أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزي البكري - كل ضحية وأنتم بخير














المزيد.....

كل ضحية وأنتم بخير


فوزي البكري

الحوار المتمدن-العدد: 6693 - 2020 / 10 / 2 - 02:06
المحور: الادب والفن
    


(كانت مجزرة صبرا وشاتيلا في أواسط أيلول 1982.. وكان أيامها عيد الأضحى وقبله هلَّ عيد الفطر في أثناء الغزو الهمجي الإسرائيلي للبنان.. وهكذا.. قدَّم العرب للعيدين أضحية سمينة.. آلاف الرقاب الفلسطينية في معركة الغزو الذي استشرى في ظل مؤامرة الصمت العربية.. ومئات الرقاب في المجزرة المشؤومة. وهذه القصيدة بطاقة "معايدة" إلى الذين يدعون إنهم ورثة وأحفاد الرسول الذي بشَّر بالعيدين أصلاً.. عليه السلام.. وعليهم اللعنة! )

ودارَ.. ودارَ.. ودارَ الفـلـكْ
وعيدانِ في الأفـقِ العربيِّ
يـضِـجَّـانِ قـتـلاً
وشعـبـاً ضـحـايـا
ورتـلاً مِـنَ الأدعـيـاءِ
يُـقـدِّم كـلَّ التهاني
ويـنـبحُ كالكـلـبِ : يحيا الـمـلـكْ
فـكُـلَّ ضحـيـةْ.. وأنـتـم بـخـيـر
* * *

صارتْ نـخـبـاً في كُـلِّ كـؤوسِ الـعـربِ
دمـاؤُكَ يا شعـبَ فـلسطـيـن
طينٌ.. طينٌ.. طينٌ.. طينْ
والـمـجْـدُ الملكيُّ المترهِّـلُ
في عانـةِ جاريـةٍ
يـتـباهى بالـفـتحِ الاسلاميِّ
ومعركةِ الناصرِ في حطينْ
طينٌ.. طينٌ.. طينٌ.. طينْ
يا هـذا الـوحـلُ العـربيُّ
بـأي هـجـاءٍ
سوف نصـبُّ عـلى هـذا المستنقعِ
نيـرانْ الـتـأبـيـن؟
ولكـن هـو الـعـيـدُ
كُـلَّ ضحـيةْ.. وأنـتـم بـخـيـر
* * *

ثـديٌ..
عـفـواً.. اشـلاءٌ من ثـديٍ
تـتـقـطَّـر دمَّـاً
يعـلـقُ في شفـةِ رضيـعْ
ضيعْ.. ضيعْ.. ضيعْ..
والـمرصوفـون كـمـا الأخـشـابِ
على قـمَّـةِ فـاسٍ
زعـمـوا أنَّ حـقـوقَ الـشعـبِ المـذبـوحِ
على رُكَـبِ جـواريـهـم
مـا كانـت لـتـضـيـع
ضيعْ.. ضيعْ.. ضيعْ..
ايـنَ قـراصنـةُ العصرِ المشـؤومِ
أرونـي
أقـبـحَ مـن هـذا الطاقـمِ
او اكـثـرَ مـنـهُ شـنـيـعْ؟
ولـكـن هـو الـعـيـدُ
كُـلَّ ضحـيـةْ.. وانـتـم بـخـيـر
* * *

بـيـروتٌ دالـيـةٌ
ايـنـعـتِ الـفـوسـفـورَ عـنـاقـيداً
والـرأسُ الـمـلـكيُّ
تـأنَّـقَ في مـخـدعِـهِ الأمريكيِّ
عـقـالاً ذهـبـيـاً
وعـشـيَّـةَ عـيـدِ الـغـفـران
هـنـاك رؤوسٌ في تـلِّ ابـيـبٍ
تـلـبـسُ مـن نـشـوتـها تـاجَ الـتـوراةِ
وتـبـعـثُ لـلـعـدلِ ولـلـسـلـمِ نـبـيـاً
ولـكـن هـو الـعـيـدُ
كُـلَّ ضحـيـةْ.. وأنـتـم بـخـيـر
* * *

ضغـطـوا أزرارَ الرشـاشِ الحاقـدِ
فـاسـتـيـقـظَ من رَقـْـدتِـهِ الـمـوتُ
ولـمْ يـتـحـركْ للخائـنِ جـفـنُ ضـميـرْ
قـام الـمـاردُ مجـنـوناً لحظة َ سطوتـهِ
يحـرقُ أطـفـالَ الـثـورةِ
والـليـلُ الانسانيُّ ضريـرْ
مـسكـيـنٌ رادارُ الانسانيـةِ
لم يكشفْ حـجـمَ المـجـزرةِ
أو لـونَ بـشـاعـتـهـا
إلا في فـصـلٍ جـاء أخـيـراً
او شـبـه أخـيـرْ
ولـكـن هـو الـعـيـدُ
كُـلَّ شـهـيـدٍ.. وأنـتـم بـخـيـر
* * *

أنـهـارٌ.. أنـهـارٌ مِـنْ دمٍّ
يـسـبـحُ فـيـهـا الـصـمـتْ
وسـلاطيـنُ الـرجـعـيـةِ عـوراتٌ
تـتـدهَّـنُ بالـزيـتْ
وحـجـيـجٌ حـولَ الـكـعبـةِ
يـدعونَ بأن يحـفـظَ من سحلوهـم
ربُّ البـيـتْ
أصبحـنا في عصـرِ السـكـتـةِ
مـاسـوشـيِّـيـنَ
نـلـذُّ بـِضَـرْبـَاتِ السـوطِ
ونـرفـع بالـشـكـرِ.. الـصـوتْ
هَـلْ هـذا عـيـدٌ..
هَـلْ هـذا فـرحٌ
هَـلْ هـذا وعـيٌ
أم هـذا الـمـوتْ؟
مـوتٌ.. مـوتٌ.. مـوتٌ.. مـوتْ
ولـكـن هـو الـعـيـدُ
كُـلَّ شـهـيـدٍ.. وأنـتـم بـخـيـر
* * *

إِنَّ دمـاءَ الـحـيـضِ
إذا نـزَّتْ مِـنْ ارحـامِ فـلـسـطـيـنَ
تُـشـرِّفُـهـم
زعـمـاءً.. رؤسـاءً.. أُمـراءً
أشـبـاهَ رجـالْ
لـكـنَّ الشمسَ الشعبيةَ
لا بُــدَّ سـتـحـرقُـهـم
والـحـربُ سـجـالْ
مـا دامَ جـنـيـنٌ
في بطـنِ امـرأةٍ مـن أرضِ النـارِ
يـنادي مـن حُـجُـبِ الـغـيـبِ
أنـا آتٍ يـا أُمـاهُ
أقـودُ الى النصـرِ الأجيـالْ
ولـكـن هـو الـعـيـدُ
والـعـيـدُ خـيـرْ
كُـلَّ شـهـيـدٍ.. وأنـتـم بـخـيـر



#فوزي_البكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرارة تحت القمة البيضاء
- كابوس
- دعوة بالحضور إلى الميت الذي لا يموت
- مسافران
- عيد
- عنواني
- أنشودة للوطن
- حلم في لحظة واعية
- وسيبقى المسجد الأقصى
- خبيثة
- زغاريد في عرس الزنابق
- تائهان في الطريق
- يا قدس لا تستبشري
- رسائل بلا عنوان
- مقدسية
- عجولة
- أوثان يقبّلها جميع الأنبياء
- حجر على مستنقع الصمت
- منشور
- بدون إلهام


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزي البكري - كل ضحية وأنتم بخير