أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - الأحزاب والهجرة اللانظامية














المزيد.....

الأحزاب والهجرة اللانظامية


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6689 - 2020 / 9 / 27 - 13:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لبرامجها وخططها، ودون أن يُسائل أصحابها(نجيب الشابّي، سلمى اللومي،ناجي جلّول...) أنفسهم ما الّذي جعل الناخبين ينفرون منهم؟ثمّ ما الإضافة التي يروم هؤلاء تحقيقها من وراء ‹انبعاثهم› من جديد؟ وهل بإمكانهم تقديم تصوّرات جديدة وابتكار حلول لمشاكل مستعصية ربّما كانوا في يوم ما، سببا في تفاقمها؟. فماذا بوسع «العائلة الوسطية» أن تفعل لتقنع الشباب بأهميّة العمل السياسي والانخراط في الأحزاب؟ وما الخطاب المطمئن والمقنع الذي يمكن أن توفّره هذه الشخصيات الباحثة عن «عذرية جديدة» للمراهقين المندفعين نحو القيام بعمليات الانتحار أو العائلات التي صارت تؤثر الهروب من تونس في «قوارب الموت»على البقاء فيها؟ وهل بإمكان هذه الشخصيات أن تواجه احتجاجات الكامور وفيالق الشبّان والكهول الذين أوقفوا إنتاج الفسفاط، وهدّدوا بإغلاق النفاذ إلى موارد النفط والماء وغيرها؟

لقد صار من السهل جدّا تأسيس الأحزاب: يكفي أن تُوفّر المال والخلاّن والأتباع وبعض الانتهازيين والراغبين في السلطة والغنائم واللاهثين وراء المرئية، وتحفظ بعض الشعارات وتتدرّب على أشكال المراوغة والإيهام حتى تزعم أنّك «سياسيّ» صاحب «مشروع» و(«باتيندا») لخدمة الوطن.ولكن «هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين» ما العمل حتّى تستردّ مؤسسات الدولة عافيتها و«هيبتها» وتفارق وضع الهشاشة؟ وما هي الاستراتيجيات الكفيلة بدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام وإعادة بناء ثقة المستثمرين في الدولة؟ وكيف السبيل إلى إقناع التونسيين بأهميّة العمل؟

وفي ظلّ ترتيب الأحزاب الفاعلة في البلاد لأولوياتها وفق التوازنات السياسية وحرب التموقع يغدو ملفّ الإرهاب على رأس الأولويات عند البعض بينما يتحوّل ملفّ المصالحة الاقتصادية عند البعض الآخر إلى أولويّة الأولويات. أمّا ملفّ الهجـرة اللا-نظامية فلم يحتلّ الصدارة ولم ينل اهتمام أغلب النوّاب فهو ملفّ شائك يفضح محدوديّة الأحزاب وعجزها عن مواجهة هذه المعضلة. وعلى هذا الأساس نقدّر أنّ ملفّ الهجرة اللا-نظامية صار بمثابة محرار تقاس به جديّة الأحزاب وقدرتها على الفعل في الواقع بمحاصرة ظاهرة لها انعكاسات اجتماعية وأمنية وسياسية.

فعلى مستوى العلاقات السياسية بين الدول توتّرت العلاقة بين تونس وبلدان الجوار، وخاصّة إيطاليا بعد تدفّق أعداد هائلة من التونسيين على جزيرة لامبادوسا ممّا جعل السلط الإيطالية تمارس ضغطا على الحكومة التونسية لانتزاع موافقتها على مضاعفة عدد «المرحّلين قسريّا». وشكّل «غزو التونسيين» إيطاليا وعبورهم إلى أوروبا موضوعا مستفزّا للرأي العامّ ومثيرا للسخط والغضب فلا غرابة أن تتكثّف المشاوارات من أجل وقف هذا «النزيف» (بين 18 و20 سبتمبر غادر 26 مركبا البلاد التونسية حسب وسائل الإعلام الإيطالية).

