أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح مهدي - المحور الثالث















المزيد.....

المحور الثالث


فالح مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 6673 - 2020 / 9 / 10 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب أيلون بن مير وهو خبير استراتيجي واستاذ جامعي امريكي، عن الاتفاق بين إسرائيل والامارات العربية المتحدة وتحت عنوان ( النشوء الحتمي لتحالف عربي – إسرائيلي ) ومن السطر الأول على النحو التالي « يرسي اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة الأساس لتحالف عربي اسرائيلي مستقبلي كان يتطور بهدوء وراء الكواليس على مدى السنوات العديدة الماضية . أعتقد أنه خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، سيظهر مثل هذا التحالف وسيضم في النهاية تسع دول عربية: الامارات العربية المتحدة والبحرين وعمان والمملكة العربية السعودية والأردن ومصر، وفي وقت لاحق الكويت وقطر والفلسطينيين مكوناً هلالاً من اليابسة يمتد من الخليج الى البحرالمتوسط . ومن المرجح أن يشمل هذا التحالف الجديد ايضاً السودان والمغرب ودول عربية أخرى، وسيغير بشكل حاسم الديناميكية الجيوستراتيجية في الشرق الأوسط»( راجع مقاله على النحو التالي : Alon Ben-Meir : The Inevitable Emergence Of An Israeli-Arab Allianc,21-O8 – 2020)
لم أجد هذا الباحث فرحاً ومنتشياً كما وجدته في هذا المقال. فهو أحد النشطاء ومن الباحثين المرموقين ولا يتوانى من ابداء قسوة فيما يكتب تجاه ترامب ويدين ودون هوادة سياسة التمييز العرقي في الولايات المتحدة. انما كتاباته الأساسية تتعلق بالشؤون الدولية ولا سيما شؤون منطقتنا. والحقيقة تقتضي الإشارة الى انه من المدافعين عن حق الفلسطينيين بدولة، ومن أهم نقاد تركيا الأوردغاونية وإيران الخامنائية.
لقد استوقفني طويلاً عنوان مقاله هذا (النشوء الحتمي لتحالف عربي – إسرائيلي). عبارة حتمي وحتمية لباحث مرموق مثله تبدو غريبة في عالم نسبي ولا سيما في مجال السياسة.
هو يعلم ونحن نعلم ان ليس هناك من استراتيجيات دائمة ولا مبادئ سياسية خالدة. في السياسة، المصلحة هي التي تتحكم بالمنهج الذي يختطه القائمون على شؤون بلد من البلدان.
في ثنايا المقال تجد ان الرجل يتكلم بلغة العارف ببواطن الأمور فيتحدث عن الكواليس التي تعقد بها تلك الصفقات وعن مراحل تطبيقها، فسيدخل بذلك الحلف تسع دول عربية كما يقول!
هذا الحلف الذي في طريقه الى التكوين، ساهمت في خلقه كل من تركيا وإيران. والسبب ان هناك حلفان، الأول ذو طابع بربري قريب من تركيب الشخصية العثمانية ، فقد تدخل السلطان التركي أردوغان في ليبيا وله قاعدة هناك كما ان له حلفا من قطر وقبل ذلك تحتل قواته جزءاً من الأراضي السورية ولا يخفي طموحه بالسيطرة على الموصل وكركوك !
الحلف الثاني قامت به إيران الصفوية فهي تتحكم بالشأن العراقي عبر مرتزقتها في هذا البلد كما ان حزب الله يقوم برعاية المصالح الإيرانية في لبنان بل أصبح لبنان من ضمن أقاليم امبراطورية الولي القاتل في طهران. ولإيران وجود قوي في سوريا واليمن.
