فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6693 - 2020 / 10 / 2 - 02:08
المحور:
الادب والفن
تلكَ المدنُ....!
تلكَ المدنُ المُتَحَلِّلَةُ بعرَقِ الفلاحينَ... !
أكلتِْ المِلحَ
و رمتْ بياضَهُ...
في شِبَاكِ الصيادينَ
اصطادُوا الفراغَ...
في أوعيةِ الصمتِ الرمْلِيِّ
لتزدادَ شُحنةُ العرَقِ...
تلكَ المدنُ المُتحوِّلَةُ...!
تمشِي على جثتِهَا
ولَا تسترعِي انتباهَ الشمسِ ...
وهي تستقبلُ في بطنِهَا
نُطَفَ الأرضِ...
و يتضاعفُ المِلحُ...
تنتهِي المدنُ إلى وصيةٍ أخيرةٍ :
أنَّ العرَقَ
إذَا زادَ عن حدِّهِ ...
تحوَّلَ إلى ضدِّهِ
إِنقلبَ مِلحاً...
يَشربُهُ أطفالُ البَحَّارةِ
كلمَا جمعُوا الحَصَى ...
من الرملِ
لرشْقِ رأسِ الفزاعةِ ...
تلتقطُ مِلحَهُمُْ العصافيرُ...
من كَفِّ السنابلِ
ولَا يموتُ الترابُ عطشاً...
كلمَا تَحَلَّلَ جسدُ أحدِ الفلاحينَ...
يَتَجَشَّأُ سِتُّونَ مسكينا
كانَ هُنَاكَ فاتحاً فَاهُ...!
ذَاكَ المسكينُ...!
يستجدِي المطرَ
يطفِئُ انتظارَهُ...
بعدَ أنْ أغلقَ البئرُ الوحيدُ
فَمَهُ...
تلكَ المدنُ المُتَجَولَةُ
في العالمِ ...!
تلفظُ أنفاسَهَا الآنْ...!
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