أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - أناييس نن - شظية من هنا، شظية من هناك














المزيد.....

أناييس نن - شظية من هنا، شظية من هناك


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6684 - 2020 / 9 / 22 - 15:51
المحور: الادب والفن
    


في يومياتها تحدثت أناييس نن، عن شخص تعرفه اسمه أرتو. مضت السنوات ولم تعد تلتقيه، ولكنها كتبت عنه قصة عنوانها: «أنا أشد مرضاً من السرياليين». لم يكن لديها جديد حول صفات أرتو غير تلك التي ذكرتها في اليوميات، ولكن تناهى إلى علمها أن الأمر انتهى به إلى مستشفى المجانين.
في كتابها «رواية المستقبل» الذي ترجمه، إلى العربية، محمود منقذ الهاشمي، قالت إنها ذهبت ذات صباح رفقة أحد المهتمين بالطب العقلي إلى مستشفى عمومي للمرضى النفسيين كتلك التي دخلها أرتو. هناك دخلت «مكاناً قذراً» يحاولون فيه تصنيف شكل الجنون قبل وضع المريض في المستشفى.
لم ترق لها ولا للشخص الذي كان برفقتها الطريقة التي كان الطبيب المعني يوجه بها أسئلة للمريض، الذي أمامه لكي يخلص إلى تشخيص حاله، ولكنها استمعت باهتمام لما كان يقوله المريض، فشعرت أن حديثه قد يكون هو نفسه الحديث الذي كان يمكن أن يدلي به أرتو، الذي عنه تكتب القصة المشار إليها؛ حيث لمست تشابهاً في التعبيرات الشعرية وفي طبيعة المخاوف.
كان عليها وهي تكتب القصة أن تضع «شظية من هناك وشظية من هنا»، والتعبير لها، شظية من حديث المريض الجالس أمام الطبيب وشظية مما تعرفه وتتذكره عن أرتو، وكانت تشعر أنهما منسجمتان سيكولوجياً ومنطقياً.
بعد سنة أو سنتين على نشر قصة «أنا أشد مرضاً من السرياليين»، صادفتها رسالة كتبها أرتو من مشفاه، فأدهشها أن لهجة الرسالة وموضوع هواجسها ولغتها شبيهة إلى أقصى الحدود بالحديث الذي سجلته للمريض الذي رأته في المستشفى الذي زارته، ووجدتها متسقة معه سيكولوجياً ومطابقة للواقع الداخلي عند أرتو.
هذه الشهادة تتصل بالخزّان الذي منه يستقي الأديب، خاصة حين يكون سارداً، حكاياته وانطباعاته. في الكثير من الحالات نحن لا نصف ما نرى على الفور، إنما ما نتذكره من تلك الرؤية، بعد أن تصبح خلفنا، ولكن الذكريات وحدها ليست كافية لتعبئة الفضاء السردي، وهنا ربما يستعين السارد ببعض المشاهدات وبالكثير من المخيلة، التي يتفاوت ثراؤها بين سارد وآخر.
سومرت موم، كان يشير دائماً إلى استخدامه عند الكتابة القصص التي كان يسمعها، وكتّاب آخرون يستمدون أحاديثهم مما يقرؤونه في الصحف. أما أناييس نن نفسها فكانت تفضل أن تكون أقرب إلى مادتها منهم، لكنها لا تنفي أن بعض الأشخاص يتقنون سرد القصص على نحو لا يشعرنا بالحاجة إلى التأكد من صحتها.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبودية الآلة كما رآها أوسكار وايلد
- قسمة ضيزى
- المشي الحر
- غواية الشحرور الأبيض
- ذبابة سقراط
- ما القضية التي تشغلنا
- في قلوب الناس باقٍ - الفنان سلمان زيمان: أشعل ذاكرة لن تنطفى ...
- الأطباء الحفاة
- «كورونا » يكشف عاهات العالم
- محنة المثقف
- سمير أمين
- فيلتسيا لانغر.. وداعاً
- هكذا تكلّم أحمد سند في الأول من مايو
- معاقبة موسكو أم ترامب؟
- بين البحرين وتونس
- الروس والعرب
- إرهاب عابر للقارات
- ترامب الأوروبي
- المهم وغير المهم
- المرأة الحديدية


المزيد.....




- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - أناييس نن - شظية من هنا، شظية من هناك