إذاً هناك ثلاثة احلاف تتحكم بشؤون هذا المنطقة من العالم. يكشف وجود هذه الاحلاف عن تراجع خطير في العالم العربي وتردي وتفكك في الثقافة السياسية التي شكلت جوهر مفهوم التحرر. نهاية حرب الأيام الستة المخجلة بين العرب وإسرائيل، مثلت نقطة بداية الانهيار الذي وصلنا اليه. مصر بعد موت عبد الناصر في عام 1970 كانت البادية بإقامة صلح لم يجنِ منه ذلك البلد كثيراً. هكذا أراد السادات ولم يفكر بعواقب فعله ذاك. ومن ثم سوريا والعراق بالذات فقد فعل حزب البعث وفي كلا البلدين ما عجزت عن القيام به قوى عظمى . لقد انهارت الدولة في زمن صدام وتفتت على يد أزلام إيران. وفي سوريا قام النظام من الاب الى الابن بتدمير سوريا وتشتيت ابناءها وتدمير مدنها. ومن اجل ان يبقى في السلطة رهن نفسه ومعه هذا البلد العريق في احلاف روسية إيرانية.
في خمسينيات القرن الماضي عقدت الآمال على جمال عبد الناصر ومن ثم جاء البعث بما فيه من دغمائية وفاشية برفع شعارات الوحدة من الخليج الى المحيط.
حرب حزيران في عام 1967 أتت على ما زرع عبد الناصر فتهاوت الاحلام وتحولت الى كوابيس.
يشكل الحماس بالنسبة للعرب بالذات جزءا مهماً في بناء شخصياتهم. فليس اعتباطاً ان هناك بابا من أبواب الشعر يطلق عليها أشعار الحماس. ولم يبالغ كثيرا عبد الله القصيمي في مؤلفه الشهير "العرب ظاهرة صوتية"، فهم يتحدثون عن امجادهم وانتصاراتهم الخطابية حتى حسبوا أن ما قالوه قد فعلوه .
ولو نظرنا الى هذا الماضي القريب فسنجد ان الاعلام المصري أقام صرحه على الحماس. لم تكن عبارة الصحفي أحمد سعيد (تقدم اخي العرب تقدم) في تلك الحرب المخجلة، يتيمة في القاموس الإعلامي لمصر الناصرية. وعندما أستولى صدام حسين على السلطة في العراق ولا سيما في الفترة التي منح نفسه لقب رئيس الجمهورية والقائد العام للقوات المسلحة وبتاع كلو كما يقول إخواننا المصريين، أصبح الاعلام الحماسي هو الطاغي والمهيمن، فأطلق على حربه المشؤومة التي أدت الى دمار العراق، ( قادسية صدام) ! بل جريا على بداوته كان يطلق على نفسه لقب (انا أخو هدله) وهو مثل يضربه ابناء عشيرته للدفاع عن اختهم. صدام حسين الذي جلبه للسلطة حظ العراق العاثر كان يردد هذا المثل البدوي أي ان كلمتي لا رجوع عنها وسأفني الكون من اجل مبادئي!
ليس هناك من معلم أعظم من التجربة. لقد اتضح لهده الشعوب المسكينة ان التمنيات لا تزيل الجبال من مواقعها، بل لا تحرك ورقة في غصن اهيف فما بالك وانت تضع مصير بلد بما فيه من طاقات بشرية هائلة وثروات طبيعية تحت رحمة جهلة واغبياء.
تجربة العرب مع النهضة فشلت فشلاً مروعاً، لذا وجدت تركيا اردوغان الفرصة سانحة كي تتمدد بل وتلجأ الى الاخوان المسلمين من اجل إعادة مجد السلطنة! وقامت بدعم داعش وساهمت في دمار سوريا والعراق.
الحلم الإيراني للهيمنة وجد ضالته مع حكام إيران الصفويين. الفرق بين الحكام الحاليين وشاه إيران، ان الأخير كان يحلم بالسيطرة على نصف شط العرب بعد ان احتل اباه المحمرة، فأصبحت جزءا من المملكة، وتحقق له ذلك بفضل" القائد الضرورة" كما كان يطيب لميشل عفلق تسميته .
مع حكم الولي القاتل، تمدد الحلم ليصبح الهيمنة على كل المنطقة. الوصول الى البحر المتوسط، أصبح هدفاً وليس شعاراً. استناد زعماء إيران في تنفيذ اجندتهم في العراق على اخس الناس كما يعترف بذلك ممثل ذلك الكائن، يسمح لنا بالقول ان خامنئي ليس بالولي الفقيه، بل ولي السفلة والقتلة والفاسدين والمرتزقة، واعداء العراق.
كلا الحلمين سيسقطان وبمرور الزمن. ليس هناك من يرغب بالعودة الى تلك الإمبراطورية العثمانية البائسة التي جثمت على انفاس هذه المجموعات البشرية لخمسة قرون وأدت الى ما نشاهده الان من دمار وتفكك، بل هناك نفور شديد من ذلك.
