أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد ليلو كريم - النص المُقرْأن ٢















المزيد.....

النص المُقرْأن ٢


محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 6676 - 2020 / 9 / 14 - 09:09
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لا دخل لنظرية التحريف في هذا المبحث ، لا من قريب ولا من بعيد ، كما ولا نُناقش هنا وحيانية القرآن ، ولستُ في معرض التطرق لهكذا مواضيع ، فهذا المبحث يتعلق بالنصوص القرآنية الرسمية التي تحدثت عن اسرائيل وبنيه وذريته والديانة اليهودية ونصوص التوراة فوجدنا إنها نقل عن اصل ، وفي ذلك حث شمل حتى النبي ورد في القرآن ( فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ/ يونس ٩٤ ) وهذا النص الوارد في القرآن يحث المسلمين والنبي على السؤال لا على الإطلاع أو الإستفسار ، وهو سؤال عما جاء في الكتاب الذي سبق كتاب القرآن ، وهو أمر يزيل الشك ويُعزز وثاقة ما أنزِل على النبي ودوّنَ في كتاب القرآن ، وإلا - وبخلاف آراء المفسرين - لما جاء هذا الحث وأنزِلَ على النبي وأمِرَ به ، وكل ما قرأته من آراء المفسرين الذين ينكرون حدوث الشك عند النبي لم تكن احتجاجاتهم دامغة ، وقد ساقوا - ما ظنوه - قرائن قرآنية تُثبِت صحة تفاسيرهم ، ولكنهم ما بلغوا المراد ، وهل من قاريء للنص محل الشاهد يقول بأن ما ورد فيه في حث للنبي كان قصدًا لنقيضه بالتمام ، أي قولهم أن النص القرآني جاء ليُثبت عدم وجود شكٍ في نفس الرسول ، وهو قول مناف للدلالة الدامغة ، فالحث بائن جلي ليعود النبي الى أهل الكتاب - التوراة ليسألهم في قضية تنزيل أو نزول - ولن أناقش هل التنزيل أو النزول هو ما نزل من السماء أو من مرتفع أو مكان جغرافي يمتاز بعلو ما عن المُنزّل إليه - ما ورد في القرآن مما هو في أصله توراتي ، والدليل على ما نقول ؛ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ . وبالتحديد كلمة ( يقرءون ) ففعل القراءة هنا يقتضي وجود لغة ، وهذا ما يدعم أن الكتاب السابق لو كان بنفس لغة القرآن لحُثَّ النبي على قراءة الكتاب - أليس النبي أعلم بكتب الله من كل البشر - ولكنه أحيل الى قُرّاء ذلك الكتاب لكونه بلغتهم هم ، وهم أعلم بتفاصيل ألفاظه وهي ليست بألفاظ عربية (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ / النحل ٤٣ )) .
لنرجع الى الآية التي تصدرت المقال ونُدقِق فيها ، فالنص القرآني يطلب من النبي الرجوع الى من قرأوا الكتاب قبله ، وبرجوعه لهم عليه أن يسألهم ، ولكن ؛ هل يرجع النبي الى من رحل عن هذه الدنيا من انبياء بني اسرائيل ، والنص القرآني يدعوا الرسول الى الرجوع الى من ( يقرءون ) لا الى من قرأوا ، أي إنه يدعوه للرجوع في زمن المضارع وليس الرجوع للماضي ، بل أن الفعل ( يقرأون ) تدل على المضارع والاستمرارية وإلا لجاء بصيغة ( قارئون ) وهي صيغة أخف في الإستمرارية ، فلنتدبر هذا النص بتدقيق وعناية .
هل تدل ( مما ) وفي بعض المواضع على التبعيض ، والتبعيض بالمجمل تفيد للدلالة على جزء من كُل ، وهي مصدر ( بعض ) ، وقد وجدتُ أن ( مما ) وفي أكثر من موضع في القرآن وردت لتدل على التبعيض ( بعض من ) كما هو الحال في الآية ٧ من سورة النساء (( لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ )) و ( مما ) التي وردت ثلاث مرات في هذه الآية تعني وبدلالة كلمة ( نصيب ) الحصة من الترِكة كما هو جلي ، وأعتقد أن ( مما ) تفيد نفس الغرض في سورة يونس .
