أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ليلو كريم - لنستكشف المقاومة ١















المزيد.....

لنستكشف المقاومة ١


محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 6684 - 2020 / 9 / 22 - 11:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استكشاف أخلاقي ..

" أن المُلك يدوم مع الكفر ولا يدوم مع الظلم "
النبي محمد

خلف ظهر المقاوم تحتمي نصوص مُقدسة وأسماء مقدسة وأضرحة مقدسة وطائفة يُذاد عنها لئلا تفنى أو تُخترق دينيًا أو فكريًا ، وبقبضة المقاوم المُمسكة بالسلاح يُمنع ( الآخرون ) أو ( المُغايرون ) من النيل من طائفة الله ؛ المتمسكة بالعروة الوثقى ، والقابضة على الجمرة ، والمُمَنهَجة بمنهاج العصمة ، والموالية للدر المُصفّى ، وباقي العالمين من تراب رخيص .
التوصيف السالف هو عقيدة المُقاوم والتي تشربت بتكوينه الإيماني وأستقرت في قعر ذهنيته الدينية ، وهي عقيدة مُشتقة من صيحة إعلانية تُنسب للنبي وصف فيها خروج علي بن ابي طالب الى عمرو بن ود العامري في موقعة الخندق ( برز الإيمان كله للكفر كله ) فتقرير النبي أن الموقعة فرزت وبشكل جلي خندقين من التحزب ، فحزب لله ، وحزب للشيطان ، وأن هذا الفرز القاطع المتنافر باقٍ الى اليوم المعلوم ، ولما حان عصر المقاومة تجدد الفرز على حافتي الخندق الفاصل ، فمقاومة الله ، وكل الآخرين حزب للشيطان ، فهل يتداخل علي بعمرو ، أم هل يختلط النبي بمشركي قريش ، أو هل تنصهر العصمة الطاهرة المُطهرة بالشرك والكفر النجس ، وكيف لحزب الله المقاوم المُقدس التسالم مع حزب الشيطان الدنِس ، فالمقاومة طُهر خالص قِبال العدو النجس الدنِس ، ولا سبيل آخر لتحقيق مشيئة الله غير محق وسحق مشيئة الشيطان وآله ، وليس غير القتال والقتل والدم والشهادة من طريق ( إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله . قلنا صدق الله وقالوا كذب الله . قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله وقاتل معاوية بن أبي سفيان علياً بن أبي طالب عليه السلام وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليه السلام و السفياني يقاتل القائم عليه السلام .
الإمام الصادق .. معاني الأخبار / 346 ) .
ذلكم هو وصف وحقيقة المقاومة ، وغاية وجودها ، وخلاصة عقيدتها ، والبداية والوسط والخاتمة لحركتها ، فالمقاومة كوجود هو نفسه وجود البندقية والحرب ، وبإخماد الحرب ستُخمَد المقاومة ، فلا وجود للمقاومة بدون وجود الحرب ، فحركة المقاومة مرتبط عضويًا وعقائديًا بحركة الحرب ، وحينما يختفي العدو ستتلاشى المقاومة عضويًا وعقائديًا .
إذن ؛ هل من أدوار أخرى على عاتق المقاومة وجب عليها آدأوءها ؟ .
