو شهاب
عندما يقدم الشاعر أهم أداة يمتلكها، القصيدة/الكتابة بصورة سلبية، فهذا يشير إلى ذروة المعاناة التي يمر بها، فالكتابة والمرأة والطبيعة والتمرد عناصر تخفيف/فرح يلجأ إليها الشعراء عندما تضيق عليهم الأحوال، الشاعر "رامي نزيه أبو شهاب" يحدثنا عن هذا (الضياع) بصورة شعرية لافتة، يقول في قصيدة "حملة شواء للحم الفلسطيني الأحمر":
"لم يبقى عشب أخضر
على منحنيات القصائد
سال منها الماء
وارتحل
طرت صوب الغيم
فكسرتني الريح
لم يعد الحرف للحرف طريق
صخرة
حاجز
جدار
خبز
دم
طفل
مفردات ليست للتأويل
هي التباسا" ص69، عنوان القصيدة (الطويل) والمفصل يبدو للوهلة الأولى وكأنه شرح/مباشر، ولا يمت لطبيعة القصيدة بصلة، وهذا الأمر نجده في غالبية قصائد الديوان، حيث يستخدم الشاعر عناوين (طويلة ومباشرة)، تتباين تماما مع طريقة تقديم القصيدة وجمالية الصور الشعرية، وهذا الأمر يحتاج إلى من الشاعر نفسه، فهو يقدم قصائد متألق بعناوين (عادية).
نعود إلى القصيدة التي تبدأ بحرف النفي "لم" وهذا يعكس مزاج الشاعر ونفسيته، فهو كشاعر يرى الطبيعة من خلال الكتابة/القصيدة، لهذا تحدث عن "عشب أخضر، منحنيات، سال الماء، الغيم، الريح" وهنا يكون أحد عناصر الفرح/التخفيف قد تشوه وفقد بريقه، وإذا أضفنا الكتابة/القصيدة التي تناولها من خلال: "القصائد، الحرف/للحرف، مفردات، للتأويل" نعلم أنه لم يتبقى للشاعر سوى "المرأة، والتمرد/الثورة، ليخرج مما هو فيه.
وإذا ما توقفنا عند: " لم يبقى عشب أخضر على منحنيات القصائد/ لم يعد الحرف للحرف طريق" نتأكد أن الشاعر لا يتعامل مع هذا (الفقدان) بانفعال، بل بكونه شاعرا، لهذا جاءت الصور الشعرية جميلة ولافتة، فعندما (طبعا) القصائد واعطاها سمات الخضرة، أراد التأكيد على نضارة الطبيعة والقصيدة، لهذا (لم يتجرأ) على اقران لفظ أسود بالطبيعة، وابقاها جميلة دون تشويه، ونسبه السواد والقسوة "فكسرني) لنفسه، من هنا نجد الألفاظ القاسية والسوداء جاءت منفصلة:
" صخرة
حاجز
جدار
دم"
ومقطعة، وكأنه يبدي امتعاضه من استخدامها، فقدمها بهذا الشكل.
أما كيف قدم الشاعر المرأة، يقول في قصيدة " قهوتك تمتصني بشفتيها":
"4
أنت وشعري كلاكما بلا وزن
كلاكما غمامتان خفيفتان
ترتديان ملابس صيفية خفيفة
يملح النهد الصغير منها
وساقان رشيقتان
وخاصرة تضيق
كما تضيق القصائد على
حزن مشدود كالقوس" ص94، أيضا نجد المرأة غير كاملة، فالألفاظ القاسية: "بلا، تضيق (مكررة)، حزن، مشدود" تشير إلى أن الشاعر لا ينظر للمرأة بصفاء، بل يعتريه بعض (الصعاب) لهذا لم يمنحه حضور المرأة الهدوء والسكينة المتعارف عليها، وتأكيدا على أن الشاعر ينظر للمرأة بطريقة مضطربة، نجده يركز على جسدها وليس على أثرها/عاطفتها عليه، وجاءت خاتمة المقطع تحسم أمر القسوة، فأقرن "خاصرة تضيق" ب "تضيق القصائد" وبهذا يكون الشاعر فقد المرأة، أحد أهم عناصر التخفيف/الفرح.
