أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر يوسف - ذكروا أبناءكم بالكرامة














المزيد.....

ذكروا أبناءكم بالكرامة


عمر يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6653 - 2020 / 8 / 21 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتالى المفارقات بين عهد زايد وابنه، فتجد زايد جمع رحاب كنعان بابنتها التي فرقتها عنها مجزرة صبرا وشاتيلا طفلة فلاقتها شابة عبر تلفزيون أبوظبي، ثم تجد ابنه وقد جمع شمل عائلة يهودية يعيش بعضها في لندن وبعضها في اليمن الذي نكبته الإمارات. عائلة تعيش حياة عادية، حجز لها تذاكر طائرة وحط بها في أبوظبي ليمحو ذكرى بأخرى وشتان ما بين الاثنتين.

تجد اليهودية وقد تغطت من رأسها حتى أخمص قدميها بخمار ونقاب وجلباب فلم يثر ذلك حفيظة الإمارات كما لم تثرها لحية بعلها كما تثير حفيظتها لحية المسلم ونقاب المسلمة.

المفارقات كثيرة، ولكن لا يصح إلا الصحيح. فبينما دأب المتصهينون على طمس الذاكرة، نتذكر وأنّى للمظلوم أن ينسى، أنّى للمكلوم أن يغفر وجرحه لا يزال ينزف.

تغيرت المناهج الدراسية لتطمس فلسطين عن بكرة أبيها، تغير الطرح الإعلامي ليغض الطرف عن فلسطين ويسلطه على الإرهاب الذي هندسه محتل فلسطين.

ذكروا أبناءكم بأن الكرامة كالحق، لا تسقط بالتقادم ولو أنكرها العالم بأسره. ذكروا أبناءكم أن فلسطين بوصلة العرب لا لأنها منهم بمنزلة القلب بل لأن سقوط شأنها سقوط لكل قضية يظلم فيها عربي، فإن أباح حكام العرب الاحتلال واعتبروه شرعيا بينما محتله خارجي، فلن يعتبروا يوما أن احتلالهم لعقولنا وأمعائنا وأنفاسنا احتلال، سيصبح طبيعيا هو الآخر وسيصبح كل ظلم عدلا وكل ذل تكتيك، ورحم الله لطفي بوشناق.

ذكروا أبناءكم أن جيش الاحتلال بقر بطون نساء حوامل في مجزرة دير ياسين وقتل الأطفال والشيوخ فقام مناحيم بيغن بشكرهم والإشادة بصنعهم. ذكروا أبناءكم أن اليهود قاموا بما يربو على سبعين مجزرة بحق الفلسطينيين. ذكروا أبناءكم أن محمد أبو خضير طفل في السادسة عشر من عمره، خطفه اليهود وحملوه كضباع جائعة، فسكبوا في جوفه البنزين ثم أحرقوه حيا. محمد أبو خضير شهيد معاصر وطباع اليهود لا تتغير، فقد تمت تبرئتهم ولم يعاقبوا ولو بوخز شوكة.

ذكروا أبناءكم أن محمد الدرة خرج مع والده ليشتري حلوى من الدكان، فأغرقه جيش الاحتلال بوابل من الرصاص وراح ضحية حبه للحلوى.

ذكروا أبناءكم أن عائلة بكر ذهبت تلعب في الشاطئ فقصفها جيش الاحتلال وقتل أربعة من أطفالها بقذائف بارجة إسرائيلية، ذكروهم أن الوحيد الذي بقي حيا هو منتصر بكر بلغ اليوم التاسعة عشر من عمره وحتى اليوم لا يستطيع للحياة سبيلا بفضل الذكرى. حتى اليوم يمقت كرة القدم التي اصطحب إخوته يلعبها فعاد هاربا بدونهم.

ذكروا أبناءكم أن هدى غالية ذهبت مع عائلتها للشاطئ واستترت لتبدل ملابسها بحاجز فعادت لتجد عائلتها جثثا هامدة، بطائرة مسيرة بدون طيار وهم يرون أنهم أطفال.

ذكروا أبناءكم أن هديل الهشلمون قتلت وهي تسير في الطرقات لأنها ترتدي نقابا لا يختلف عما ترتديه نساء الحريديم.

ذكروا أبناءكم أن علي أبو بليمة وعبدالسلام عليان ومحمد عثمان وغيرهم فلسطينيون من ذوي الاحتياجات الخاصة تم قتلهم من قبل الإسرائيليين بدم بارد.

ذكروا أبناءكم أن القائمة تطول لأشخاص لم يعرفوا أسماءهم وأنهم مثل أبنائكم يستحقون الحياة.

ذكروا أبناءكم أن خمسمائة طفل فلسطيني دون الثامنة من عمره يقبع في سجون الاحتلال في دولة تدعي الديمقراطية، ذكروهم أن هؤلاء الأطفال يتعرضون لتحرش وسرقة أعضاء ممنهجة من قبل جيش الاحتلال.

ذكروا أبناءكم أن معاناة اليهود في أوروبا غلطة أوروبا وليست غلطة الفلسطينيين ليدفعوا ثمنها. ذكروا أبناءكم أن الهولوكوست الفلسطيني قائم على قدم وساق.

ذكروا أبناءكم أن من لا يتخذ موقفا من ظلم، سيكون الضحية التالية وسيجد الجمهور يقف منه وقفة المتفرج وأنه إن سكت اليوم فلن يستحق أفضل من ذلك غدا، فالدوائر تدور والأيام دول.

ذكروا أبناءكم أن المقاطعة سلاح وأن صاحب الحق لا يعدم الحيلة.

ذكروا أبناءكم أن الأصيل لا يسامح بالدم، وأن الثأر في عرف البدوي دين قائم بحد ذاته وبحد السيف.

ذكروا أبناءكم أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس اختلاف وجهات نظر، وأن التطبيع مع هادر الدم ذل ما بعده ذل.



#عمر_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة ماكرين في هيئة ماكرون
- لبنان الكرامة والشعب العنيد!
- الجنرال محمد بن زايد
- العنصرية المقنعة
- طارق الناصر...نهاية رجل شجاع
- MBC قناة كل العرب
- سيكولوجية تبرئة المجرم المتلبس بالجرم
- مصر ياما يا بهية
- مرزوق الغانم...رجل في زمن عز فيه الرجال!
- كل أضحى وأنتم بخير
- رسالة مفتوحة إلى قيس سعيد
- وعد بلفور...وعد قطعته السلطة الفلسطينية على نفسها


المزيد.....




- مصادر لـCNN: ترامب يوجه أعضاء إدارته لمحاولة لقاء مسؤولين إي ...
- عاجل.. إيران تشن هجوما جديدا الآن.. إسرائيل تتعرض لهجمات صار ...
- هآرتس: إسرائيليون وأجانب يدفعون آلاف الدولارات للخروج بحرا إ ...
- رئيسة الصليب الأحمر: المدنيون يدفعون ثمن تراجع الالتزام العا ...
- ترامب يهاجم تاكر كارلسون ويصفه بـ-المجنون- بسبب تصريحاته حول ...
- السفارة الصينية في تل أبيب تنشر تحذيرا يدعو مواطني الصين لمغ ...
- انفجارات تهز تل أبيب ومحيطها
- ستارمر: قادة مجموعة السبع يتفقون على معارضة البرنامج النووي ...
- محاولات في الكونغرس الأمريكي لتقييد ترامب في استخدام القوة ا ...
- قبل أيام من الضربة الإسرائيلية.. ترامب تلقى إحاطة حاسمة وأعط ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر يوسف - ذكروا أبناءكم بالكرامة