وماذا تؤدي المقاومة من أدوار غير المقاومة ، حتى أن العنوان يدل على أساس المشروع وحركته وعمله ، فهي ليست ( حركة دعوية ) أو ( تبشيرية ) أو ( منبرية ) أو ( حوزوية ) أو ( إجتهادية ) أو ( حزبية ) أو ( فرقة كلامية ) أو ( إسلام سياسي ) وليست أي شيء غير انها ( مقاومة ) وتعني مجموعة تحمل السلاح داخلة في حرب مسلحة مع أعداء ، وأعداء المقاومة المتصادمين معها جزء من كل ، فالمقاومة تعتبر كل من لا يعتقد بعقيدتها عدو ، وهو بالتالي عدو لله ورسوله وآله بيته والخلف المهدي ، فليس من مهادنة وسِلم ومجاملة ودبلوماسية مع العالم ، كل العالم ، ولابد كفرض واجب ارضاخ العالم ، كل العالم لمشيئة الله المُتجسِدة بنائب الإمام المهدي والمحمية بسلاح المقاومة ، وإلا فالحرب تظل مستعرة الى يوم الظهور ( اَللّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلانَا الاِْمامَ الْهادِيَ الْمَهْدِيَّ الْقائِمَ بِاَمْرِكَ ، ....... ، اَللّهُمَّ اجْعَلْني مِنْ اَنْصارِهِ وَ اَعْوانِهِ وَ الذّابّينَ عَنْهُ وَ الْمُسارِعينَ اِلَيْهِ في قَضاءِ حَوائِجِهِ ، وَ الْمُمْتَثِلينَ لاَِوامِرِهِ وَ الُْمحامينَ عَنْهُ ، وَ السّابِقينَ اِلى اِرادَتِهِ وَ الْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْهِ .
اَللّهُمَّ اِنْ حالَ بَيْني وَ بَيْنَهُ الْمَوْتُ الَّذي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْماً مَقْضِيّاً فَاَخْرِجْني مِنْ قَبْري مُؤْتَزِراً كَفَنى شاهِراً سَيْفي مُجَرِّداً قَناتي مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدّاعي فِي الْحاضِرِ وَ الْبادي / من دعاء العهد ) .
لا يكثرت المُقاوم للعمل الخيري ، ولا يسعى لتخليص الناس ( حتى الشيعة ) من ظلم سياسي ، ولا يتحرك ليقاوم سياسة إفقار وتجويع ، أو قمع وإضرار تمارسه السلطة ، فقائمة الأعداء مُقررَة ، ومهمة المُقاوم مُحددة ، ولا قيمة في معايير توجهه المقاوماتي لنفسٍ تُظلَّم ، أو مواطن تُسلب حقوقه ، أو أرملة يُغبن حقُها ، أو يتيم لا تهتم له الدولة ، أو مجتمع يُنهَب ، فالمقاومة حددت للمُقاوم أعداء الدين وما عليه إلا توجيه فوهة بندقيته نحوهم ، وما عليه إلا الدفاع عن الشيعة ، وليس الشيعة !!!! .
واجب المقاومة الديني الإشتباك مع الأعداء الذين ذُكِروا في قائمة الأعداء ، ولا تكليف شرعي أو واجب ديني على المقاومة في تخليص الناس من ظالم متسلط أو فساد حكومي أو حماية مظلوم من المواطنين ، وهذا لُب الخلل في حركات المقاومة والحركات الثورية ، بل هو خلل في بُنية العقائديين ، إذ أن وعود تحقيق العدالة واسترداد المسلوب من الحقوق وتحسين حال الفقراء وحماية ورعاية المظلومين وكل وعود وشعارات العدالة والحقوق والخير مجرد لافتات ستُنزَل وتطوى عند تدشين مشروع الثورة أو المقاومة والشروع بتطبيقه ، فالثائر والمُقاوم يحمل عقيدة ( الثورة الدائمة - المقاومة الدائمة ) وهي ديمومة التصادم .
عن كثبٍ ؛ سأنقل لكم التالي :
أنا ولكوني من شيعة العراق وأنحدر جنوبًا عائلًة وولادًة أفهم أهل هذه الملة ، وكما قالوا قديمًا : أهل مكة أعلم بشعابها .وأنا أفهم شِعاب نفوس شيعة الجنوب .