وسيلاقي الحلم الإيراني مصير أخيه الحلم التركي. فهو ولد عقيما وعنيناً ولن يتمكن من الصمود طويلاً. قائم على أوهام العظمة الساسانية. شيعة العراق هم من اجهض ذلك الحلم، لذا لم تكن تلك البربرية والقسوة في قتل واختطاف المتظاهرين إلا ردة فعل إيرانية للحد من ذلك التوجه المتمثل بالعداء للوجود الإيراني في العراقي ومن قبل شباب الجنوب والوسط.
اكتفى الشاه بدوره الذي منحه إياه الامريكان كشرطي للخليج، في حين كشف الصفويون الجدد في إيران عن وجوههم القبيحة ورفعوا اقنعتهم، حتى ذهبوا للقول (ان عاصمتنا بغداد). تخلت إيران عن اقنعتها وأصبح طموحها بضم العراق الى جمهورية الولي القاتل جلياً. ولو عدنا الى تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين فسنجد ان قولهم بغداد عاصمتنا ينطوي على الرغبة في التمدد والحصول على كل الجنوب والوسط وشمال العراق (السليمانية بالذات) وترك ما تبقى لتركيا ، التي تطمح هي الأخرى بضم الموصل وكركوك .تركيا لا تفكر بضم أربيل والسليمانية لأن الأكراد يشكلون أوجاع رأس لهم ، على ضوء الحوار الذي تم بين رئيس الوزراء الأسبق نوري السعيد مع القادة الاتراك في عام1937 من القرن المنصرم، حيث عرض السعيد فكرة ضم سوريا الى العراق مقابل تنازل العراق عن أربيل والسليمانية لتركيا .(راجع مذكرات ناجي شوكت: سيرة وذكريات)
انهار حلم عبد الناصر والبعث في سوريا والعراق القائم على وحدة عربية من الخليج الى المحيط، فتحولت تلك البلدان (عدا مصر) الى بلدان مهزومة ، ممزقة ، تعاني من تفتت في بنيويتها الاجتماعية وجهل وخرافات وساسة مرتزقة .
بل الأدهى والأّمر، ان يتحول الحلم الصهيوني من النيل الى فرات، الى ما هو أعظم من ذلك فأصبح طموح إسرائيل كما ورد في ذلك المقال من الخليج الى البحرالمتوسط.
قادة إسرائيل لا يثرثرون بل يفعلون وهذا هو الفرق الجوهري بين القيادات العربية وبين القادة الإسرائيليين.
إذا كان هناك من حلف سيكتب له النجاح على المستوى المنظور فهو الحلف الإسرائيلي العربي.
لا أقول ان هذا الحلف يمثل نهاية الأشياء، بل نهاية الانحدار، فمنذ عام 1948 كان الخطاب السياسي والاجتماعي والثقافي يعتبر إسرائيل جسدا غريباً وان استرجاع فلسطين يمثل استرجاع الكرامة المهدورة لهذه الشعوب.
عندما تقرأ في كتب التاريخ لن تجد في تقديري من وجود مجموعة بشرية تنازلت عن كل شيء مقابل لا شيء!
لقد دخلت الإمارات الى غرفة النوم بعد ان تخلت عن ملابسها وسيتبعها الاخرون.
فرح السيد أيلون بن مير له ألف مبرر، فهو الخبير الاستراتيجي، لم يجد انتصاراً لإسرائيل وعبر كل تاريخها القائم على الأوهام كهذا.



#فالح_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اريد وطنا؟
- المنافي الدافئة ؟
- قاسم سليماني: البطل القومي والوحش الدموي .
- لماذا إيران؟
- يا علي؟
- مندسون؟
- أعتذار وعتاب
- خمسة وخمسون طعنة في ظهر العراق
- الاحتجاجات والعولمة الثانية
- انتفاضة المهمشين
- رسالة الى مقتدى الصدر
- رسالة الى عادل عبد المهدي الذي كان صديقاً في يوم ما!
- مقالة الدكتور كاظم الحبيب عن السفالة
- المفاهيم الاسطورية في الدستور الايراني


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح مهدي - المحور الثالث