أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد ليلو كريم - الشعب الجديد














المزيد.....

الشعب الجديد


محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 6652 - 2020 / 8 / 20 - 22:21
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الآن ؛ في العراق ثلاثة شعوب ، هي أجيال ثلاثة ، وأن الجيل ؛ الشعب الجديد الذي يُعرف بجيل تشرين ما هو إلا تجسّد لخطايانا وعظائم ما ارتكبنا من ذنوب ، هُم ليسوا لقطاء أو عاقين ، هُم النقمة المتراكمة لثلاثة أجيال ، ولكن الجيلين القديم والوسيط لا يعترفون بخطايا القسوة ، وذنوب العنف العائلي ، وبطش السلطة ، حتى إذا ما توالت العقود كبرنا ووِزعنا بين ميت ومريض بسبب تقدم السن فثار ابناءنا علينا مطالبين بثارات كانت في النفوس مكبوتة ، وحانت لحظة الحساب ، وصرخوا بنا أن شهرنا ليس من شهوركم ، وعامنا ليس من اعوامكم ، وتكاتكنا لا تشبه سياراتكم ، ومفرداتنا لا تنتمي لمفرداتكم ، وأننا لسنا منكم ، وساحات معاركنا غير ساحات معارككم .
لم نتخلى نحن ومن هم بعمر آبائنا عن ثقافة القمع ، والتنكيل ، والعنف ، ولم نتقبّل حقيقة أن شعبًا جديد يحل بدلًا عنا مختلف عنا اختلافًا كبيرًا وعميق ، فنظرنا لهم من زاوية دينية أو تسلطية ، فأعتبرناهم كفارًا أو متمردين ، وبقوة وبقلوب كالصخر ضربناهم ، كما ضربنا آبائنا ضربناهم ، وكما ضرب أجدادنا آبائنا ضربناهم ، والضربة أحدثت جرحًا غائر في نفوسهم الطرية ، وقلوبهم اليافعة ، وأجسادهم الناعمة ، وهكذا صار بيننا وبينهم حاجز نفسي ، فالطفولة مازالت في نفوسهم وهي من تبكي الآن وتصرخ غاضبة ، ونفوسهم غير نفوسنا المُسنة المتخشبة ، فما ذنب الورود الجديدة التي تفتحت بين الأشواك العتيقة .
هم الواقع الحيوي ، هم الآن اليد العاملة والطلاب والأطباء والحقوقيين والأسرة الجديدة والمنتشرين في ملاعب كرة القدة والمراهقين ، ونحن من ننسحب من الحياة وآبائنا بقوة الموت وأمراض التقدم بالعمر ، وكلما مر عام نقترب أكثر من خطر عظيم ، فعندما تنهار الكفة التي تحملنا سترجح كفة ابنائنا الثائرين وسينالون منا بدافع الثأر ولن تسلم حتى قبورنا من طوفان الثأر ، والغد الخطير قريب جدًا ، أي غد الثأر .
نحن وآبائنا لا نصلح للحكم ولا أن نكون شعبًا يلد أجيالًا بأفضل حال .
نحن وآبائنا لا نتقبل المواطنة والحرية والعدل ومدنية الدولة وقيم الديموقراطية والليبرالية ، ونقاتل حتى ابنائنا دفاعًا عن : الدولة العنيفة والأبوة القاسية والحروب المُهلكة ، ونفاق وكذب متراكم من : اذا كبر ابنك خاويه ، والضرب ما يجيب نتيجة ، والله ينتقم من السلطة الظالمة ، وشوف الدول المتقدمة ، وليش ما نصير شعب راقي .. وللتذكير : أكو بينة اهواي يعتبر التجنيد الإلزامي يسوي زلم .
الحقيقة ؛ احنة لا استفادينة من زلم الحروب ، ولا من النسوان الأرامل .
احنة وآبائنا من الاساس نريد نعارك ونكتل وننكتل .
نحارب بجبهة ، ونقتل ابنائنا بجبهة ، وبيناتنا جبهات .
مو كافي
كافي
يُفترض أن نقف نحن وآبائنا في قاعة المحكمة ونُعاقب جنائيًا وننال الجزاء العادل ، ونفسح المجال للشعب الجديد لعله يتعامل معنا برحمة ويُشفِق ، رغم أننا وآبائنا لم نرحمه ولم نرحم أنفسنا .
شعب تشرين جديد ، ونحن شعب عتيق ، وفرق شاسع بين الشعبين .



#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنَّما الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ .. توجه الكاظمي للسعودية .
- هذه هوامش .. اغتيال هشام الهاشمي
- النص المُقَرْأن
- قالوا لي : أستنجد بهذا الضريح . .
- القرآن وعاداشيم .. ( עדשים )
- سورة كورونا
- سردٌ باطل يُدّعى به حق
- كانطيتي وغيبهم
- القانون يحتاج لحرية مُدربَة
- التدريب عملية تربوية
- اللُّب ٢
- اللُّب
- نبؤتان .. ٦
- نبؤتان .. ٥
- نبؤتان .. ٤
- نبؤتان .. ٣
- نبؤتان .. ٢
- نبؤتان
- الشرعي واللاشرعي .. التوصيف المطلوب
- سيدتي تسيونيت :


المزيد.....




- تسريبات لعبد الناصر تعيد الجدل حول موقفه من إسرائيل
- الأحزاب والفصائل المسلحة في السويداء من اليسار الحالم إلى فو ...
- الجبهة الشعبية في فاتح ماي: عمال فلسطين في قلب النار ووقود ا ...
- حزب العمال: لا خيار أمام العمال والكادحين إلا الثورة ضدّ الت ...
- إضراب عمال “الشوربجي” لليوم الثاني.. للمطالبة بحقوقهم المالي ...
- فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بشراكة مع جمعية النخبة ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 602
- كفاح الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد، وملتقاها ال ...
- جريدة النهج الديمقراطي العدد 603
- نجل نتنياهو: إسرائيليون من اليسار ربما يقفون وراء حرائق القد ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد ليلو كريم - الشعب الجديد