الطابع العشائري المُغرَم بالتسلح ومعارك القرى عامل يجذب الجنوبيين للإنخراط في الفصائل المسلحة وكما عبّر عن ذلك أحد الجنود وهو في نشوةٍ وأسارير منتشية ( انه شيء رائع أن أقتَل ولا أدفع دية ) وطبعًا أنا حوّلت المقولة للفصحى ليتسنى لكل قاريء من غير العراقيين فهمها ، وعلى اليوتيوب يوجد المقطع الذي يتحدث فيه الجندي بما نقلته بين مزدوجين ، وهكذا لبّت الفصائل المسلحة رغبة جامحة للشيعة الجنوبيين ، وكذلك لبّت رغبة لا تقل جموحًا لديهم فهي زودتهم بهيبة وتفاخر بين أناسهم ، ومن طِباع المجتمع القبلي التفاخر ، بل الغلو بالتفاخر ، ولا أقلل من عامل التقديس للعمامة فهو في محور الدوافع والجذب ، إذن ؛ فالسلاح والعشائرية والعمامة كونت مجتمع المقاومة المُستل من مجتمع العشيرة ، وبالتالي ؛ فهو ليس تجمعًا اصلاحيًا ، أو يسعى لتحقيق عدالة ، أو ثورة جياع ، أو حِراك طبقي ، أو حركة مطالبات اجتماعية ، أو نزوع فلسفي أو علمي ، أو جهاز دولة مُسلح بعقيدة قتالية ( كالحرس الجمهوري الخاص وفدائيو صدام وجهاز مكافحة الارهاب والبيشمركة ، وحشد فتوى السيد السيستاني الى حد ما ) فأوجه المقاومة التي أعنيها هي الفصائل الشيعية العراقية الموالية للولي الفقيه ، والحوثيين ، وحزب الله ، وهذه الأوجه الثلاثة هي الأبرز ، إذ تلكأت الحركات الشيعية في البحرين ومصر والسعودية ببلوغ مستوى المقاومة ، واما ايران فهي دولة مقاوِمة وليس حركة أو فصيل مُقاوم ، وأعتقد أن التوضيح جيد .
يبدو ، وبشكل واضح أن مصطلح ( مقاومة ) ورد في جوانب علمية للكهرباء والفيزياء والكيمياء وحتى الطب ، ولكن المصطلح بمفهومه السياسي أستُعمِل للدلالة على فعل ( ممانعة ) وبالتحديد هي فعل ممانعة لأجل صد قوى مفروضة من الخارج ، فالمقاومة أو الممانعة هي عدم الرضوخ لقوة خارجية تريد فرض أرادتها ، ولكن المصطلحات والمفاهيم تتطور وتتشعب ، وقد تتعقد ، فالمقاوم ومن وجهة نظر اجتماعية هو من جسد المجتمع الذي صدر منه ويدافع عنه ، فالمقاوم العراقي من المجتمع العراقي ، والمقاوم الشيعي العراقي من جسد المجتمع الشيعي العراقي ، ومن أوجه تطور المقاومة أن جيفارا لم يكن مقتصرًا في عمله كمقاوم على مساحة بلده ، والمقاومة الصدرية بمسمى جيش المهدي اشتركت مع السلفية ورئيسها مهدي الصميدعي في مقاومة الوجود الأمريكي العسكري في العراق ، أما تعقيدات شكل المقاومة فمنها أن المقاومة تتحول لقوة تريد ارضاخ المجتمع الذي تنتمي له ، فالمقاومة قد تتحول لقوة عقائدية تفرض ما تعتقد به على مجتمعها ، أو تتحول لقوة فساد ونهب أموال ، أو تتحول لقوة تتمايز عن مجتمعها بخطابها وحركتها ولباسها وتوجهها حتى لتبدو منفصلة عنه ، أو تولي وجهها لجهة خارجية ، ولكن ؛ هل من قوة مقاومة تحولت الى قوة خيّرة في مجتمعها ؟ .
