أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر يوسف - مصر ياما يا بهية














المزيد.....

مصر ياما يا بهية


عمر يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6520 - 2020 / 3 / 22 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هب الأشاوس من الجيش المصري يهجمون على الإرهاب، هذا ما قالوه لهم. اقتل أخاك فلم يعد لك أخا! اقتل أخاك فقد انضم لحزب سحبنا عليهم نعت الإرهاب، فحللنا باسمه الحرام وبات القتل والتنكيل والتمثيل بالجثث ضربا من البطولة والشرف.

في أم الدنيا غسلت الأدمغة وباتت شرعة العسكر هي الدستور بلا منازع. شرعة العسكر تبرر المجازر باسم الإرهاب، وأصبح كل من لا يعجبهم إرهابيا يجوز بحقه أي شيء وكل شيء.

أصبح الإخواني عدوا لدودا وأي مطلق لحية مستحقا للإجرام بكل أشكاله، لأن شيخ الطريقة أمر بذلك. فأي إنجاز هو أكبر ما يحسب للسيسي؟ الفتنة، تلك التي يقولون أشد من القتل فيقتلون باسمها. أذكر للسيساوي أخاه الإخواني فينتفض كبوذي أذقته لحم خنزير، أذكر السيساوي للإخواني فيلوذ بنفسه كفأر يبحث عن جحر فلا يجده.

يقول دين السيسي إنها حرب على الإرهاب، ثم يقوم جند السيسي من مغسولي الدماغ الذين أضحوا أداة قتل بلا ضمير بإجرام يبدو الإرهاب في ظله نكتة، بل يبدو عمل هواة بالمقارنة. يقوم الجندي المصري الذي رفع رأس الأمة العربية ذات يوم ساد فيه الضمير بجرائم مرتزقة فينكل ببني جلدته ويقطعهم إربا بل ويتخذ من الأمريكي في أفغانستان القدوة والمثل الأعلى فيقطع إصبع القتيل للتذكار ثم يحرق جثة صاحبه، المصري الآخر، يحرق جثة أخيه ويظن الأحمق أنه بذلك علّق على صدره نيشان بطولة.

ما هو مفهوم الإرهاب إن لم يكن ترهيب المستضعفين في الأرض وقتلهم وتشريدهم واتخاذ البطولة في ذلك؟ هل أصبح الجيش المصري جيش مرتزقة دواعش؟ وهل يبرر ذلك أنهم ضد الإخوان؟ هل تصل معاداتنا للفكرة حد التنكيل بصاحبها بل واتهامه بالفكرة وقتله باسمها؟ هل يتوقع بعد ذلك من جيش مصر أن يحمي شعب مصر؟ لنفرض أنني متدين وأخي تعاطى الخمر الذي يحرم في معتقدي، هل يجوز لي قتله والتنكيل بجثته وحرقه باسم اختلافه عني؟ أي تغييب للوعي هو هذا؟

أين هم أحرار الجيش المصري يوقفون المهزلة؟ أين هم المصريون من هذا الظلم؟ يذوق أهالي سيناء الويل ويلات صبح مساء، يقتل طفلهم الأعزل ويمثل بجثة ميتهم وتبتر أعضاؤهم ثم ينادي القائم بذلك بأن هذه حرب على الإرهاب؟ والله إنه الإرهاب بأم عينه!

هل هذا هو المصري؟ هل هذه هي مصر التي يتغنى العالم العربي بحرية شعبها وطيب قلبه؟ والله إن من بتر إصبع ميت للتذكار لهو عار على مصر، والله إن من أرهب ضعيفا لم يكن إلا ليلوذ به ليحميه لهو عار على مصر والله إن من باع ضميره بحفنة نياشين يعلقها الظالم على صدره لهو عار على مصر، والله إن من خشي السيسي ولم يضع نفسه مكان من ظلمه لهو عار على مصر. أسوأ ما يحدث في ظل حكم العسكر هو غسل الدماغ فيصبح الجندي أداة لا تخضع لعقل أو ضمير أو دين، أسوأ ما في هذا الزمن هو قتل الأخ أخيه بكل فظاعة وتبرير المشاهدين الفعلة السوء باسم الأمن والأمان وهم ليسوا منها ببعيد. حتى في ظل مبارك لم يكن المصري وحشا، فكيف أصبح وحشا تفوق وحشيته الضباع؟ أي حرية هذه وأي دين وأي تقدم وأي ديمقراطية؟ أين مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان مزدوجة المعايير من هذا البطش؟

مصر ياما يا سفينة مهما كان البحر عاتي، أين الحلواني الذي بناك؟ أين جيشك يحميك من بطش جيشك؟



#عمر_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرزوق الغانم...رجل في زمن عز فيه الرجال!
- كل أضحى وأنتم بخير
- رسالة مفتوحة إلى قيس سعيد
- وعد بلفور...وعد قطعته السلطة الفلسطينية على نفسها


المزيد.....




- -شعلته لن تنطفئ-.. مهرجان -جرش- سيقام في موعده
- الموت من أجل حفنة من -الدقيق- في قطاع غزة
- صواريخ إيرانية تصيب مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إي ...
- باكستان: أزمة المناخ تغلق مدارس وتهدد مستقبل التعليم في البل ...
- اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين طهران وموسكو.. هل يلزم روسيا ...
- هذا ما قاله نتنياهو من موقع مستشفى سوروكا الذي أُصيب بضربة إ ...
- في ظل سعيها لتدمير قدرات إيران.. ماذا نعرف عن برنامج إسرائيل ...
- مصر.. الحكومة تطمئن المواطنين: لدينا مخزون كاف من السلع الأس ...
- الأردن: إصابة طفلين وأضرار مادية جديدة جراء سقوط مسيّرات
- بوتين وسوبيانتو يوقعان إعلان شراكة استراتيجية وإنشاء منصة اس ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر يوسف - مصر ياما يا بهية