بهذا لم يبقى أمام الشاعر سوى عنصر وحيد، "التمرد/الثورة" فهل يضيعه كما أضاع بقية العناصر؟، أم يحتفظ به لمواجهة قسوة الواقع؟، يقول في قصيدة "عدت يا سادتي بعد موت قصير":
"3
قررت أن ألقي عن قلبي شيئا من الحمولة
الزائدة، فأطلقت الرصاص على ظلي،
ومضيت دونه" ص31،
"13
كلما امتلأت بأن أكون إنسانا اقتلعني
تسونامي الحزن وبت كاسا فارغا عائما على
سطح ماء محيط مجهول" ص34، إذا ما توقفنا عند الألفاظ المجردة: "ألقي، فأطلقت، الرصاص، ومضيت/، امتلأت، اقتلعني، تسونامي" سنجدها تشير إلى الثورة/تمرد الشاعر، إذن هناك ألفاظ تشير إلى أن الشاعر تمرد، ثار على واقعه، أما الفكرة فهي أيضا فكرة متمردة/فكرة (مجنونة)، "الرصاص على ظلي"، فصورة الفانتازيا كافية لجعل القارئ يشعر أنه أمام حالة تتحاوز الواقع، أما المقطع الثاني فنجد حالة (متناقضة) اعصار تسونامي يقابله كأس فارغة على سطع ماء محيط، وهذه السريالية توصل فكرة تمرد الشاعر على ما هو كائن/حاصل، وبهذا يكون الشاعر قد أوصل فكرة التمرد بثلاثة اشكال/طرق، من خلال الألفاظ المجردة، ومن خلال الصور الشعرية، ومن خلال المعنى.
والشاعر لا تقتصر قصائده على شكل/مدرسة بعينها، بل نجده يجمع بين عدة مدارس، وهذا أيضا أحد أشكال تمرده، يقول في قصيدة "أمر بالدم":
"5
الدم
كرائحة الزيتون
مزهر ولامع
كخدود الصبايا
منتشر كرمل شاطئ
يتردد
كالصدى
تنداح حلقاته شئيا فشئيا
لا تحاول أن تحيطه
فهو نبع مقدس
يفيض بكلام الإله
هو تعميدنا اليومي
ارتحلنا الحتمي
صليبنا الدائم
دونه
نفقد قدرة التحليق"
"7
أيها الحارس هلا تفتح لي بابا في العتمة
كي أدخل فيه
وأنهي هذا الوضوح" ص78-80، الطبيعية والرمزية التي تتحدث عن الزيتون في المقطع الأول، لافتة، " مزهر ولامع/ فهو نبع مقدس، يفيض بكلام الإله" تمثل حالة خروج على ما هو مألوف، وعندما اعطاه سمات وصفات دينية: " فهو نبع مقدس
يفيض بكلام الإله هو تعميدنا اليومي
ارتحلنا الحتمي
صليبنا الدائم" أثبت فلسطينية المسيح ومسيحية فلسطين، وهذا تمرد على (اسلاميتها)، وعندما ختم المقطع "نفقد قدرة التحليق" أضاف الفانتازيا إلى طبيعية والرمزية
أما المقطع الثاني الذي جاء بصورة معكوسة "تفتح بابا" يتناقض مع فكرة "الفتح" التي تفضي إلى السعة والأفق، لكنه الشاعر جعل "تفتح" لينهي الوضوح، وهذا ذروة الثورة التمرد.
الديوان من منشورا دار فضاءات للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2007.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأدب المقاوم والاشتراكي في مجموعة -لست وحيدا مثل حجر- سامي ...
- الجحيم الأرضي في قصيدة -في التيه- مفلح اسعد
- الاغتراب الوطني والشخصي في ديوان -الغجري- علي فوده
- يونس عطاري مرارتُ الكائنِ الرّاهن
- الماضي والحاضر في قصيدة - وتسألني- سامح أبو هنود
- الثنائية في قصيدة -في المدينة- للشاعر فراس حج محمد
- رواية عش الدّبابير والرّهان على النّاشئة لجميل السلحوت
- اتحادات فلسطين
- المكان الفلسطيني في رواية -رحلة البحث عن العريان- خليل عانين ...
- رسائل إلى قمر حسام زهدي شاهين
- البياض عند -وجية مسعود-
- قصة القبعات الملونة نزهة الرملاوي
- المجتمع والمرأة في رواية-المطلقة-
- المخفي في ديوان -فائض بالموت- * للشاعر سميح محسن
- الطبيعة في كتاب -في ضوء ضفائرها تستحم الينابيع- مازن دويكات
- مستويات حضور اللذة في قصيدة -يا لذة التفاحة-
- البساطة والعمق في قصيدة -بلادي- كميل أبو حنيش
- ديوان دم غريب مسلم الطعان
- القيادة الفلسطينية بين النعامة والساموراي
- تقنية السرد في رواية -مكاتيب النارنج- محمود عيسى موسى


المزيد.....




- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ديوان -عدت يا سادتي بعد موت قصير- رامي نزيه أبو شهاب