" مما " التي وردت في سورة يونس تعني أن النبي حين يقع في شكِ تجاه نصوص القرآن المنقولة عن الأصل الإسرائيلي ( وهي بعض من القرآن ) فعليه الرجوع الى من يقرأون التوراة وهم أهل الحفظ والتفسير واللغة الإسرائيليين لكونهم أعلم بما جاء في كتابهم من غيرهم بحكم خبرتهم به وإتقانهم للغته لأنها لغتهم وأنهم ورثة آبائهم الأنبياء وحفظة اسرارهم ، وهنا يتبين الجانب العائلي ، فالذين يقرأون التوراة هم ابناء الذين قرأوا التوراة في الماضي ، والإبن أحق بإرث ابيه ، وقُرّاء التوراة في عهد النبي محمد هم أبناء قُرّاء التوراة الآباء الراحلين ، ورجوع النبي للأبناء هو في المحصلة رجوع للآباء ، والآية تُشير على النبي أن يراجع الذين يقرأون التوراة ممن سبقوا نبوته زمنيًا ( الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ) فالنبي بُعِثَ بالنبوة ووجد قُرّاء التوراة يتلونه مما يدل على أن هناك طبقة كانت آنذاك من القُرّاء للتوراة عاصرت عهد النبي وشهدها وهي قد سبقت بعثته ، وهم بحكم السبق والوراثة اعلم من غيرهم بأمور دينهم وتوراتهم (( الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ / الآيات الأولى من سورة يوسف بن اسرائيل )) فغفلة النبي معروفة مُعترف بها بتفاصيل ( تلك آيات الكتاب ) و ( تلكَ : اسم إشارة للبعيد وهي مؤنَّث ذلك، والكاف فيها للخطاب ) والتوراة أبعد زمنيًا من القرآن بالنسبة للنبي محمد وهو غافل عن آياتها ولغتها لأن القول اسرائيلي ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ ) وهنا تحتم على النبي الرجوع لأهل الدين من الابناء لأنهم الإمتداد الطبيعي لآباءهم ، والنبي أجنبي بالنسبة للنص الاسرائيلي ، وغريب بالنسبة للابناء الاسرائيليين ، وأعتقد انني تعمقت بما فيه الكفاية لتوضيح المراد .
.................
ولنُكمِل ما بدأناه في المقال الأول في تبيان النص ( المُقَرْأَن ) :
قُلنا أن النص الإسرائيلي المنقول الى القرآن بعد تعريبه ؛ له أصل من نص ولغة ، وأطلقنا على هذا النص بعد تحويله تسمية ( المُقرْأن ) وأخذنا كلمة ( توراة ) كمثال ، فكلمة توراة ليست عربية ولم ترد في القرآن ككلمة عربية قرآنية لا وجود سابق لها ، وكلمة ( توراة ) هي إسم الكتاب الذي أتخذه الاسرائيليون شريعةً تلقاه نبي الله موسى الذي نُزّلت عليه الألواح ( التوراة بالعبرية تعني الشريعة أو التعليم أو التوجيه وخصوصاً فيما يتعلق بالتعليمات والتوجيهات القانونية ، وترمز التوراة للأسفار الخمسة الأُولى من الكتاب المقدّس اليهودي التناخ ) ..
نُكمِل في آخر المقال التالي .



#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص المُقرْأن ١
- الشعب الجديد
- إنَّما الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ .. توجه الكاظمي للسعودية .
- هذه هوامش .. اغتيال هشام الهاشمي
- النص المُقَرْأن
- قالوا لي : أستنجد بهذا الضريح . .
- القرآن وعاداشيم .. ( עדשים )
- سورة كورونا
- سردٌ باطل يُدّعى به حق
- كانطيتي وغيبهم
- القانون يحتاج لحرية مُدربَة
- التدريب عملية تربوية
- اللُّب ٢
- اللُّب
- نبؤتان .. ٦
- نبؤتان .. ٥
- نبؤتان .. ٤
- نبؤتان .. ٣
- نبؤتان .. ٢
- نبؤتان


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد ليلو كريم - النص المُقرْأن ٢