يبدو أن اخلاقيات " السِلْم " لا تُمثل مشروعًا أو تطورًا أو تحولًا لاحق للمقاومة ، وهذا ما نكتشفه جليًا أن أجرينا مقارنّة بين المقاومة التي نعرفها اليوم والمُقاوِم السيد موسى الصدر ، فبحسب شهادة للكويتي عبد الله النفيسي انشأ الصدر مؤوسسات وجمعيات وورش مهنية لخدمة وتعليم عامة الناس من الجنسين ، وقطعَ يد الاقطاع في لبنان وحجّمَ سطوة عوائل اقطاعية ، وبفضل تلك الورش المهنية تعلم الفقراء مهن تدر عليهم الأموال فانتقلوا من حال الى حال إذ انتزعهم موسى الصدر من اوضاعهم البائسة الى رحابة العيش الجيد وهذه مقاومة ، بل أن المقاومة المسلحة لن تبلغ النصر ما لم تبلغ الإنجاز الاجتماعي ، أي أن القتال وحده لن يفلح ، ولكن الأمر يتوقف على الأبوة المؤوسِسة ، فالأب المؤوسِس أما يخلق نفوس اتباعه بيده ، أو بصوته ، وما فعله موسى الصدر أنه خلق نفوسًا بيده ، ولكن موسى الصدر لم تدم ابوته بعد اختفاءه وتحولت اضواء الأبوة ، بل وحتى التقديس صوب وجه السيد الخميني ، إنها فلسفة الأبوة المؤوسِسة والتي ستوجه الجماعة لاحقًا من وحي المبدأ .
لا مهرب لي من الالتفات لسؤال سيُطرح حتمًا ، وهو : ما الفرق بين المُقاوِم موسوى الصدر والمُقاوِم الخميني ؟ .
أن المقاوم العقائدي طوبائي بالغالب يرنو الى يوتيوبيا تتحقق على يد من يفوقه علمًا وقدسية سيأتي في مستقبل بلا تحديد للوقت ، والمقاوم الموضوعي وهو عكس الذي يرنو ليوتيوبيا ستتحقق في المستقبل ؛ ينظر في مواضيع الناس وواقعهم ويسعى لتغييرها ، وهناك فارق جوهري بين من ينظر الى ، ومن ينظر في ، وعليه ؛ فأن هناك فارق تأسيسي بين موسى الصدر وروح الله الخميني ، فالسيد الخميني أسس دولة ايران الاسلامية كمضطرٍ عليه أن يؤوسس المراحل العابرة لبلوغ لحظة مناصرة الإمام المهدي وكل ما في الطريق لبلوغ تلك اللحظة لا قيمة ذاتية له فدولة الإمام المهدي هي الغاية والطريق اليها هو طريق الثورة والمقاومة المسلحة والتضحية والاستشهاد والصبر ، بينما أسس موسى الصدر لحظات بذاتها تخدم لحظات الناس ومعاشاتهم ، وللقرآن رؤوية يسردها نصًا روائيًا عن المقاومة التي هي على شاكلة المُقاوِم موسى الصدر (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ / سورة يس ، 47 )) هذه الآية تتعلق بأوضح رسالة للمقاومة ، ووضوحها صارخ مدوٍ ، فالذين آمنوا يدعون للإنفاق والإطعام وهي دعوة - مقاومة بوجه البخلاء الذي أشار لهم القرآن ( الَّذِينَ كَفَرُوا ) ويبدوا أن الذين وصفهم القرآن بالكفر كانوا رعاة نظام أضر بالناس وجعلهم طبقات وأفقرهم فظهرت مقاومة من المؤمنين طالبت النظام بالإنفاق وتحسين ارزاق الناس ، بل أن النظام الظالم ، الغير عادل استفسر عن وعدٍ قال به المؤمنون المقاومون يُنبيء بأنهيار النظام اذا ما استمر في الظلم ( وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ / سورة يس ، 48) وبجمع الآيتين نكتشف أن مقاومة الإفقار وتخريب المعاشات حركة عظيمة يخوضها المؤمنون مؤيدين من الله وبه سينتصرون (( مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ☆ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ / الآيات 49 و 50 من سورة يس )) واعتقد أن تسلسل الآيات يوضح حركة مقاومة واضحة الرسالة والمدى .
