أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر يوسف - عندما تكذب الإمارات الكذبة وتصدقها














المزيد.....

عندما تكذب الإمارات الكذبة وتصدقها


عمر يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6678 - 2020 / 9 / 16 - 14:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في فلسفة سارتر أن من يبالغ في إظهار شيء إنما يخفي ضده. فمن يغالي مثلا في إظهار تدينه هو فاسق بالضرورة، ومن يغالي في إظهار تفتحه هو بالضروة منغلق، ومن يبالغ في إظهار طيبته هو شرير بالضرورة وهكذا.

جيش الاحتلال يبالغ في إظهار قوته العسكرية لأن ضعفه واضح ومعروف، فالجندي الإسرائيلي يتعرقل بسلاحه الذي يتدجج فيه ويكون أول من يفر من المواجهة.رئيس الوزراء الإسرائيلي يبالغ في إظهار صداقته للإمارات ومن يعتبرهم حلفاء لأن إطاحته بهم ستكون قريبة. الكيان الصهيوني يبالغ في ادعاء التاريخ لأنه كما الإمارات بلا تاريخ. الكيان الصهيوني يستميت ليقال أن القدس عاصمته، لأنها ليست عاصمته، فليس من المنطقي أن يطلب أحدهم شهادة من طرف خارجي ليقول له من هو إلا إن كان معدوم الهوية، كقاطع طريق يطلب شهادة لورنس العرب بنسبه القبلي لتصبح له مكانة.

الكيان الصهيوني يدعي امتلاك فلسطين وهو الذي يتلفت خلفه خوفا كلما مشى، ولا ريب، فلا يسير آمنا إلا صاحب الدار. الكيان الصهيوني يؤمن أن الكثرة تغلب الحق، ولو كان الأمر كذلك لما حصلت جنوب أفريقيا على حقوقها بعد أن كانت تعيش الفصل العنصري بجدار لا يختلف عما بناه الإسرائيليون. الكيان الصهيوني يبالغ في التشديد على محاربة الإرهاب ليخفي أنه هو أساسه، ولا يسمي احتلاله لفلسطين بمسماه، إرهاب الدولة. الكيان الصهيوني يبالغ في لعب دور الضحية لأنه بالضرورة ليس ضحية ولم يكن يوما.

اتفاقية السلام التي احتفي بها في الأمس القريب والبعيد، مصنوعة بنفس الطريقة. فالإمارات تدرك كما الكيان الصهيوني حجم المهزلة، وما المبالغة في ادعاء السلام إلا دليلا على خلوه من السلام. مبالغة الإماراتيين في الاحتفاء ليست مختلفة عن مبالغة الإسرائيليين. ففي وقت قصير أصبح الإماراتيون مجيدين للغة العبرية ويحملون الأعلام الإسرائيلية ويضعون شعارات عبرية عبر المحال والمؤسسات والقنوات الفضائية.

في وقت قصير يحاول الإماراتيون حشو السلام المصنوع في حلوق وأنوف الجميع حتى أزكمونا بالسلام، ما يعني بالضرورة ألا سلام هناك. كل ما في الأمر، "أكو أوامر" والإماراتيون ينفذونها، ثم تتنافس دول الخليج لعل الرجل الأبيض يرضى عن عبيده.

تبالغ الإمارات في الأداء التمثيلي لسلام تريد أن تفرضه بالقوة، فنجد أنها كلما بالغت، زاد الإعراض عنها وعن سلامها وزاد البغض لها ولخنوعها وذلها. ببساطة، لن تشرق الشمس من المغرب إذا بالغ بنو زايد في عقوقهم والدهم وادعوا ذلك. لن تتثلث الأرض ولو وضع آل زايد المثلث في كل ركن من العالم. لن تصبح السماء خضراء ولو كرر كل دعاة التصهين أنها كذلك. لن يصبح الحمار حصانا إذا بقي الجميع يصفقون له ويقولون له أيها الحصان الأصيل وأسرجوه بالذهب. لن يصبح الذئب حملا إذا ادعى الصداقة وجاملته شياه لا تجيد إلا الثغاء حتى وهي تساق للمسالخ. ببساطة، لا تتغير الحقائق لأن أحدهم قال بتغييرها ولو اجتمع العالم بأسره يكذب الكذبة ويصدقها.

فلسطين عربية والقدس عاصمتها كانت وما زالت وستبقى، هي حقيقة لا يغيرها ببغاء ولو غالى في تقبيل الأيادي والتصفيق والتطبيل وموضعة راكبه على رأسه تماما. فلسطين عربية والقدس عاصمتها المباركة لا شرقية ولا غربية، ولن يغير في ذلك ورقة يوقعها أبله يسوقه أحمق يعمل تحت إمرة كذاب.

ما يؤسف أكثر من سلام ممجوج أن يتصدر ترامب ونتنياهو وعبدالله بن زايد المشهد الذي يفترض أن أداءه يمثل قادة العالم فتشعر بزمن الرويبضة أمامك في مشهد حي ومباشر، ثلاثة رجال تافهة تتكلم في أمر العامة، تقودهم امرأة الكذاب التي تظن الأمر صفقة عقد من ماس تتمالك لعابها أن يسيل عليها.



#عمر_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكروا أبناءكم بالكرامة
- مجموعة ماكرين في هيئة ماكرون
- لبنان الكرامة والشعب العنيد!
- الجنرال محمد بن زايد
- العنصرية المقنعة
- طارق الناصر...نهاية رجل شجاع
- MBC قناة كل العرب
- سيكولوجية تبرئة المجرم المتلبس بالجرم
- مصر ياما يا بهية
- مرزوق الغانم...رجل في زمن عز فيه الرجال!
- كل أضحى وأنتم بخير
- رسالة مفتوحة إلى قيس سعيد
- وعد بلفور...وعد قطعته السلطة الفلسطينية على نفسها


المزيد.....




- تصنيف دولي يضع دولة عربية بالمرتبة الأولى عالميا في عدد وفيا ...
- بمشاركة بلينكن.. مؤتمر دولي في الأردن للاستجابة الإنسانية بغ ...
- ألمانيا- الاستخبارات تحذر من تزايد التهديد الإرهابي الإسلامو ...
- محادثات بين لافروف وفيدان على هامش اجتماع -بريكس- في نيجني ن ...
- -يسمح بتبادل القبل فقط-.. إرسال رجل حاول إنشاء ناد للمثليين ...
- بلينكن: المسؤولية ستكون على عاتق حماس إذا لم تقبل مقترحنا لو ...
- بدء الاختبارات لاعتماد طائرات SJ-100 الروسية المجهزة بمكونات ...
- بسبب موقفها من أزمة أوكرانيا.. مجموعة -بوخارست الـ9- تدرس اس ...
- سفير روسيا لدى ليبيا: لا أطماع لنا في ثروات ليبيا النفطية بخ ...
- مالاوي: تواصل البحث عن طائرة نائب الرئيس المختفية


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر يوسف - عندما تكذب الإمارات الكذبة وتصدقها