أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - قاسم علي فنجان - هوس الحزب الشيوعي العراقي في التحالف














المزيد.....

هوس الحزب الشيوعي العراقي في التحالف


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 6682 - 2020 / 9 / 20 - 19:16
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


هوِس القومُ: وقعوا في حيرة واضطراب وفساد. معاجم اللغة العربية
الهوس: هي حالة من الانفعال أو ارتفاع المزاج بشكل غير طبيعي. ويكيبيديا.
عند الكتابة عن الحزب الشيوعي العراقي، يجب عليك توخي الحذر، فالحزب يمر بأوقات عصيبة، خصوصا بعد احداث 2003، فهو في حالة عدم استقرار، بسبب السياسات التي تخطها قياداته، وتوخي الحذر بسبب الانفعالية والردود الغاضبة التي يمكن ان ينالها أي شخص يوجه نقدا لهذا الحزب، فهو يتمتع بصبغة مقدسة جدا عند اعضاءه، خصوصا كبار السن، وهم الغالبية، قداسة اشبه بقداسة افراد منتمين لدين ما، وقد تكون هذه القداسة نابعة من شكل تقاربه مع الأديان، وبالأخص الإسلام، فهو دائما يوصي اعضاءه ب "احترام خصوصية المجتمع" "احترام طقوس المجتمع" "احترام ديانة المجتمع" (حزبنا يحترم الدين والقناعات الدينية لشعبنا. حميد مجيد موسى)، وصدى هذه التوصيات تجدها متمثلة بالممارسة السياسية للحزب، فعند مرورك بساحة الاندلس، حيث مقر الحزب الشيوعي، دائما سترى الافتات معلقة "نعزي الامة الإسلامية باستشهاد الحسين" "نهنئ الامة الإسلامية بولادة الرسول" "نهنئ المسلمين بعيد الفطر او الأضحى" نهنى المسيحيين بأعياد راس السنة"، او يشاركون في طقوس عاشوراء "مواكب في الكاظمية والنجف" ونسمع ان هناك "مصلى" داخل المقر، للمؤمنين من أعضاء الحزب، يجري ذلك تحت مسمى "حرية شخصية" او "شأن شخصي".
يعد الحزب الشيوعي العراقي أحد أقدم الأحزاب الشيوعية في المنطقة "تأسس 1934"، تمتع على مدى تاريخه الطويل بشعبية واسعة، رغم هذه الشعبية الا انه لم يكن يطمح الى استلام السلطة، كان يساعد فقط الذين يريدون الاستيلاء على السلطة، لهذا فأن مجمل سياساته كانت تقوم على التحالف مع أطراف سياسية أخرى، وحتى عندما يدعو هو لتحالف، او ينظم الى تحالف، فأنه لم يستطع ان يكون قائدا لهذا التحالف او ذاك.
اغلب التحالفات التي دخل بها او عقدها الحزب جرّت عليه مأسي كثيرة، فتحالف 1957 "جبهة الاتحاد الوطني" بين الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال وحزب البعث" هذا التحالف يراه الكثير انه أنتج كارثة 1963، هذا الحزب دعم مجموعة الضباط بقيادة انقلاب 1958 الا انه طٌرد من العملية السياسية بعد نجاحها، حتى جاءت فاصلة شباط الأسود، على رؤوس أعضاءه وعوائلهم، على يد القوميين والبعثيين الذين تحالف معهم وبمساعدة فتاوى محسن الحكيم "الشيوعية كفر والحاد"، ثم ليكرر الحزب تلك المأساة بتحالفه مع البعثيين عام 1973 بقيام ما سمي ب "الجبهة الوطنية" بعد مجازر ناظم كزار 1970-1971، وهذه الجبهة توجت بنهاية مؤلمة بمجازر 1078، ويستمر الحزب بتحالفاته "الوطنية" التي دائما يعللها "بالدفاع عن مصالح الوطن" "والحفاظ على اللحمة الوطنية"، واخيرها، وبالتأكيد ليس اخرها، تحالفه المشين جدا مع قوى الإسلام السياسي الفاشية "سائرون"، والتي لم تنجب غير ثمار الإحباط والانكسار عند اعضاءه وجمهوره، الذين يكابرون على قول الحقيقة المرة، لكن ماذا يفعلون وهم مقمطون بجهاز مفاهيم " العمل المشترك، التنسيق المشترك، وحدة الحركة الوطنية".
ان نظرة فاحصة ودقيقة للأوضاع التي يمر بها هذا الحزب، تعطيك انطباعا بأنه يمر بمخاض "التفتت"، فمحاولة تغيير اسمه المستمرة "منذ مؤتمر الحزب الخامس 1993، جرت مناقشة تغيير اسم الحزب"، هذه المحاولات دليل على المعاناة التي اصابته، فهو لا يعرف اية استراتيجية يسير بها، فهل يبقى على "شيوعيته" وما تحمله من مفردات ومفاهيم "طبقة، علاقات انتاج، رأسمالية، بورجوازية، بروليتاريا" ام يصبح "ديمقراطيا علمانيا وطنيا" بمفاهيم "وطنا، شعبنا، جيشنا، عشائرنا"، مع انه ميال جدا للثانية، ويستخدمها أكثر في ادبياته.
الجماهير الواعية في مدينة الناصرية كانت قد هدمت مقرات الأحزاب الإسلامية، وقد نال الحزب الشيوعي العراقي حصته من هذا التهديم، فالجماهير أدركت ان المتحالف مع الإسلاميين اما انه يغطي على جرائمهم او هو شريك فيها، الحزب الشيوعي ليس شريكا في النهب والفساد والقتل، لكنه من الذين حسنوا وجملوا صورة الإسلاميون بتحالفه معهم وبدخوله العملية السياسية، نتمنى ان لا يتكرر سيناريو 63 او 78، فالإسلاميين ليسوا اقل اجراما من القوميين او البعثيين إذا ما انقلبوا على شركائهم الشيوعيين.
ان هذا الحزب يعيش عزلة واغتراب، وقد أصبح كهلا، فالعناصر الشابة لم يستطع كسبها، وبقي فقط على الشباب الذين كان ابائهم او امهاتهم شيوعيين، وعلى قول أحد المتظاهرين في ساحة التحرير عندما كنا نمر بخيمتهم قال "هذوله ضلوا بطرگ حاسبينك وحسبالي".