في الآيات آنفة الذكر تبيّن أن المقاومة لا تتفق مع الظلم الذي تمارسه السلطة ، ولا مع فساد النظام ، ولا مع المفسدين ، وتتخذ موقفًا معارضًا لا مداهنة فيه ولا مساومة هو امتداد لموقف السماء ، فالله لم يقاوم ابليس بالسلاح ، وقد طرد آدم خيرة خلقه من نعيم الجنة لمجرد توافق بسيط وأكلة واحدة توافقية ، وكأن الله ومن اول يوم الخليقة قرر أن لا إلتقاء بين مقاومة وفساد في نفس المساحة لأن المقاومة بالأساس تتحرك ضد نظام الفساد ولإنتشال المنكوبين في نظام الفساد ممن تمكن نظام الفساد من التغلب عليهم معاشيًا وطبقيًا ، ولكننا نرى أن المقاومة اليوم تعني أولًا واخيرًا حمل السلاح وإطلاق شعار مقارعة العدو ، والمقارعة لا تتجاوز الاشتباك المسلح ، أما تلك الفلسفة الإلهية للمقاومة وكما هو موضح في الآيات من سورة يس فقد أهملت وصارت في خبر كان .
تعالوا لنستعرض مقارنة بين ردة فعلين للسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله المُقاوِم ، الاول كان حول مقتل قاسم سليماني قائد جيش القدس ، والثانية حول تفجير مرفأ بيروت ، فالسيد نصر الله أتى بردة فعل لمقتل سليماني تختلف تمامًا عن تلك التي أتت لتفجير مرفأ بيروت ، فمقتل سليماني أبكاه الى حد النحيب وأغضبه الى درجة الإستشاطة ، بينما كان هادئًا وفي حالة ارتياح وهو يتحدث عن تفجير المرفأ ، وردة الفعلين تُظهران ما أقصده من التفريق بين المُقاومة العقائدية والمُقاومة الموضوعية .
صحيح أن المقاوم العقائدي موجود في الزمكان ولكن ذهنه وعاطفته مجذوبة وبقوة الى خارج الواقع المُعاش . وكذلك ؛ تنهار فضيلة المقاوم العقائدي في علاقته ومسؤوليته تجاه الإنسان الملموس ويترفّع عن الخوض في احتياجاته ومظلوميته ، فهو يعتقد وبقوة أن استرجاع الحقوق يكون للرموز المقدسة التاريخية وهم النبي محمد ، والوصي علي الذي أغتُصِبَ الخلافة ، وفاطمة وبنيها ، وليس من تكليفه أن يسترجع حقوق اشخاص يتضورون جوعًا وفاقة وتهميشًا بسبب نظام ظالم فاسد ، بل قد يدخل في وفاق مع النظام الظالم الفاسد بدعوى التقية .
للتأكد مما اقول لتنظروا لعوائل شهداء الحشد الشعبي ، وفقراء الشيعة ، والأحياء الشيعية الكثيرة البائسة الخالية من جودة التعليم والطب ، إذ حتى من بذل دمه من مقاتلي الحشد الشعبي لم ينل ما ناله القائد ابو مهدي المهندس ، فالطبقية موجودة في جسد هذا الحشد المُقاوِم ( المُقدس ) ولكم أن تتأملوا ذهنية المُقاوِم القيادي العقائدي الشيعي .
نحن نُفرّق في هذا المقال بين المُقاوِم العقائدي والآخر الموضوعي ، ونستبعد المُقاوِم الماكر الذي سلك طريق المقاومة لمصالح شخصية ونزعة لا علاقة لها بالدافع العقائدي ، ورغم أن الكتابة في هذا الشأن لا تخلو من صعوبة وتعقيد إلا أن البدايات تُمهد لمتواليات .



#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص المُقرْأن 4
- النص المُقرْأن ٣
- النص المُقرْأن ٢
- النص المُقرْأن ١
- الشعب الجديد
- إنَّما الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ .. توجه الكاظمي للسعودية .
- هذه هوامش .. اغتيال هشام الهاشمي
- النص المُقَرْأن
- قالوا لي : أستنجد بهذا الضريح . .
- القرآن وعاداشيم .. ( עדשים )
- سورة كورونا
- سردٌ باطل يُدّعى به حق
- كانطيتي وغيبهم
- القانون يحتاج لحرية مُدربَة
- التدريب عملية تربوية
- اللُّب ٢
- اللُّب
- نبؤتان .. ٦
- نبؤتان .. ٥
- نبؤتان .. ٤


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ليلو كريم - لنستكشف المقاومة ١