أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هايل الطوالبة - ربطة الخبز المسمومة














المزيد.....

ربطة الخبز المسمومة


هايل الطوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 6706 - 2020 / 10 / 17 - 21:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في غرة رمضان فات، خرج قصي العدوان يحضر لأمه ربطة خبز قبيل الإفطار، فلم يعد!
عندما كان في طريقه، دعاه ابن خالته، تعال يا قصي. قصي هلّى بابن خالته مذ رآه، ابتسم قائلا "من هو مد ليّا وصل" فقصي جواد لا يخيّب من قصده. فما كان من ابن خالته حمدان نايل حجاج إلا أن بادره، على روحك!! وعاجله بطلقات صوبها على رجليه ليشل حركته. تداعى قصي ولم يكن يبالي بالألم، بادر حمدان يسأله، على أي شي جاي تذبحني؟ على مية على ناقة؟ عشان بنية عشاقة؟ رد حمدان، لن تكون خيرا مني بعد الآن!

استمر حمدان يطلق الرصاص على قصي في الشارع العام، تداعى قصي ومر به الناس فلم يتوانوا عن تصويره وهو يسقط بدلا من المعاجلة لإنقاذه. بما تبقى له من روح، مد يديه بوهن وأخفى وجهه لكي لا يصوره المارة الضباع الذين ينتشون على مصائب الآخرين.

نقلوا قصي للمشفى، بما بقي في روحه من رمق، ناجى أمه التي كانت تعد وجبة الإفطار لتجتمع الأسرة في فاتحة رمضان. ناجاها فقال، يمه، خنجرو بصدري دخل، دخل بضلوعي لنصابه، سلاح القرابة يا يمه ما اصعب صوابه، لا لي علم لا لي خبر، لا لي خصيم من البشر...بخاطرك يمه..

أم قصي كانت مشغولة في إعداد الطعام عندما وخزها قلبها وخزة نفدت إلى روحها، نادت قصي، ثم استعاذت بربها من الشيطان الرجيم وأكملت عملها شاردة، وإذ بالخبر يأتيها، وليدي!!!

وليدي مات؟؟! وليدي مات؟!
نوسو الشمس..إطفو القمر
سودة على كل البشر!


توفي قصي، ولم يفلح مسعى حمدان، فقد رحبت السماء بقصي، ونعته الأرض...نعت فيه نخوة الأردني الذي هب يساعد من يعرفه ومن لا يعرفه. جاء الغرباء من كل حدب وصوب يبكون قصي ويذكرون مآثره التي لم يعلم بها إلا هو وهم وخالقهما. غاب قصي وبقيت أمه تجاور قبره صبح مساء، لا يعزيها في مقتل فارسها إلا القصاص.

حرّمت الخبز على الدار مذ غاب قصي، ولعنت الخبز الذي غاب قصي بحجة غموسه. جفاها النوم وجرح ولدها ينز في صدرها كلما باغتتها غفوة. الجرح مفتوح حلق حية بشهور قيظ وشوبت...تنام الخلايق كلها والحية ما ضوت..

كلما سمعت بمصير حمدان، نكئ جرحها، ما تنحمل نار تعلق جوا الجرح. حمدان ادعى المرض النفسي مع أن عشيرته بلا استثناء تعرف أنه بلطجي يباهي بالمال والسلاح. قرر مشفى الأمراض النفسية أن حمدان سليم العقل، فالمرض في قلبه!
ذهب إلى السجن، وهناك استخدم ابن العشيرة ماله ونفوذه فأصبحت إقامته كمن يقيم في فندق خمسة نجوم، كمن يقتل ويعلو على القانون ولا يعلى عليه. أصبح حمدان إلها يحيي ويميت ولا يتجرأ القانون عليه، فهو فوق القانون.

فشل القانون في منظومة تكافئ المجرم بدلا من أن تعاقبه، أما العشيرة ففشلت في نصرة ابنها. يخاطبهم قصي...وليدك يا العشيرة فارس وميت غدر!! هل أصبح دمي ديته فنجان قهوة؟ والله ما أسامحكم! ليس لأنني ذهبت إلى بارئي، فنعم الرفيق الرفيق الأعلى، بل لأن الظلم ظلمات يوم القيامة.

تصبح أم قصي وتمسي ولسان حالها سودة على كل البشر! سودة على كل العرب...سودة على كل المحاكم والكتب...

بالأمس القريب، خرج صالح يحضر لأمه ربطة خبز هو الآخر، ولكنه عاد، بعين واحدة وبلا ذراعين، الجناة يحتمون بنفوذ مسؤولين يحرصون على خدمة خمس نجوم لهم في سجن لا يطول ويكونون به دائما فوق القانون.

محمد نوح القضاة أصبح يمتهن التسحيج ويحيد عن شرع الله في أكثر من مناسبة، والآن يروج لتحسين سمعة الأردن باسم الإسلام مقابل مكافأة مالية لأفضل صورة، وينسى أن السمعة الحسنة يحميها شرع الله الذي يقول أن من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا وأن القصاص حياة. سمعة الأردن ترقى بإحقاق الحق والحكم بالعدل، لا بتقديم صورة محسنة للتسويق المكذوب.

لن يكون صالح آخر ضحية للزعرنة المحمية من قبل الحكومة، ولن يكون قصي آخر فارس يموت غدرا ويعامل قاتله كسيد فوق البشر، ولن تكون الأردن بدمهم يهدر ويفر سافك الدم مدمر الأسر الأردنية إلا سودة على كل البشر...



#هايل_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الإلهاء الأردنية
- هل يستمر الأردن في زمن الكورونا؟؟
- حسين الجسمي المؤثر الذي تحسن الإمارات البعرية استغلاله
- رسالة مفتوحة إلى الرداحة المستأجرة إيدي كوهين
- التطبيع الناعم في الأردن
- رسالة مفتوحة إلى الأم الفلسطينية... رسالة إلى أم الإخوة زعزو ...
- الشيب هيبة أم خيبة؟
- نجم الدين الطوالبة والأزمة الأردنية الإماراتية
- الأردن يلحق بركب لبنان...تعدد الدمار والقاتل واحد!
- البلطجة عندما تتم باسم القانون
- غيلان الأردن...فساد من العيار الثقيل!


المزيد.....




- ترحيل مصري بأمريكا بسبب ما فعله مع كلب تفتيش بالمطار.. والسل ...
- احتجاجًا على الزفاف الفخم.. دمية شبيهة بجيف بيزوس تطفو في قن ...
- إيران.. صور من تشييع جثامين شخصيات قتلت بالضربات الإسرائيلية ...
- صور أقمار صناعية حديثة تظهر نشاطًا جديدًا في منشأة فوردو الن ...
- إيران: بدء التشييع الوطني لقادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا ...
- الحوثيون يطلقون صاروخًا باتجاه إسرائيل وسماع صوت انفجارات شر ...
- ترامب يرى وقف إطلاق النار في غزة -وشيكا- ويتوقع التوصل إليه ...
- نتفليكس تخمد أنفاس أشهر أعمالها على الإطلاق
- مجلس الشيوخ يرفض تقييد صلاحيات ترامب بشأن الحرب مع إيران
- هآرتس: إسرائيل قتلت نحو 100 ألف فلسطيني في غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هايل الطوالبة - ربطة الخبز المسمومة