أمّا اجتماعيّا فالظاهرة اتّخذت ملامح جديدة إذ لم تعد ‹الحرقة› حكرا على الشبّان بل صارت كلّ الشرائح العمرية ممثّلة بما فيها الرضّع. ولم تعد المغامرة علامة دالة على الرجولة بل أضحت الفتيات والنساء مقبلات على اختبار مسار «الحرقة». وبعدما كانت ‹الحرقة› حلما يدغدغ الأفراد صارت عائلات تفرّ من الوطن بل صار الحيوان الأليف المرافق الأثير. ولئن كان المرء يشعر في ما مضى، بالخجل والأسى وهو يتسّلل ليلا إلى السواحل فإنّ الصور الأخيرة للعائلات المتوجهة إلى إيطاليا تشير إلى هيمنة حالة الفرح والغبطة على أصحابها.

سؤال الهجرة اللا نظامية يطرح على الفاعلين السياسيين بالدرجة الأولى، إشكاليات كبرى: منها ما يتعلّق بمدى قدرتهم على تحليل أسباب الظاهرة وفهم علاقتها بدور الأسرة والتنشئة الاجتماعيّة، والتعليم ونمط العيش،والمؤسسات الثقافية ... ومنها ما له صلة بقدرتهم على التفاوض مع شرائح كبرى من التونسيين الذين باتوا يجاهرون بمقتهم للبلاد ورغبتهم في إعلان القطيعة مع الوطن، ومنها مدى استيعابهم لما تقوم عليه المقاربة الأمنية من رهانات، ومنها مدى معرفتهم بدلالات الخطاب الغربي المنبثق عن الفكر الاستعماري وطرق مواجهته تحقيقا للسيادة الوطنيّة، ومنه مدى إلمامهم بالبعد الحقوقي وما يوفّره من آليات وحجج تجعل التفاوض على قاعدة النديّة ممكنا.
لا يكفي أن نعلن عن ولادة الأحزاب ونتموقع باعتبارنا أصحاب سلطة وقرار ومال وجاه بل المهمّ هو أن نكون مؤهلين لمواجهة المشاكل الحقيقية للتونسيين حاملين لرؤية ومشروع ومستعدّين للتضحية في سبيل تغيير واقع المنسيين والمهمّشين واللامرئيين.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغنوشي ومحنة الخروج من موقع القيادة
- كلام موجع حول التعاطي مع الإرهاب
- «إياك أعني واسمعي يا جارة»
- ما وراء ردود أفعال الأحزاب على حكومة «المشيشي»
- تأملات في مسار الانتقال الديمقراطي
- وقفة تأمّل في دلالات «عيد المرأة التونسيّة»
- هل يستخلص «المشيشي» الدروس من التجارب السابقة؟ ما الذي جناه ...
- التجربة التونسيّة في بؤرة التحديق
- الأداء السياسيّ طريق لانتزاع الاعتراف
- من ثقافة تبرير الفساد إلى التربية على ثقافة المساءلة والمحاس ...
- الترفّق بالديمقراطية الناشئة
- مجلس الشعب و«التسويق» لثقافة العنف
- الشباب والحكومة وثنائية: المركز والهامش
- عرس ديمقراطيّ أم تعرية لواقع متأزّم؟
- معركة: الصناديق
- الغنوشيّ ... والاختبار العسير
- سياسات ارتجالية
- لثم الوجه ...ولا تكميم الأفواه
- العنف ضدّ النساء في زمن الكورونا
- حين تتحوّل الكورونا إلى مرآة نرى فيها عيوبنا


المزيد.....




- عناصر من شرطة نيويورك تدخل جامعة كولومبيا
- شرطة مدينة نيويورك تبدأ اقتحام حرم جامعة كولومبيا وتعتقل الط ...
- لقطات فيديو تظهر لحظة اقتحام الشرطة الأمريكية جامعة كولومبيا ...
- اتفاق بين جامعة أميركية مرموقة والحركة الطالبية المؤيدة للفل ...
- شرطة نيويورك تقتحم جامعة كولومبيا وتفض الاعتصام الداعم لغزة ...
- ترامب لا يستبعد حدوث أعمال عنف من مؤيديه إذا خسر الانتخابات. ...
- -كلاشينكوف- تسلّم القوات الخاصة الروسية دفعة جديدة من الأسلح ...
- حاولوا التقاطها بأيديهم.. لحظات تحبس الأنفاس لسقوط سيدة من ...
- -تدمير ميركافا وكمين محكم وإصابات مباشرة-..-حزب الله- ينشر م ...
- هلع كبير على متن رحلة إسرائيلية من دبي إلى تل أبيب


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - الأحزاب والهجرة اللانظامية