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة تشرينية
- الرئاسات الثلاث واخفاء جريمة قتل المتظاهرين - حكاية من الفلك ...
- لمصلحة من عقلنة الطقوس والحوادث الدينية؟
- السوسيولوجيا في خدمة السلطة
- الضحية والجلاد ما بين حسام وحميدتي
- الانتحار بين الفهم الديني والسيكولوجيا المبتذلة
- مذكرات نائب: بمناسبة ذكرى احداث 2003
- الطقوس الدينية لمجتمعات الافق المسدود
- تكالب الجرذان على جثة محتضرة
- مسلحون مجهولون
- 6 كانون الثاني ونهاية المؤسسة العسكرية
- سجن الكرخ المركزي والمعتقلات النازية
- مفهوم عصاباتي حول عطلة النصر على داعش
- الشكل الطائفي للتعليم الجديد ووحشية المجتمع
- نهاية معمل المصابيح الكهربائية
- طروحات ضد اُخرى.. هل الحزب الشيوعي العمالي على اعتاب مرحلة ج ...
- القتل على الشكل
- الانتخابات والموت
- -تحالف سائرون- الى اين؟
- الخليفة من قريش حصرا


المزيد.....




- مُقتحم بوابة منزل جينيفر أنيستون يواجه تهمتي المطاردة والتخر ...
- -تحطمت بالكامل-.. سيارة تصطدم بمنزل أسفل الطريق وشاهدة تروي ...
- لا بابا جديدا بعد.. الآلاف يشاهدون تصاعد الدخان الأسود من كن ...
- العالم أصبح كبرميل بارود على شفا الانفجار - ذي تليغراف
- وجبة الفطور الصحي - ما هي مكوناتها؟ وما تأثيرها على الجسم؟
- هلع بعد سلسلة غارات إسرائيلية -عنيفة- على جنوب لبنان
- مرارة العودة - مهاجرون رُحّلوا من ألمانيا وأوروبا إلى العراق ...
- صحة غزة: مقتل 106 أشخاص خلال الساعات الـ24 الماضية
- استمرار وصول قادة وزعماء العالم إلى موسكو لحضور احتفالات روس ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك قبل بدء هدنة ...


المزيد.....

- نعوم تشومسكي حول الاتحاد السوفيتي والاشتراكية: صراع الحقيقة ... / أحمد الجوهري
- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - قاسم علي فنجان - هوس الحزب الشيوعي العراقي في التحالف